ارشيف من :أخبار عالمية

سفير النمسا .. مباحثات مشتركة لتوقيع اتفاقية اقتصادية ومالية وتقنية قريبا

سفير النمسا .. مباحثات مشتركة لتوقيع اتفاقية اقتصادية ومالية وتقنية قريبا
قال سفير النمسا لدى الكويت ماريان وربا ان مباحثات تجرى حاليا بين البلدين تمهيدا لتوقيع اتفاقية اقتصادية ومالية وتقنية بين البلدين وهي الاتفاقية التي يتوقع الانتهاء منها قريبا.
واوضح وربا في تصريح صحفي اليوم ان المباحثات تعتبر من ابرز نتائج الزيارة التي قام بها الرئيس النمساوي الدكتور هاينز فيشر الى الكويت في فبراير الماضي والتي كانت ناجحة بكل المقاييس على كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
واضاف ان هناك الكثير من الامور التي يمكن للكويت ان تحققها من خلال هذه الاتفاقية في حال اتمامها ابرزها الاستفادة من عضوية النمسا في الاتحاد الاوروبي باعتبارها احد الاعضاء الرئيسيين في الاتحاد الى جانب عضويتها في منظمة التعاون والتنمية.
واشار الى بروتوكول التعاون الذي وقعته خلال الزيارة كل من غرفة تجارة وصناعة الكويت مع الغرفة الاتحادية الاقتصادية النمساوية والذي يهدف الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتبادل زيارات الوفود التجارية وتزويد البلدين بالقوانين الاستثمارية والفرص التجارية واقامة المعارض للشركات والعمل على ازالة العقبات التي تحد من التبادل التجاري بينهما.
وحول العلاقات بين الدولتين قال وربا ان الكويت تكتسب اهمية خاصة كونها تعتبر مدخلا مهما لبقية دول الخليج وهو ما يزيد من اهميتها الاستراتيجية بالنسبة للشركات النمساوية الراغبة في اقامة علاقات اقتصادية ليس مع الكويت فحسب بل والمنطقة ككل مضيفا ان النمسا في المقابل تعتبر مدخلا الى وسط وشرق اوروبا وهي منطقة تضم مجموعة كبيرة من الدول التي يهمها التعاون مع الكويت.
وعن التبادل التجاري بين البلدين قال انه بالفعل قليل لان النمسا لا تقوم باستيراد اي نفط من الكويت وبالنسبة للصادارت النمساوية فقد بلغت حسب اخر الاحصائيات حوالي 100 مليون يورو في عام 2008.
وبالنسبة لدخول الشركات النمساوية الى الكويت والمشاركة في مشروعات البنية التحتية والمشاريع العملاقة التي تنوي الحكومة طرحها قريبا قال السفير النمساوي انه كلما توافرت معلومات حول هذه المشاريع ومتى ما دخلت مرحلة التنفيذ تكون الشركات النمساوية مستعدة للتقدم بعطاءتها وتقديم خبراتها في هذا المجال.
واضاف ان هناك العديد من الشركات النمساوية في قطاع الانشاءات والمقاولات ومشاريع البنية التحتية التي شاركت في مشاريع في الكويت بنظام التعاقد من الباطن خصوصا في المشروعات التي تشارك فيها شركات ألمانية وأوروبية أخرى.
وردا على سؤال حول الاستثمارات الكويتية في النمسا قال ان الفترة الاخيرة شهدت المزيد من التطورات ومحاولات جذب المزيد من الاستثمارات الخليجية ومن بينها الكويتية الى النمسا حيث تم افتتاح مركز اقليمي للاستثمار في النمسا في ابوظبي وهو يغطي المنطقة ككل.
واضاف ان من ابرز المجالات التي يمكن الاستثمار فيها المجالات المالية والمصرفية (قطاع البنوك) الى جانب المجالات الصناعية والسياحية وقطاع التأمين.
وردا على سؤال بشأن التفكير في تدشين خط طيران مباشر بين البلدين قال وربا ان هناك مفاوضات بين الطرفين حاليا لتسيير رحلات طيران مباشرة بين الكويت وفيينا سواء من جانب الخطوط الجوية الكويتية او الخطوط النمساوية متوقعا ان يكون لهذه الخطوة في حال نفذت الكثير من الاثار الايجابية على حركة السياحة والسفر بين الدولتين الى جانب حركة الاعمال والتجارة والاستثمار. - واضاف انه على الرغم من عدم وجود خط طيران مباشر بين البلدين فان الوصول الى فيينا من الكويت سهل من خلال خطوط الطيران الاقليمية سواء الخليجية او الاوروبية.
وفيما يخص العلاقات الثقافية ذكر انه يتم الترتيب حاليا لاحتمالية استضافة واحدة من اشهر فرق الموسيقى النمساوية العالمية (اوركسترا فيينا فيلهارمونيكا) وذلك خلال العام المقبل وتحديدا في فبراير كجزء من مشاركة النمسا في احتفالات الكويت في العيد الوطني.
وحول عدد السياح الكويتيين الذين يزورون النمسا سنويا قال وربا ان عددهم يتجاوز اربعة الاف سائح سنويا وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل المزايا العديدة التي تتمتع بها بلاده.

