ارشيف من :أخبار عالمية
قمة الأسد ـ عباس: رفضٌ للانقسام الفلسطيني الحالي واتفاقٌ على أهمية الدور السوري لمعالجته

دمشق ـ راضي محسن
خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس من محادثاته مع الرئيس بشار الأسد في دمشق أمس محملاً برفض سوري مطلق لـ "بقاء الوضع على ما هو عليه الآن" في الساحة الفلسطينية المنقسمة على نفسها، وتأكيد على أن إنجاز المصالحة الداخلية "مصلحة عربية عليا"، وذلك بعدما طلب عباس مساعدة سورية "لإنجاح الحوار (الفلسطيني) وإنهاء الانقسام".
وأبدى الرئيس الأسد أمام الرئيس عباس "كل الحرص لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام الحاصل" وهو الموقف الذي قابله عباس بوصف دور سورية في هذا المجال "بالأساسي والرئيسي تاريخياً وليس الآن فقط"، وقال إن "سورية لها دور تلعبه وستستمر به كما سنستمر نحن بالتنسيق معها" لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني.
ووصل عباس دمشق مساء السبت وبحث الأحد مع الأسد في "الجهود المبذولة من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني، ومستجدات المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية، وغيرها من القضايا بما في ذلك الوضع العربي بشكل عام" وذلك بحسب بيان رئاسي سوري وتصريحات عباس للصحفيين.
وقال البيان السوري إن "زيارة الرئيس عباس إلى دمشق تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين سورية والسلطة الوطنية الفلسطينية بخصوص قضايا المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية ومتابعة ما أقرته القمة العربية بدمشق بهذا الخصوص والجهود التي تبذلها سورية باعتبارها رئيسا للقمة لتعزيز التضامن العربي وتحقيق المصالحة الفلسطينية".
ووضع رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قمة الرئيسين عباس والأسد "في إطار التنسيق القائم والتعاون المستمر" بين الطرفين، ونوه بأن هذا التنسيق يتم "على أعلى مستوى وحول كافه القضايا وخصوصاً عمليه السلام في المنطقة"، وأضاف "أكدنا منذ البداية سعينا للسلام الشامل وتحرير الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس والجولان ولن نسمح لأي طرف بأن يتلاعب بمسارات السلام ".
وعقد الرئيسان لقاءاً منفرداً تلاه آخر موسع بحضور أعضاء الوفدين من الجانبين، ووصف عريقات اللقاءات بأنها "إيجابية جداً" وأعلن أن "الرئيس عباس طلب مساعدة الرئيس الأسد في كل مجال ممكن لإنجاح الحوار وإنهاء حالة الانقسام"، وقال "وجدنا لدى الرئيس الأسد كل الحرص لإعادة الوحدة للشعب الفلسطيني والحرص على إنهاء حالة الانقسام الحاصل، وقال الرئيس الأسد إن ذلك مصلحة عربية عليا وغير مسموح بقاء الوضع على ما هو عليه الآن".
وشدد عريقات على أهمية "ألا يفشل الحوار ويتكرس الانقسام" في الشارع الفلسطيني قبل أن يجدد دعوته لـ "كل طرف وخاصة الرئيس الأسد لدعم جهود إنجاح الحوار".
وفي تصريحات للصحفيين بعد لقائه الرئيس الأسد، أعرب عباس عن تفاؤله بنجاح المساعي المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وقال رداً على سؤال، إن كانت طريق المصالحة بين حركتي فتح وحماس سالكة الآن: "هناك حوار جرى في القاهرة، تمهيداً للحوار الشامل، نأمل أن نشكل من خلاله مدخلاً للحل، ونأمل أن تكون الأمور سالكة ويجب أن تكون سالكة"، مضيفاً "ليس هناك من يسعده الفرقة الفلسطينية، ولن يحترمنا أحد إذا بقينا في وضع ممزق".
وتحدث عباس عن إمكانية افتتاح مكتب لحركة فتح أو سفارة فلسطينية في دمشق وقال "نبحث الموضوع (مع المسؤولين السوريين) ولا مانع لدى سورية والأمور مسهلة".
وخلال وداعه الرئيس عباس قبيل مغادرته دمشق قال وزير الخارجية وليد المعلم "المسؤولية من خلال علاقاتنا مع الفصائل الفلسطينية تدعم الجهد المصري طالما أن الهدف هو الوحدة الوطنية الفلسطينية".
ورداً على سؤال حول إمكانية قيام سورية بوساطة بين فتح وحماس قال المعلم "في الوقت المناسب سنقوم بالوساطة أما الآن فنحتاج إلى بدء الحوار".
ودعا الوزير المعلم إلى ضرورة "الإسراع (بالحوار بين فتح وحماس) لأن الوقت يداهمنا ومن هنا تأتي أهمية زيارة الرئيس عباس والجهود المصرية بهذا الاتجاه".
وحول احتمال حدوث لقاء يجمع الرئيس عباس بقادة الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق، قال عريقات "الزيارة لسورية هي زيارة رسمية وعلى جدول أعمال الرئيس عباس لقاء مع الرئيس الأسد ولا يوجد أي لقاء آخر".
وكان عباس التقى خلال زيارته السابقة قادة الفصائل في دمشق باستثناء قادة حركة حماس بسبب استحكام الخلاف معهم بعد سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007.
لكن "الانتقاد.نت" علمت من مصادر فلسطينية مسؤولة أن عباس عقد اجتماعاً مع الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة حيث اتفق الجانبان "على أن الحوار الوطني الشامل هو طريق إنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية وانه لا عودة للاجتماعات والصفقات الثنائية بين حركتي فتح وحماس".
وأوضحت المصادر أن عباس وحواتمة اتفقا "على تبني المشروع المصري الداعي للتوافق بين جميع الفصائل على تشكيل حكومة وطنية جديدة من شخصيات سياسية ومهنية مستقلة بدلا عن حكومة سلام فياض لتصريف الأعمال وحكومة اسماعيل هنية المقالة لضمان فك الحصار عن قطاع غزة وعدم عودة كل أشكال الحصار إلى الضفة الغربية الفلسطينية".
وأكد الجانبان خلال الاجتماع على "أهمية عقد انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة تحت سقف زمني يتم التوافق عليه وانتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير في الداخل والشتات وفق التمثيل النسبي الكامل بعيدا عن المحاصصة بين الفصائل كما دعا المشروع المصري".
وقال البيان الرئاسي السوري إن الرئيسين الأسد وعباس بحثا "الجهود المبذولة من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني" ونقل عن الرئيس الأسد تأكيده أن "سورية تعتبر استعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية هي الضمانة الوحيدة لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ومن شأنها أن تعزز الموقف الفلسطيني في مفاوضات السلام".
كما شدد الرئيس الأسد على أن "القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المحورية بالنسبة لسورية وللعرب جميعاً وأن سورية لن تدخر جهداً في دعم الشعب الفلسطيني وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس".
بدوره، أعرب الرئيس عباس عن "تقديره لجهود سورية ودورها الداعم للمصالحة الوطنية الفلسطينية خاصة وأنها طرف أساسي في المنطقة وفي عملية السلام وتترأس القمة العربية"
ونقل البيان عن الجانبين تأكيدهما على "ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بينهما لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين".
وكان الرئيس عباس زار دمشق في السابع من تموز الماضي وبحث مع الرئيس الأسد الوضع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام كما جرى تداول بعض الأفكار حول سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الحوار الفلسطيني الفلسطيني الشامل.