ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت": من "دافوس" الى "ترابزون"
غضب تركي على "اسرائيل" لا يهدأ
أنقرة ـ حسن الطهراوي
بات من الواضح ان الازمة التى تخيم على علاقات تركيا مع كيان العدو منذ الحرب الاسرائيلية على غزة تاخذ منحى تصاعديا على الرغم من التحرك الاسرائيلي الهادف لتجاوز الازمة، وعدم فقدان ما كان يوصف في السنوات الماضية بالحليف والدولة الصديقة.
فبعد واقعة منتدى "دافوس" الشهيرة والملاسنة الحادة بين الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حاولت "اسرائيل" التخفيف من تداعيات المشكلة وتصويرها على انها لحظة غضب عابرة، لكن المتابع للمشهد السياسي والشعبى في تركيا كان يلحظ مدى الغضب والاستياء الذي ساد فترة العدوان على غزة وما بعدها، وكذلك مدى الخطر الذي تشكله "اسرائيل" وسياساتها العدوانية على أمن واستقرار المنطقة، وتعارض ذلك مع توجه تركيا الجديد في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية الهادف لحل مشاكل الشرق الاوسط وإعادة تشكيله بما يخدم مصالح شعوبه.
في السنوات الماضية شهدت علاقات البلدين بعض حالات التأزم لكنها كانت محدودة من الناحية الزمنية، ومقتصرة على المستوى السياسي، لكنها هذه المرة تبدو مختلفة وشاملة فمواقف الحكومة تجاه "اسرائيل" متناغمة تماما مع تطلعات ومواقف الشارع، وتعكس ما هو سائد فيه والاهم بالطبع ان المؤسسة العسكرية لم تبد معارضة لهذه المواقف، الامر الذي زاد على ما يبدو من مخاوف "اسرائيل" تجاه مستقبل علاقاتها مع تركيا، فكل التطورات تؤشر الى مزيد من التصعيد بدءا من إلغاء مشاركة "اسرائيل" في مناورات "نسر الاناضول" التي كانت ستقام في تركيا مرورا بعرض التلفزيون الرسمي التركي لمسلسل "الوداع" الذى يصور الجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينين، وامتناع المسؤولين الاتراك عن زيارة "اسرائيل" على الرغم من الدعوات المتواصلة التي كان آخرها تلك التي وجهها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في التاسع والعشرين من الشهر الماضي لرئيس الجمهورية عبد الله غل وهي الثانية خلال عام.
ووصولا الى الطريقة التي استقبل فيها السفير الاسرائيلي في تركيا "غابي ليفي" اثناء زيارته لمنطقة البحر الاسود في شمال شرق البلاد ففي أول مدينة زارها وهي مدينة "ريزا" استمع "ليفي" الى انتقادات شديدة من رئيس بلدية المدينة "خليل بكرجي" وصف فيها "اسرائيل" بقتلة الاطفال وان نظرة الشعب التركي لن تتغير طالما واصلت "اسرائيل" سياسة الدمار والقتل والحصار.
كلمات شكلت الصفعة الاولى للسفير الاسرائيلي الذي انتقل في اليوم الثاني الى جامعة "كرادنيز" في مدينة "ترابزون"، لكن طلاب الجامعة كانو في استقباله بالبيض ومنعوه حتى من النزول من السيارة، او لقاء المسؤولين في الجامعة ليعود "ليفي" من المنطقة دون ان يحقق شيئا من أهداف زيارته، ومنها تحسين صورة "اسرائيل" لدى سكان المنطقة واقناعهم بحسن استقبال السياح الاسرائيلين مستفيدا من معرفته بالعادات والتقاليد واللغة التركية فهو من مواليد تركيا ولد وعاش فيها قبل ان ينتقل منها الى "اسرائيل".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018