ارشيف من :أخبار عالمية

خاص "الانتقاد.نت": انتهت محكومياتهم ويرفض الاحتلال الإفراج عنهم

خاص "الانتقاد.نت": انتهت محكومياتهم ويرفض الاحتلال الإفراج عنهم
أسرى فلسطينيون في مهب الإبعاد وفقدان المواطنة وتراجع السلطة عن "لم الشمل"

رام الله ـ الانتقاد.نت
خاص "الانتقاد.نت": انتهت محكومياتهم ويرفض الاحتلال الإفراج عنهمست سنوات مضت على آخر زيارة لوالد الأسيرين محمد ومحمود أبو زويد لهما في السجن، فالاحتلال الذي يحتجزهما في سجني بئر السبع والنقب. الآن يواجه الوالد تهديدا بفقدانهما بعد أن أبلغتهما السلطات الإسرائيلية بقرار الإبعاد إلى الأردن بحجة "أنهما غير فلسطينيين".
أما والدتهما حكمت أبو زويد فلم تستطع كبحَ دموعها أثناء الحديث عن ولديها، وبقي رجعُ الصدى في كلماتها واضحاً حين تحدثت عن استحالة التواصل بينها وبين ولديها الأسيرين البعيدين عن مرأى عينيها.
فتقول:" حرمني الاحتلال من أبنائي ثم حرمني من زيارتهم، أرسل لهم مصروفهم مع عائلات الأسرى الآخرين ولا أتمكن من رؤيتهم أو زيارتهم".
والأسير محمد معتقل منذ العام 2001 وأنهى حكمه منذ ستة أشهر، أما شقيقه محمود فاعتقل عام 2005 وأنهى حكمه منذ ما يزيد على العام، وحصل الشقيقان على الهوية الفلسطينية أثناء اعتقالهما.
عقاب من نوع آخر
تلك الحياة المنغصة التي تعيشها عائلة أبو زويد زادت تضييقا من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، فهدد بإبعاد الأسيرين الشقيقين إلى الأردن في عقاب من نوع آخر رغم امتلاكهما هويات فلسطينية.
وتؤكد والدة الأسيرين أنهما يمتلكان الهوية بالإضافة إلى والدهما الذي يعاني من أمراض في القلب، وتضيف بنبرة حزن:" لا يوجد لي أبناء وسند سواهم، ليس لدينا بيت ولا أقارب في الأردن، فقد حضرنا إلى فلسطين منذ أكثر من 15 عاماً".
وتواصل الأم القلقة على مصير نجليها مناشدة الدول العربية والسلطة الوطنية بالإفراج عنهما وإعادتهما إلى منزلهما، ويصل بها الرجاء إلى قبول احتجازهما لدى السلطة إذا أُفرج عنهما من سجون الاحتلال.
تخوّف آخر
وتتشابك فصول حكاية تهديد الاحتلال بإبعاد الأسرى عن ذويهم إلى مناطق خارج الضفة الغربية وقطاع غزة، فعائلة الأسير أحمد زيدات من مدينة الخليل حصلت على موافقة من وزارة الشؤون المدنية بالحصول على "لم شمل" وهوية فلسطينية لابنها، ولكن الاحتلال ما زال يهددها بإبعاده رغم كل ذلك.
وتوضح والدة أحمد أنه معتقلٌ منذ الثاني عشر من حزيران/ يونيو لعام 2006 في سجون الاحتلال، مبينة أن الأخير يرفض حتى الآن محاكمته ويقوم بتأجيلها مرات عدة.
ولم تسعف الحاجة أم أحمد سوى عبارات المناشدة والمطالبة بالإفراج عن ابنها الأسير، وتتابع:" أنا أم مسنة وزوجي متوفى ولدي أطفال صغار ولم نتمكن من زيارته منذ عام ونصف، حتى أنهم لا يسمحون لنا بالاتصال به، ولو تم إبعاده إلى الأردن فلا يوجد مكان يذهب إليه، أناشد كل العالم أن يتدخل للإفراج عنه وعدم إبعاده".
"لأن الأسير لا يستحق"!
وفي هذا السياق اتهم رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس سلطات الاحتلال بالادعاء بأن خطأً ما حصل أثناء الموافقة على منحهم "لم الشمل" وأنه تراجع عن هذه الموافقة، لافتاً إلى أن الجملة التي يواجَهُ بها الفلسطينيون أثناء مراجعة محكمة العدل الإسرائيلية العليا في هذا الأمر هي أن "الموافقة حصلت ولكننا تراجعنا عنها لأن الأسير لا يستحق البقاء هنا".
