ارشيف من :أخبار عالمية

انفلونزا الخنازير .. ما بين نظرية المؤامرة والتطور الجيني الطبيعي

انفلونزا الخنازير .. ما بين نظرية المؤامرة والتطور الجيني الطبيعي
الـ"لقاح القاتل" يهدد حياة ملايين البشر

الانتقاد.نت ـ نادر عزالدين

انفلونزا الخنازير .. ما بين نظرية المؤامرة والتطور الجيني الطبيعيتبدأ القصة في أمريكا الوسطى وبالتحديد من المكسيك حيث رصدت أولى حالات الاصابة بالـ (H1N1) او ما بات يعرف بإنفلونزا الخنازير، والمدقق بأحداث هذه القصة التي أصبحت الشغل الشاغل لسكان الأرض، يجدها كقصص احد أفلام الدرجة الثانية، تبدأ بسفر عدد من الطلاب الى الخارج لقضاء عطلة الربيع حيث يلتقطون العدوى بالفايروس، وحين يعودون الى بلدهم تنتقل العدوى إلى أهاليهم وزملائهم وبذلك يبدأ الوباء بالانتشار في جميع أنحاء العالم.
قصة سينمائية بامتياز لا يمكن تصديقها في الحالات الطبيعية! وبالرغم من الخيال الجامح الذي يتمتع به كل من الكاتب والمخرج، الا انك في أغلب الأحيان لن تستطيع أن تكمل ما بدأت مشاهدته، فنهاية الفيلم باتت معروفة سلفاً. ولكن عندما تبدأ أنت بعيش أحداث الفيلم فهذا كلام من نوع آخر، فإما أن يكون دورك ثانوياً فتختفي في الدقائق الأولى أو أن تكون البطل فينتهي الفيلم ولا تنتهي.
إن التحليل الدقيق لفيروسh1n1 يكشف عن أن الجينات الأصلية له هي نفسها التي كانت في الفيروس الوبائي الذي انتشر عام 1918 بالإضافة إلى جينات من فيروس انفلونزا الطيور h5n1 وأخرى من سلالتين جديدتين من فيروس h3n2 .. والسؤال المطروح هنا، من اين حصل هذا الفيروس على كل هذه الجينات؟
هل صحيح ان هذه الانفلونزا ظهرت نتيجة اصابة الخنازير بانفلونزا عادية التقطتها من البشر أو الطيور ما جعل هذا الفيروس يختلط بين الخنازير وينتج سلالات جديدة من فيروس الانفلونزا؟ أم أن نظرية المؤامرة التي تقوم على فكرة ان هذا المرض ليس سوى مركب جيني تم التخطيط لإطلاقه عن عمد بعد دراسة معمقة، وهدفه القضاء على اعداد هائلة من البشر؟
يستغرب مدير الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور جاك مخباط ما أسماها بالهمروجة الإعلامية التي سببها انفلونزا الخنازير، و"اشاعة اجواء ذعر نحن بغنى عنها"، ويرى أنه ليس من مصلحة أحد أن يثير هذه الضجة سوى شركات الأدوية لبيع اللقاح، وحتى "شركات الأودية لا تستفيد من هذا الظرف إلا آنياً لان الفيروس بحالة متجددة من حيث الشكل"، منتقداً وسائل الاعلام التي "شطحت كثيراً ولم تعرف من تستضيف لمناقشة هذه المسألة، والكثير من الضيوف وسائل الاعلام يحللون من دون اثباتات علمية".
وعن الفيروس يقول الدكتور مخباط انه لا يتعدى كونه انفلونزا عادية، فالخريطة الجينية لفيروس الانفلونزا الـ H1N1 تتغير في فترة تمتد من 10 سنوات إلى 30 سنة، وهو ليس قاتلاً في معظم الأحيان. أما بالنسبة لطريقة العلاج فالطريقة المثلى هي شرب السوائل وتناول الادوية المخفضة للحرارة والراحة للمريض، أي مثلها مثل أي أنفلونزا عادية.
ولكن ماذا عن المؤامرة؟
يستبعد خبير الأمراض الجرثومية نظرية أن يكون الـ H1N1 هو مركب جيني من بعض الدول، ونتاج مختبراتها، مؤكداً ان المرض ليس وباءً ولم يُتوفَّ من جراءه سوى نحو 0,7 % من المصابين وهذا معدل طبيعي، ولكن بالمقابل يرى أن "نظرية المؤامرة قد تصح في حالة اللقاح" الذي كشف النقاب في الآونة الأخيرة على تلوثه بالمرض، والذي أثار شكوكاً وبلبلة عالمية بعد أن رفض تناوله الكثير من الأطباء وخاصة من شارك بتصنيعه من شركة "باكستر".
وعلى جميع الأحوال فإن اللقاح لم يتوافر بعد في الاسواق العالمية وسيصبح هناك منه كميات في الاسواق الامريكية في 11 تشرين الثاني، وسيكون متوافراً في الاسواق العالمية في شهر كانون الثاني ، ويضيف مخباط أن اللقاح لن يكون كافياً للبشرية جمعاء، وستكون هناك سياسة ستعتمدها منظمة الصحة العالمية بالنسبة لتوزيع اللقاح، وستبدأ بالأكثر حاجة له وهم النساء الحوامل والاشخاص ذوو المناعة الضعيفة والاطفال.

