ارشيف من :أخبار عالمية
عباس يعلن عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة .. " اسرائيل " ترفض التعليق .. و" حماس "ترى ان خطابه يعبر عن حجم أزمته مع ال
اعداد : هبه عباس
بعد ان اثارت مسألة اصدار مرسوم الانتخابات التشريعية والرئاسية من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سخطا وغضبا فلسطينيا لانه يضرب بعرض الحائط اي حلول للوصول الى اتفاق المصالحة الوطنية وللضغط على حركة " حماس " للقبول بورقة المصالحة المصرية الجديدة يقوم عباس اليوم بمناورة جديدة يهدف من خلالها توجيه رسائل الى الداخل الفلسطيني فضلا عن لخارج وذلك للضغط على الادارة الاميركية والاوروبيين والصهاينة في آن معا عبر اعلانه رفض الترشح لرئاسة جديدة محاولا إخلاء الساحة الفلسطينية.وفي ردود الفعل على هذه الخطوة رفضت الحكومة الصهيونية التعليق على اعلان عباس وقالت صحيفة " يديعوت احرنوت " الصهيونية ان الحكومة الإسرائيلية لم تفاجأ من إعلان أبو مازن، لافتةً إلى أن امتناعها عن التعليق او نشر رد رسمي عليه يجيء انطلاقاً من التقدير بأن هذه الخطوة تكتيكية و تستهدف أساسا الآذان الأمريكية من جهة والأغراض الفلسطينية الداخلية من جهة أخرى.
وأوضحت محافل سياسية إسرائيلية رفيعة للصحيفة بأن "تل أبيب" نجحت في الوصول إلى تفاهمات مع الإدارة الأمريكية وعليه فيتعين عليها الآن أن تجلس بصمت.
وفي الاطار نفسه آثر ديوان رئيس الحكومة الصهيوني عدم الرد المباشر على خطاب عباس، معتبرا ان الكيان الغاصب يرى فيه شريكا وهو معني ببدء المفاوضات معه بالسرعة الممكنة.
من جانبه امل وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك الا يمس تصريح عباس بجهود التسوية، اما نائب وزير الخارجية داني ايالون، فاعتبر ان قرار عباس هو شأن فلسطيني داخلي، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مصلحة كل الأطراف تقوم حسب زعمه على وجود قيادة مسؤولة مستقرة وبراغماتية ومعتدلة في السلطة.
وفي الاطار نفسه اتصل رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز بعباس هاتفيا قبل يوم من إعلانه قرار عدم ترشيح نفسه في محاولة لإقناعه بالعدول عن ذلك القرار.
فلسطينيا، اشار المتحدث باسم حركة " حماس " سامي ابو زهري ان خطاب عباس يعبر عن حجم أزمته نتيجة تنكر الأمريكيين والإسرائيليين له، ودعاه إلى العودة إلى الشعب الفلسطيني، ومصارحته بفشل خيار التسوية وضرورة إعادة الاعتبار لخيار المقاومة واستعادة الوحدة.
من جانبه قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب ان عباس لم يطرح أي بدائل قوية وحقيقية بعد فشل مشروع التسوية وما طرحه هو انه استبدل التفاوض العبثي بآخر عقيم.
في رد الفعل العربي على موقف عباس، حض الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عباس على العودة عن قراره، وقالت وكالة انباء "الشرق الاوسط" المصرية إن موسى أكد في محادثة هاتفية مع عباس الخميس دعمه له وطلب منه العودة عن قراره.
دوليا، اكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، انه سيضغط على الرئيس محمود عباس لوقف قرار عدم عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة .
ودعا كوشنير عباس الى مواصلة مسيرته نحو السلام، مشيرا الى ان طريق السلام اليوم معطل .
من جهة اخرى شارك مئات الفلسطينيين من مؤيدي حركة " فتح "، امس في مسيرة وسط رام الله ومدن أخرى في الضفة الغربية، لمطالبة الرئيس محمود عباس بالعدول عن إعلانه عدم "الرغبة" في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
من جانبه رأى فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية انه يريد من وراء هذه الخطوة أن يُوجه رسالة للإدارة الأمريكية، وتحديداً لباراك أوباما بإخلاء الساحة الفلسطينية، وذلك كوسيلة ضغط على الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين أيضاً.
واتهم القدومي عباس بأنه لا يقول الحقيقة للشعب الفلسطيني، ولا يستبعد البتة أن تكون خطوته للمراوغة ، لأنّها هذه ليست المرّة الأولى التي يقوم بها هذا الرجل بالتهديد بالاستقالة، ومن ثم العدول عن قراره، كما فعل عندما كان رئيساً للوزراء في عهد رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.
وأكد القدومي، على أنّ عبّاس سيعدل في نهاية المطاف عن قراره مرّة أخرى.
وحول رفضه الترشح لخلافة عبّاس، قال القدومي: "إننّي أرفض أن أترشح لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية، التي أقيمت تحت سقف اتفاق "أوسلو"، الــذي رفضته منذ البداية وما زلت مصراً على موقفي الرافض".
وفي هذا الإطار أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، انه سيضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوقف قرار عدم عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة .ودعا كوشنير عباس الذي اعلن الخميس عزمه عدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات العام المقبل, الى مواصلة مسيرته نحو السلام على حد تعبيره.وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو كشف كوشنير انه سيزور "اسرائيل" والاراضي الفلسطينية المحتلة في الايام المقبلة لكنه لم يوضح موعد زيارته الى المنطقة التي كانت متوقعة منذ عدة اسابيع لكنها تاجلت بسبب مشاكل تنظيمية بين فرنسا و"اسرائيل", واختصر كوشنير حينها جولته على زيارة لبنان دون الاراضي المحتلة.اضاف كوشنير "سأصر على محمود عباس حتى يواصل مسيرته بمثابرة نحو السلام اي قيام دولة فلسطينية واظن انه لا بد لذلك ان يتوقف الاستيطان (اليهودي) او على الاقل ان تستأنف المفاوضات السياسية حول كافة المواضيع".وتابع "ان جيل ابو مازن محمود عباس هو القادر على صنع السلام" حسب زعمه.واكد كوشنير "مع الاسف ان طريق السلام اليوم معطل, ونحن اعتبرنا ذلك خطرا على السلام وعلينا نحن ايضا".
ومن المقرر ان تجري الانتخابات الفلسطينية العامة في 24 كانون الثاني لكن قد يتم ارجاؤها بسبب الانقسامات الفلسطينية الداخلية .
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018