ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: برسم كل المتخاذلين

باختصار: برسم كل المتخاذلين
كتب محمد يونس
لو أن مجموعة من المواطنين في بلد إسلامي هاجموا مجموعة ثانية ولكنهم ينتمون إلى طائفة أخرى وحرقوا بيوتهم ودمروا محلاتهم وأدخلوا بعضهم إلى المستشفيات، هل كان حصل هذا الأمر من دون أي ضجيج يذكر، وهل كان مجلس الأمن الدولي غض البصر ولم يجتمع ليصدر بيانا يضمنه اشد العبارات استنكارا وتنديدا وذيله بتهديد ووعيد؟
طبعا ما كان ذلك ليمر مرور الكرام، ولكانت الدنيا قامت ولم تقعد فوق رأس ذلك البلد الإسلامي، وهنا أنا لا أدعو إلى مثل هذه الأعمال، لكن مرد هذا الكلام هو ما يجري في عكا تلك المدينة الفلسطينية التي أبى أهلها تركها في أحلك وأصعب الظروف حين كانت العصابات الإجرامية الصهيونية تجول وتصول ذبحا بكل فلسطيني تصادفه في طريقها، كل فلسطيني كبيرا كان أم صغيرا رجلا أم امرأة أم شيخا. هؤلاء الأهالي يتعرضون في هذه الأيام لهجمات منظمة من قبل المستوطنين الصهاينة المشمولين برعاية سلطات الاحتلال وشرطته من دون أن يخرج أحد في هذا العالم لا قريب ولا بعيد، لا عربي ولا مسلم، لا ديكتاتوري ولا ديمقراطي، لا دولة ولا منظمة ولا مجلس أمن، ليعلن شجبه بل استغرابه بل استفساره عما يجري.
أهالي عكا لم يلدغوا من الجحر مرتين. لقد عرفوا أن أحدا لن يهب لمساعدتهم فقرروا مواجهة مصيرهم بأسنانهم وأظفارهم ولهم في ذلك كل التحية والتقدير، ولكن أين أولئك المتشدقون بالسلام وبالصداقة مع كيان العدو، أين أولئك المتشدقون بالمجتمع الدولي ومجلس أمنه وأممه المتحدة، أين أولئك الذين ينكرون على المقاومة حقها في امتلاك ما يمكّنها من الدفاع عن نفسها وأهلها وأرضها؟ أين الممتعضون من المغامرات المقاومجية، أين أخوان أهالي عكا في الدين والعرق واللغة.
عن كل هؤلاء نقول لكل المقاومين والشرفاء والذين يتصدون في عكا وغيرها من المدن والقرى العربية:
ما حك ظهرك مثل ظفرك       فتولَّ أنت جميع أمرك.
الانتقاد/ العدد 1306 ـ 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
2008-10-14