ارشيف من :أخبار عالمية
اميركا ترسل اشارة "تلطيف اجواء" مع روسيا بالتراجع امام كوريا الشمالية

صوفيا ـ جورج حداد
اعلنت سي إن إن عن لسان الناطق الرسمي الاميركي شون ماكورماك، ان اميركا سحبت اسم كوريا الشمالية من "اللائحة السوداء" للدول الداعم للارهاب.
وهو يؤكد انه تم التفاهم بعد محادثات بين البلدين، وبموجب هذا التفاهم ستسمح كوريا الشمالية لمفتشي الوكالة الذرية، ان يأخذوا عينات من المنشآت الذرية المعلن عنها، وعند الضرورة من غير المعلن عنها ايضا.
وحسب كلمات الناطق الاميركي فإن كوريا الشمالية نفذت جميع طلبات الولايات المتحدة الاميركية.
ويذكر انه في الايام الاخيرة جرت في واشنطن استشارات ومناقشات مكثفة بين الدول الست التي تتابع الازمة مع كوريا الشمالية، وهي: الصين، كوريا الجنوبية، روسيا، اليابان والولايات المتحدة الاميركية.
وتأتي هذه التطورات في اعقاب لجوء كوريا الشمالية الى نشاطات استفزازية، تمثلت في اعادة تشغيل المفاعل النووي المدمر في يونغ بونغ، وطرد مفتشي الامم المتحدة، وتجربة عدة انواع من الصواريخ بعيدة المدى.
ولكن قرار سحب كوريا الشمالية من "اللائحة السوداء" تعرض فورا للانتقاد من المحافظين. ويقول هؤلاء ان كوريا الشمالية ترسل "اشارات سيئة" الى الدول الاخرى، وبالاخص ايران.
وتقول مصادر اعلامية اخرى ان اسم كوريا الشمالية قد سحب من "اللائحة السوداء" للدول الداعمة للارهاب، ولكنه سيعاد الى اللائحة من جديد، في حال تأكد ان كوريا الشمالية لم تحافظ على تعهداتها.
وفي هذا الوقت نشرت وسائل الاعلام الكورية الشمالية، ولاول مرة منذ شهرين، صورا للزعيم الكوري الشمالي كيم تشن اير وهو في زيارة الى قاعدة عسكرية. ويبدو كيم في الصور بحالة صحية جيدة. وكانت بعض الاوساط الاعلامية قد ذكرت انباء غير مؤكدة ان الزعيم الكوري الشمالي قد تعرض لجلطة دماغية.
ويلاحظ المراقبون المحايدون انه ليس من الصدفة ان تأتي هذه التطورات على خلفية الازمة المالية الخانقة في اميركا والبورصات الغربية، من جهة، والمناورات والتحركات العسكرية الروسية واسعة النطاق في اكثر من منطقة في العالم في وقت واحد، وخصوصا اجراء التجارب الصاروخية البالاستيكية بعيدة المدى من الارض ومن اعماق البحار. ومعلوم ان التحرك الكوري الشمالي على صعيد البرنامج النووي والتجارب الجديدة وعملية التسلح الصاروخية، انما تتم بدعم من روسيا. ويعتبر بعض هؤلاء المراقبين، ان القرار الاميركي الاخير بخصوص كوريا الشمالية لا يعدو كونه رسالة اميركية لـ"تلطيف الاجواء" مع روسيا، لمنع فتح جبهة جديدة في الشرق الاقصى، او في اميركا اللاتينية، بعد اللطمة التي تلقتها اميركا والناتو في القوقاز.