ارشيف من :أخبار عالمية

فلسطين المحتلة: الاحتلال يحول أحد أبنية الأقصى إلى كنيس يهودي ومحرابه إلى "مزبلة"

فلسطين المحتلة: الاحتلال يحول أحد أبنية الأقصى إلى كنيس يهودي ومحرابه إلى "مزبلة"
القدس ـ ميرفت عمر
فلسطين المحتلة: الاحتلال يحول أحد أبنية الأقصى إلى كنيس يهودي ومحرابه إلى "مزبلة"كشف رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح  عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتحويل مصلى المدرسة التنكزية - الواقع ضمن حدود المسجد الأقصى والمشمولة ضمن الجدار الغربي للمسجد الأقصى– إلى كنيس يهودي.
وأوضح الشيخ إن سلطات الاحتلال في القدس حولت هذا المصلى إلى موضعا لإلقاء النفايات وحائطا لعرض رسومات جنود الاحتلال الإسرائيلي، موثقا ذلك بالصور الفوتوغرافية التي عرضها لأول مرة خلال مؤتمر صحفي نظمته " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " بعد ظهر الأحد على سطح آل الحلواني في حي وادي الجوز في مدينة القدس تحت عنوان "أدركوا الأقصى".
وجاءت تصريحات الشيخ رائد صلاح تعقيبا على افتتاح كنيس اليهودي أقيم على ارض وقفية إسلامية قرب الأقصى، مؤكدا:" إن الله تعالى لا يقبل أن يعبد على ارض منهوبة محتلة ومسروقة"، وأضاف:" هذا الكنيس اليهودي افتتح بعد أن استباحوا القدس وصادروا ظلما وعدوانا هذه الأرض الوقفية الإسلامية"، مؤكدا أن مؤامرة تهويد القدس والسيطرة التدريجية على المسجد الأقصى لن تمر فإن القدس ستبقى والمسجد الأقصى سيبقى".
وحذّر الشيخ رائد صلاح من أن افتتاح الكنيس اليهودي هذا لم يأتِ من فراغ إنما هو جزء من مخطط تدميري يستهدف المسجد الأقصى، وتطرق لما كشف عنه سابقا من مخططات تهويد القدس واستهداف المسجد الأقصى كمخطط تتبعه سلطات الاحتلال تحت عنوان " القدس أولا" والذي يهدف إلى بناء أكبر كنيس يهودي على جزء من المسجد الأقصى وهو بالتحديد جزء من الحائط الغربي للمسجد، إلى جانب الكشف عن مخطط بناء شبكة الكنس اليهودية على امتداد الجدار الغربي والجدار الجنوبي من المسجد الأقصى.
وأضاف الشيخ صلاح :" إن القرائن متوفرة لدينا وتدل على أنهم يقومون برصد الميزانيات الضخمة على مستوى عالمي لإقامة أكبر كنيس في العالم على حساب المسجد الأقصى"، مطالبا الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بالوقوف أمام مسؤولياته.
وخصص الشيخ رائد صلاح كلمته حول الكشف عن مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي عرضها لأول مرة وتشير إلى انتهاك إسرائيلي لمبنى المدرسة التنكزية وهو مبنى يقع داخل المسجد الأقصى المبارك، يعتبر احد مصلياته، ويتضمن احد محاريب المسجد الأقصى أيضا.
وعرض الشيخ الصورة الأولى والتي تشير إلى تحويل مصلى المدرسة التنكزية إلى كنيس يهودي، حيث يظهر في الصورة مستوطن يؤدي الشعائر الدينية اليهودية بعد وضع أثاث خشبي لهذا الغرض، أما الصورة الثانية فتظهر وضع سلة مهملات داخل محراب مصلى المدرسة التنكزية، أما الصورة الثالثة فتظهر رسومات نفذها جنود الاحتلال الإسرائيلي على حائط المصلى، و تمثل قيام الجنود بمهاجمة بيتا فلسطينيا، وهذا على الحائط ذاته الذي خطت عليه آيات قرآنية منذ مئات السنين. في أظهرت الصور الرابعة رسما للعلم الإسرائيلي على أحد جدران مصلى المدرسة.
ووجه الشيخ رائد صلاح في ختام كلمته عدة رسائل الأولى إلى المتحاورين الفلسطينيين وقال الشيخ صلاح:" باسم القدس والأقصى بأن تكون هذه المخططات الإسرائيلية دافعا من اجل وحدة الموقف الفلسطيني، فوحدتكم هي قوتكم، ونتمنى أن تزفوا لنا بشرى الوحدة الفلسطينية قريبا".
