ارشيف من :أخبار عالمية

مع بدء فصل الشتاء "نازحو" غزة يتعمقون في المأساة على مرأى ومسمع من العالم "المتحضر" !!!

مع بدء فصل الشتاء "نازحو" غزة يتعمقون في المأساة على مرأى ومسمع من العالم "المتحضر" !!!

غزة – فادي عبيد


نحو عام مر على توقف الحرب العدوانية الصهيونية التي شُنت ضد قطاع غزة خلال شهري  كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين، لكنّ رياح التغيير لم تمر فوق المناطق المدمرة والمنكوبة بما يضع حداً لمعاناة آلاف الأسر المشردة، والتي عاشت طوال تلك الفترة فصولاً متعددةً من المعاناة والألم.
مع بدء فصل الشتاء "نازحو" غزة يتعمقون في المأساة على مرأى ومسمع من العالم "المتحضر" !!!

هذه المأساة والتي لم تفلح إلى الآن التحذيرات المتلاحقة فلسطينياً وعربياً وحتى دولياً في الحيلولة دون ظهور بوادرها، بدت جلية بمجرد أن هطلت الأمطار وهبت الرياح، حيث وجدت تلك العوائل نفسها خارج خيام الإيواء التي لم تقها حرارة الصيف الملتهبة، وها هي اليوم تكشف عوراتها في الشتاء.

مصير مجهول

المنطقة الشرقية لجباليا وكما جذبت الأنظار إبان العدوان بسبب ما شهدته من تدمير وتخريب، عادت لتجذبها مرة ثانية، ولكن هذه المرة لما تضمنته من حكايا ضياع النازحين، وهو ما حاولنا نقل جانب منه عبر الحديث إلى "أبطال" ذاك المسلسل المرير.

تقول أم إبراهيم ضاهر، وقد بدت في وضع لا تحسد عليه: "إنها لا تعرف حتى اللحظة أين ستفر إذا ما اقتلعت الريح خيمتها وجرفتها المياه".

أم إبراهيم، والتي تراعي زوجها المسن والمريض لم تخف غضبها تجاه المؤسسات الدولية والقوى العالمية التي لم تحرك ساكناً إزاء ما يعانيه مشردوا العدوان، قائلةً:" يعني الكل تفرج علينا وإحنا بنموت .. وكمان لساتهم على حالهم، في الصيف الشمس حرقتنا، وهي المطر نزل وما في حل لمشكلتنا".
   مع بدء فصل الشتاء "نازحو" غزة يتعمقون في المأساة على مرأى ومسمع من العالم "المتحضر" !!!
الشاب جلال عفانة (21 عاماً) – من سكان عزبة عبد ربه شمال القطاع، هو الآخر هاجم "دعاة" الإنسانية الذين لم يفعلوا أي شيء لتصحيح أخطاء قادتهم وزعماء بلدانهم الغربية والأوربية ممن ساندوا العدوان الصهيوني.

عفانة والذي فقد ساقه اليسرى، وبينما كان في طريقه إلى خيمته داخل معسكر الإيواء، قال: "إنه لم يعد يؤمن بأولئك الزعماء وبكل ما له صلة بهم حتى من العرب والمسلمين، لأنهم يعلمون أننا نتعذب وما زالوا يتفرجون !!!!".

الحال لم يختلف كثيراً لدى أبو سائد النجار، الذي عانى الأمرين بحثاً عن بديل لمنزله المدمر يؤويه وأفراد أسرته الـ 15، فمنذ أن فقد منزله في منطقة حي النجار شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع استمر في البحث عن مأوى إلى أن أفلح في استئجار بيت قديم.

يقول أبو سائد: "البيت اللي استأجرته وعدا عن أنه مش مكفيني أنا وأولادي، بيسرب المطر فوق الأطفال وهما نائمين وأنا خائف إنهم يمرضوا .. بس ما في عندي حل".   

الحل بيدها

بدوره، شدد الناطق الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» عدنان أبو حسنة على أن الحل الجذري لهذه الأزمة الإنسانية هو إعادة الإعمار، وما دون ذلك من حلول وخطوات ستكون إجراءات مؤقتة.
مع بدء فصل الشتاء "نازحو" غزة يتعمقون في المأساة على مرأى ومسمع من العالم "المتحضر" !!!

أبو حسنة وفي تصريح "للانتقاد.نت"، قال: "حقيقة إن ما يقلقنا هو بقاء المعابر مغلقة، ونحن هنا إذ نخشى من تكرار السيناريو السابق الذي واجهناه خلال العامين الماضيين حيث أن لدينا مشاريع إعمار مماثلة تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار أمريكي معطلة بسبب استمرار السلطات الإسرائيلية في منع إدخال مواد البناء بالرغم من عشرات النداءات التي أطلقناها كمنظمة دولية".

ما سبق من معطيات، وما رافقها من دعوات تمثل لسان حال المنكوبين الغزاويين تؤكد أنهم باتوا بحاجة ماسة إلى آذان صاغيةً تسمع آهاتهم، وأعين مفتوحة ترى ما حل بهم لعلها تتحرك لتغيير واقعهم للأفضل.


2009-11-03