وأضاف:" إسرائيل تستهدف مجموعة من الأسرى الفلسطينيين بالإبعاد إلى الإردن، حيث أنهوا محكومياتهم، وهناك عائلات تعيش في فلسطين منذ سنوات طويلة وتحمل هويات فلسطينية وأبناؤها الأسرى كذلك بعد أن تقدمت لهم أمهاتهم وزوجاتهم بمعاملات جمع شمل، وبعضهم حصل على ورقة المعاملة من وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية التي تعني أن أوراقه قدمت للجانب الإسرائيلي والموافقة بالحصول على الهوية الفلسطينية".
وأكد فارس أن القرار الإسرائيلي يشمل تسعة أسرى أبلغتهم سلطات الاحتلال بقرار الإبعاد خارج أراضي الضفة الغربية، حيث أُبلغ الأسير عمر بني عودة من قرية طمون الذي اعتقل في 21/5/2005 وانتهت محكوميته في 21/10/2007 وشقيقه طالب الذي اعتقل في 2/12/2006 وانتهت محكوميته في 1/12/2007، بقرار إبعادهما إلى الأردن بعد انتهاء مدة محكوميتهما، لافتاً إلى أنهما حصلا على قرار لم الشمل في شهر آذار/ مارس من عام 2007 واستخرجت لهما عائلتهما هويات فلسطينية آنذاك.
خاص "الانتقاد.نت": انتهت محكومياتهم ويرفض الاحتلال الإفراج عنهموذكر فارس أن من بين الأسرى المهددين نصري عطوان من مدينة بيت لحم الذي اعتقل في 19/8/2007 ولا يزال موقوفا دون محاكمة، ومهدد بالإبعاد الى الأردن بالرغم من إقامته في فلسطين منذ عام 1995 وحصوله على لم الشمل، منوهاً إلى أن عطوان طالب جامعي وكان عقد قرانه على إحدى قريباته.
وتحدث فارس عن حالة الأسير سامر حماد من قرية سلواد شرق رام الله الذي اعتقل في 20/7/2006 وحكم عليه بالسجن لمدة 11 شهراً مع غرامة مالية بقيمة ثلاثة آلاف شيكل، وحصل على لم الشمل وهو داخل الأسر وما زال معتقلاً رغم انتهاء محكوميته، ثم صدر بحقه قرار بالإبعاد إلى الأردن.
أما الأسير منير أبو ضياع من سكان قطاع غزة، فاعتقل خلال الحرب الأخيرة على القطاع حسبما أفاد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، وهو موقوف ومهدد بالإبعاد إلى الأراضي المصرية بحجة أنه ولد هناك، رغم أن عائلته تسكن القطاع منذ ما يزيد على عشرة أعوام وحصولها على لم الشمل والهوية الفلسطينية.
وقال فارس إن الأسير التاسع هو حماد أبو عمرة من سكان مخيم نهر البارد وأنهى محكوميته منذ شباط الماضي، وهو أب لسبعة أطفال ومقيم في نهر البارد ومهدد بالإبعاد.
تعاون أردني
واعتبر فارس أن التعاون الأردني مع قضية الأسرى أدى إلى إفشال محاولات الاحتلال إبعادهم إلى أراضيها، حيث جرت محاولات متكررة منذ بداية انتفاضة الأقصى لإبعاد عدد من الأسرى إلى الأردن قسراً في فترات منفصلة ولكن الأخيرة أعادتهم "لأنها لن تكون شريكاً في المخطط الهادف إلى تفريغ فلسطين".
ولفت فارس إلى أنه في مثل هذه الحالة التي يرفض فيها الأردن استقبال الأسرى لحمايتهم من الإبعاد عن أرضهم وتعنت الاحتلال في موقفه الرافض بإبقائهم في أرضهم، فإن الأسير يبقى عالقاً رهن الاعتقال رغم انتهاء محكوميته دون وضعية قانونية محددة، قائلاً إن الاحتلال يدعي أن بقاءهم في الأسر يأتي على خلفية قانون التسلل إلى البلاد.
وأضاف:" هم لم يأتوا الى البلاد متسللين وجاؤوا جميعا بتصاريح زيارة قانونية صادرتها اسرائيل منهم، وهذا يترتب عليه معاناة كبيرة للأسرى أنفسهم وعائلاتهم، ونحن رفعنا الأمر الى الرئاسة ودائرة شؤون المفاوضات ووزارة الشؤون المدنية، ومنذ أكثر من عامين يتفاعل هذا الموضوع داخل المؤسسات الفلسطينية الرسمية، لكن إسرائيل لا تستجيب".
2009-11-05