ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: العماد عون يستحق التكريم وطهران تستحق الشكر

مجرد كلمة: العماد عون يستحق التكريم وطهران تستحق الشكر
كتب أمير قانصوه
زيارة العماد ميشال عون الى طهران هي زيارة عادية ولا تحتاج الى كثير من التبصّر حتى يفهم اللبيب مغزاها، هكذا يمكن قراءتها ببساطة وبخلفية بريئة ومن دون كثير من التعقيد، ولا سيما أن هذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة القيادة الإيرانية التي تُكن للجنرال الكثير من المودة، وتعرف قيمته الوطنية وحضوره السياسي والشعبي على المستوى اللبناني وبين المسيحيين المشرقيين الذين ترتبط معهم الجمهورية الإسلامية بعلاقات وثيقة منذ تأسيسها.
على أساس هذه المعرفة يدخل الجنرال الى طهران كرجل سياسي من الطراز الأول، ويستقبل بحفاوة كبرى هي عادة ما يحظى بها رجالات الدولة الكبار، ويلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين.. ويجول في المعالم التاريخية من أصفهان الى شيراز التي تؤكد أن إيران ليست دولة طارئة على الخريطة الإقليمية، بل هي حضارة تمتد لآلاف السنين.
يدرك القاصي والداني، وكما عبّر العماد عون من لبنان ومن ثم من طهران، أن ايران ربما هي الدولة الوحيدة التي ساعدت لبنان وعلى مختلف المستويات من دون منّة، وأن اليد الإيرانية حاضرة بقوة من خلال الكثير من المشاريع الإنمائية والعمرانية التي تقوم بها في مختلف المناطق، لا سيما تلك التي كانت كانت عرضة للعدوان الصهيوني في تموز/ يوليو عام 2006. بهذا المعنى قد تكون الزيارة عادية وواجبة لطهران، لكن كيف يفسر منتقدو عون من قادة فريق الاكثرية الوهمية زياراتهم ولقاءاتهم مع المسؤولين الاميركيين قبل وبعد حرب تموز، علماً أن أميركا كانت داعمة مادياً ومعنوياً وعلناً لتلك الحرب التي أودت بحياة أكثر من ألف لبناني.
وهم حتى عندما يزورون تلك الدول التي خدموها فإنها تعاملهم بمستوى عملاء صغار لها، فإذا فتحت صالوناتها لهم، فلأنها ما زالت بحاجة لخدماتهم، أما حين ينتهي دورهم،  فإنها ترميهم ـ كما حال العملاء عبر التاريخ ـ وهذا ما يستشعرونه في هذه المرحلة.
العماد عون في طهران لأنه يستحق التكريم على مواقفه الشجاعة، ولأن طهران تستحق الشكر على وقوفها الى جانب لبنان، أما أولئك الذين يجدون في الزيارة ما لا يؤنسهم، فليس لأنهم من "عشاق عدم الانحياز".. بل لأن طهران لم تفتح لهم أبوابها.
الانتقاد/ العدد 1306 ـ 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
2008-10-14