أما الرسالة الثانية فوجهها الشيخ رائد صلاح إلى الحكومة الأردنية، مبينا أن كل الوثائق والاتفاقات الدولية تقول إن المسجد الأقصى يقع تحت رعاية الحكومة الأردنية، مضيفا:" نحن اليوم نضع هذه المأساة في أعناق الحكومة الأردنية، وهذه مصليات المسجد الأقصى تنتظر من الحكومة الأردنية التحرك الفوري والشجاع من أجل إزالة الأوساخ المؤذية عنها".
فلسطين المحتلة: الاحتلال يحول أحد أبنية الأقصى إلى كنيس يهودي ومحرابه إلى "مزبلة"ووجه الشيخ رائد صلاح رسالة ثالثة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البرفيسور أكمل الدين احسان اوغلو ودعاهما الى إيجاد حراك دائم بكل الوسائل المشروعة لرفع الأذى عن المسجد الأقصى المبارك.
وطالب الشيخ صلاح بالدعم المعنوي والمالي من قبل مليار ونصف مليار مسلم من اجل حماية المسجد الأقصى والقدس الشريف.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قامت، وبحضور حشد كبير من المتطرفين اليهود، ظهر الأحد 12-10-2008، بافتتاح رسمي لكنيس يهودي كبير أقيم على أرض الوقف الإسلامي المسمى "بحمام العين"، والذي تمّ الاستيلاء عليه من قبل منظمة " عطيرت كوهنيم " الاستيطانية التهويدية.
ويقع الكنيس في أقصى شارع الواد داخل البلدة القديمة للقدس ولا يبعد سوى 50 مترا عن المسجد الأقصى المبارك من جهة الجدار الغربي، وقد تمّ افتتاح الكنيس اليهودي الذي أطلق عليه اسم عبري "أوهيل يتسحاق " ـ أي خيمة اسحق ـ ، بمشاركة عدد من يطلق عليهم اسم " حاخامات " وعلى رأسهم  المدعو شموئيل رابينوفتش – راب حائط المبكى وهو التسمية الباطلة لحائط البراق، إلى جانب حضور عدد من السياسيين الإسرائيليين، وجمهور واسع من المستوطنين.
والكنيس اليهودي المفتتح عبارة عن مبنى ذو طابقين، و فيه قاعة وغرف تعليمية ويعتلي المبنى قبة كبيرة وعالية، ويهدف المستوطنون من إقامة هذا الكنيس بقبته العالية إلى التغطية على مبنى قبة الصخرة البارز والمتميز في كل زاوية وجهة في مدينة  القدس.
أما أسفل الكنيس اليهودي فيوجد شبكة من الحفريات والأنفاق ترتبط بالكنيس وبمنطقة حائط البراق وبنفق قريب من باب المطهرة أحد أبواب المسجد الأقصى وبالنفق اليبوسي الممتد طول الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك ، وعلمت " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " أن المؤسسة الإسرائيلية اعتبرت افتتاح هذا الكنيس على هذه المسافة القريبة من المسجد الأقصى إنجازا كبيرا كونه الكنيس اليهودية الأقرب من المسجد الأقصى المبارك.
وجاء افتتاح الكنيس اليهودي وسط إجراءات أمنية مشددة في حي الواد، حيث أغلقت المنطقة الممتدة بين سوق القطانين وباب السلسلة ووضعت الحواجز العسكرية، واعتلى عناصر الشرطة الإسرائيلية منازل المقدسيين المحيطة، في حين قيدت حركة السكان المقدسيين ومنعوا من مغادرة أو دخول منازلهم أو دكاكينهم.
وقام العشرات من المستوطنين بالدخول أفواجا إلى الكنيس اليهودي والمشاركة بحفل الافتتاح، وعند مرور الشيخ علي أبو شيخه – الرئيس  السابق لمؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية – في منطقة حمام العين أمام الكنيس اليهودي قامت الشرطة بالتحقيق معه وطالبته بعدم الوقوف في منطقة الكنيس وحمام العين، إلا أن الشيخ علي أبو شيخه أصرّ على حقه في الوقوف والتواجد في أي بقعة ومكان في مدينة القدس، حيث قام بتأدية صلاة الظهر أمام أحد الحواجز العسكرية بجانب سوق القطانين. 
2008-10-13