ارشيف من :أخبار عالمية
الامام الخامنئي :الشعب الايراني لن ينخدع بالظاهر المسالم للادارة الامريكية
أكد الإمام القائد السيد علي الخامنئي انه إذا لم تتخل امريكا عن تهديداتها ونزعتها الاستكبارية فان الشعب الايراني لن ينخدع بالتصريحات ذات الظاهر المسالم للادارة الامريكية.وان ان امريكا فعلت كل ما بوسعها ضد الشعب الايراني، وأضاف ان نتيجة هذه المواجهة كانت السمو والرقي اكثر فاكثر لهذا الشعب، وتطور الجمهورية الاسلامية الايرانية وازدياد البلاد والنظام الاسلامي قوة يوما بعد يوم.
وفي كلمة القاها اليوم الثلاثاء في لقائه مع آلاف التلاميذ وطلبة الجامعات وعوائل الشهداء، قال الامام الخامنئي: "ان على الامريكان ان لا يفرحوا ببعض القضايا والاضطرابات التي حدثت بعد الانتخابات، لأن الجمهورية الاسلامية الايرانية ذات جذور اعمق مما يتصورون، فقد تغلب النظام الاسلامي على احداث اصعب من هذه بكثير."
وفي هذا اللقاء الذي يأتي على اعتاب ذكرى الرابع من تشرين الثاني / نوفمبر، اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي، اعتبر سماحته ان المقارعة الصحيحة والمنطقية والعقلانية والقاطعة مع الاستكبار، بحاجة الى بعض المقدمات، مضيفا ان الدوافع المنطلقة من الايمان هي احد متطلبات هذه المقارعة، لأنه لا يمكن اجبار شعب على الصمود في المواقف الصعبة من خلال اصدار الاوامر.
وأكد سماحته على ضرورة فرز حساب الثوريين القلائل الذين اصابهم الملل وندموا من النضال، من حساب الشعب والشباب، وأضاف انه اذا وقع حدث مثل الحرب التحميلية للبلاد، فأن مسارعة المتطوعين الشباب لمواجهة العدو ستكون اكبر بكثير من بداية الثمانينات.
وشدد الامام الخامنئي على ضرورة التحلي بالبصيرة من اجل ان تكون مقارعة الاستكبار صحيحة ومنطقية وقاطعة، واوضح ان السبب على تكرار التأكيد على التحلي بالبصيرة هو ظروف العالم المعاصر والموقع الاستثنائي والممتاز لإيران، وفي هذه الظروف فإن اي حركة عامة بحاجة الى بصيرة عامة.
وأشار الامام الخامنئي الى اداء الادارة الامريكية في مختلف بلدان العالم وخاصة الدول الاسلامية، ووصف هذه الادارة بأنها تجسيد للاستكبار بكل ما للكلمة من معنى، مضيفا انه بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران وظهور قوة الشعب الايراني في الاطاحة بنظام الملكية الفاسد والعميل، وبدلا من الاعتذار للشعب الايراني عما بدر منها، اتخذت الادارة الامريكية منحى عدائيا مع الشعب الايراني منذ الايام الاولى للثورة، وبدأت بالتخطيط التآمري ضد الشعب والنظام الاسلامي، وتحولت السفارة الامريكية في طهران الى مركز للتجسس والتآمر ضد ايران.
وأشارسماحته الى بعض التصريحات ذات الظاهر المسالم والتي اطلقها المسؤولون الامريكيين، وصرح انه كلما اطلق الامريكان ابتسامة ظاهرية، اتضح بعد التدقيق والتمحيص، انهم يخفون خلفهم خنجرا، حيث لم تتبدل نواياهم، مؤكدا ان مسؤولي البلاد اذا كانوا واعين ومجربين ومحنكين ومهتمين بمصالح الشعب، فإنهم لن ينخدعوا بهذه الابتسامات.
وألمح سماحته الى بعض التصريحات المنمقة والرسائل المكررة والخطابات التي اطلقها الرئيس الامريكي الجديد للتفاوض مع ايران وتسوية المشكلات، مؤكدا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية قررت منذ البداية ان لا تصدر حكما مسبقا، وان تلاحظ تنفيذ شعار التغيير على ارض الواقع، لكن خلال هذه الفترة فأن كل ما تمت مشاهدته، كان مجانبا للكلام الذي جرى على الالسن.
وأكد الامام الخامنئي ان الامريكيين يتحدثون من جهة عن التفاوض، الا انهم من جهة اخرى يواصلون تهديداتهم ويقولون انه يجب ان تؤدي المفاوضات الى النتيجة التي نرغب بها، والا سنفعل كذا وكذا.
ولفت سماحته الى انه في الفترة التي اتفقت فيها كلا القوتين العظميين آنذاك في العالم على عدائهما للجمهورية الاسلامية الايرانية، تمكن الشعب الايراني من اركاع كلا القوتين، مؤكدا انه لابد ان يكون هذا درس عبرة للامريكان، لأن امريكا لم تعد بنفس قوتها في تلك الفترة، فيما تضاعفت حاليا قوة النظام الاسلامي مقارنة مع تلك الفترة.
وشدد سماحته على ان الشعب الايراني بصدد الاستقلال والحرية وتحقيق مصالحه الوطنية والتقدم العلمي والتقني، مؤكدا انه اذا اراد احد ما ان ينتهك حقوق الشعب الايراني، فإن الشعب سيهب هبة رجل واحد ويقف في مواجهته ويفرض الهزيمة عليه.
وأضاف الامام الخامنئي انه عندما تتخلى امريكا عن نزعتها الاستكبارية وتدخلها غير الملائم في شؤون الشعوب، فستكون بالنسبة لنا دولة كسائر الدول، الا انه ما دامت امريكا بصدد العودة الى ايران وإعادة الزمان الى الوراء والتسلط على ايران، فإنها لن يمكنها ان تجبر الشعب الايراني على التنازل، مهما استخدمت من وسائل.
وأكد سماحته ان على الامريكان ان يعلموا ان قلة من الافراد ومهما كانت دوافعهم لمعاداة الجمهورية الاسلامية الايرانية، سواء دوافع خبيئة او سيئة او ساذجة، فإنهم لا يمكنهم ان يفرشوا السجاد الاحمر للترحيب بامريكا في ايران، لان الشعب الايراني شعب صامد.
وفي جانب آخر من كلمته، رأى سماحتة ان البلاد ومستقبلها هو ملك للشباب، وأضاف ان يجب الحفاظ على هذه البلاد من خلال التحلي بالعزم والارادة الصلبة النابعة من الايمان الديني، لأن الاقتدار الحقيقي للشعب الايراني هو رهن بالبحث والعلم.
واعتبر سماحته ان هذا الاقتدار الحقيقي يتطلب ان يقف العلم الى جانب الدوافع الدينية، مؤكدا ان القوى العظمى واذنابها في الداخل، لا سبيل امامهم سوى التنازل امام هذا الشعب المقتدر المؤمن.
وفي ختام كلمته، قال الامام الخامنئي مخاطبا الشباب، توكلوا على الله تعالى واحسنوا الظن به، واعلموا ان النصر الالهي حليفكم، وتقدموا الى الامام متحلين بالاقتدار والعزم والتهذيب النفسي والبناء العلمي للذات.
وكالة مهر للانباء + المحرر المحلي
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018