انفلونزا الخنازير .. ما بين نظرية المؤامرة والتطور الجيني الطبيعينستنتج من كلام الدكتور جاك مخباط، أن انفلونزا الخنازير ليس بعبعاً كما صورته وسائل الإعلام، ولا يجب أن تصفر وجوهنا عند سماع اسمه! ولا هو شيء مخيف يهدد بالقضاء على البشرية، ولكن الحلقة المفرغة بهذا الموضوع الذي بات على كل لسان هو اللقاح الذي تعمل شركات الأدوية الكبرى ومنها الشركة الأمريكية "باكستر"، على إنتاج كميات كبيرة منه خلال أشهر تكفي لسكان العالم، وروج لهذا اللقاح بطريقة تثير الشك والريبة. وهذا هو الجانب الخفي من الموضوع الذي قيل الكثير بشأنه، ومن ذلك أن حملة التطعيم العالمية الواسعة للقاح ما هي إلا خطة لتدمير فكرنا وصحتنا و قدراتنا الجنسية، وذلك باستخدام مواد إضافية خاصة تسمى المواد المساعدة. والهدف النظري من إضافتها بحسب مروجي تلك الأفكار هو زيادة كمية التطعيم، بحيث تكفي كمية صغيرة منه لتطعيم عدد كبير من الناس وزيادة عدد الجرعات المنتجة خلال فترة زمنية قصيرة.
والمشكلة هنا في المادة المساعدة التي قررت الشركات اعتمادها، فبالرغم من وجود العديد من المواد المساعدة الآمنة التي يمكن أن تضاف، قررت الشركات المصنعة للقاح إضافة مادة "السكوالين"، وهي مادة هامة ومنتشرة بشكل كبير في الجسم ويستمدها من الغذاء، وهي المادة الأساسية التي ينتج منها الجسم العديد من الزيوت والأحماض الدهنية المختلفة المهمة لأداء الوظائف الحيوية الهامة في مختلف أعضاء الجسم، وهي المادة الأم التي تنتج منها كافة الهرمونات الجنسية سواءً في الرجل أو المرأة، وبالتالي المسؤولة عن خصوبة الذكور والإناث، كما أنها مهمة لخلايا المخ لتقوم بأداء وظائفها بشكل صحيح، وأيضاً لها دور مهم في حماية الخلايا من الشيخوخة والطفرات الجينية، وهي أيضاً مصدر للعديد من مستقبلات المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات العصبية في الدماغ والجهاز العصبي. وقد ثبت علمياً أن حقن "السكوالين" كمادة مساعدة مع اللقاحات يسفر عن حدوث إستجابة مناعية مرضية عامة في الجسم بأكمله ضد مادة "السكوالين". ومن البديهي بعد معرفة أهمية مادة السكوالين في الجسم أن يخلص القارئ إلى أن أي شيء يؤثر على هذه المادة، سيكون له أثر سلبي كبير على الجسم، وأن تحفيز النظام المناعي ضدها سيؤدي إلى انخفاضها وانخفاض مشتقاتها، وبالتالي معدل الخصوبة وتدني مستوى الفكر والذكاء، والإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.
وبما أن الجسم يستمد حاجته من السكوالين من الغذاء وليس الحقن عبر الجلد، فإن حقن السكوالين إلى جانب الفيروس عبر الجلد أثناء حملة التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير، سيكون سبباً في إحداث استجابة مناعية مضادة ليس فقط ضد الفيروس المسبب للمرض بل أيضاً ضد مادة السكوالين نفسها لتتم مهاجمتها هي الأخرى من قبل النظام المناعي، وعندما يتم برمجة الجهاز المناعي لمهاجمة السكوالين فإن ذلك يسفر عن العديد من الأمراض العصبية والعضلية المستعصية والمزمنة التي يمكن أن تتراوح بين تدني مستوى الفكر والعقل ومرض التوحد (Autism ) وضطرابات أكثر خطورة مثل متلازمة لو جيهريج (Lou Gehrig's ) وأمراض المناعة الذاتية العامة والأورام المتعددة وخاصة أورام الدماغ النادرة.

بعدما استعرضنا ما قيل عن مرض العصر يبقى السؤال: هل من الممكن أن تكون شركات الأدوية التي لا تبغي سوى الربح المادي، قد انخرطت في مؤامرة عالمية لشطر الجنس البشري إلى قسمين، قسم مريض عاجز عن التفكير وقسم ثانٍ يتحكم بالعالم؟
سؤال نضعه برسم كل المعنيين لعلنا نجد له جواباً ولا نصل إلى نهاية مأساوية للفيلم العالمي الطويل.

2009-11-05