واستعرض تلك المزايا ومن بينها الموقع الجغرافي المميز لبلاده وسط مجموعة اخرى من الدول السياحية مما يجعلها نقطة انطلاق مميزة الى جانب جمال الطبيعة لاسيما البحيرات التي تتميز بنقاء مياهها وصلاحيته حتى للشرب مباشرة والمتاحف ومراكز الفنون والثقافة التي تميزها اضافة الى تطور بنيتها السياحية من فنادق ومطاعم وغيرها.
واضاف ان فيينا قريبة جدا (اقل من ساعة) من بعض أهم المدن التاريخية الأوروبية وهو ما يتيح للسائح فرصة زيارة هذه المدن وقضاء يوم فيها والعودة الى فيينا الى جانب ما تتمتع به الاطعمة النمساوية من شهرة عالمية اضافة الى طبيعة الشعب النمساوى المعروف عنه كرم الضيافة.
وتحدث السفير وربا عن اللقاءات التي تجريها حاليا السفارة مع بلدية الكويت بشأن السماح للمواد الغذائية النمساوية الدخول الى الكويت بعد التأكد من مطابقتها للمواصفات المطلوبة واهمها ان تكون حلالا وهو الامر الذي تتعاون فيه السلطات النمساوية مع المراكز الاسلامية في النمسا.
وعن العلاقات السياسية بين البلدين قال وربا ان العلاقات السياسية بين البلدين ترجع الى منتصف الستينيات من القرن الماضي لكن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ترجع الى عام 1979 ومنذ ذلك الوقت والعلاقات بين البلدين في تطور مستمر حيث الزيارات المتبادلة على اعلى مستوى بين البلدين وكان اخرها زيارة الرئيس فيشر للكويت.
واشار الى موقف بلاده من الغزو العراقي للكويت عام 1990 حيث فتحت النمسا مجالها الجوي لطائرات قوات التحالف للمرور الى الكويت على الرغم من كونها من دول الحياد الى جانب الدور الذي لعبته من خلال قوات الامم المتحدة بوحدات من جيشها في فترة ما بعد التحرير لاسيما في المجالات اللوجيستية والطبية.
وتطرق الى موقع فيينا على الخارطة العالمية اذ قال انها تعتبر مقرا للعديد من المنظمات الدولية ابرزها منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) الى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة التنمية الصناعية وهو ما يزيد من اهميتها على المستوى الدولي حيث كانت على مدى العقود الماضية منطلقا لاتخاذ الكثير من القرارات التي اثرت في مسيرة التعاون الدولي.
واشار وربا في هذا الاطار الى اهمية النمسا التي باتت تضطلع بدور محوري في الحوار الدولي في القضايا المتعلقة بشؤون الطاقة.
يذكر ان (اوبك) ستحتفل العام المقبل بمرور 50 عاما على انشائها من خلال الانتقال الى مقر جديد حصلت عليه بالتعاون مع الحكومة النمساوية تقديرا منها لجهود المنظمة في سوق الطاقة العالمي على مدى خمسة عقود.

المحرر الإقليمي
2009-11-08