ارشيف من :آراء وتحليلات
على العهد: عكا.. قبل فوات الاوان!

كتب إبراهيم الموسوي
ما يجري في عكا نموذج واضح عما يخطط له الصهاينة ضد المواطنين الفلسطينيين ولا سيما في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، هو حلقة جديدة من حلقات التآمر تحت عنوان "الترانسفير" أو "خطة نقل الفلسطينيين" إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة فلسطين.
ليس خافياً أبداً أن وجود ما يزيد على مليون ومئتي ألف فلسطيني داخل ما يسمى بـ "دولة اسرائيل" يشكل عقبة استراتيجية هائلة أمام المشروع العنصري الصهيوني الذي يقضي بجعل "اسرائيل" دولة صافية لليهود في فلسطين المحتلة، وهو ما أعلنت الإدارة الأميركية مؤخراً دعمها له بشكل علني، كذلك فإن وجود هؤلاء يشكل إدانة ماثلة للإسرائيليين الذين يتبجحون ليل نهار بنظامهم الديمقراطي في محيط الديكتاتوريات العربية، وعليه فقد تعددت المحاولات الإسرائيلية للتخلص من فلسطينيي 1948، تارة عبر الترغيب وطوراً عبر الترهيب، وما الممارسات العنصرية المستمرة وحملات التضييق ومصادرة الأراضي والاعتقالات إلا محاولات واضحة في هذا الإطار.
العدو يحاول فرض معادلة جديدة وإجراء مقايضة قسرية بين الانسحاب من بعض الأراضي المحتلة عام 1967، ولا سيما في بعض مناطق الضفة الغربية، وبين مطالبة الفلسطينيين بقبول تهجيرهم إلى هذه الأراضي، وهو أيضاً يحاول تصوير الموضوع على أنه نوع من التنازل الإسرائيلي الكبير في حين أن الأرض كلها أرض فلسطينية زرع عليها مستعمراته بقوة الحديد والنار.
الأراضي الفلسطينية محتلة، وكلها مقدسة، ولا يملك العدو أية سلطة أو قدرة على تصفيتها ما دام أن أهلها مستمرون بالصمود ومواجهة مخططاته التآمرية.. ولكن يحق لنا أن نسأل عن موقف العرب والمسلمين كحكومات وشعوب مما يجري.
أين هي الجامعة العربية والحكومات العربية، أين هي الاجتماعات الطارئة وقرارات الدعم وبيانات الإدانة، أين هو الشارع العربي ولم لا يغلي بالغضب؟ أين هي لجان حقوق الإنسان ومنظماته، وأين هو مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، أين هي الحكومات الغربية التي أعطت لنفسها حق التدخل في شؤون بعض الدول دفاعاً عن أشخاص وأفراد معدودين بحجة أن الموضوع مبدئي، لم لا تتحرك هذه الحكومات الحريصة على حقوق الإنسان وشعب بأكمله مهدد في عيشه ورزقه وأملاكه، ولماذا تصم كل هذه الحكومات والهيئات والمنظمات آذانها عما يجري؟؟.
إنها المؤامرة، ويحق لنا أن نسميها كما هي، إنها المؤامرة ويحق لنا أن نتخوف منها، لن يرهبوننا اليوم ولن يسكتوننا باتهامنا أننا أصحاب نظرية المؤامرة، فليرونا أنها ليست كذلك، وإذا كان كل ما يجري وسط هذا الصمت المطبق ليس مؤامرة، فيما هي المؤامرة إذاً؟
يستحق الفلسطينيون من أهل عكا ويافا ونابلس والقدس كل الدعم والتأييد، يستحقون كل الإسناد والمبادرة إلى شد عضدهم ومؤازرتهم، ويجب أن لا نكتفي ببيانات الدعم اللفظية، والاستنكارات الإعلامية. ثمة الكثير مما يمكن أن يقال ويفعل، وعلى الحكومات أن تبادر قبل فوات الأوان، وإلا فإن الشعوب لن ترحم محتليها وظالميها، كما لن ترحم حكّامها إذا ما خنعوا وسكتوا، والغد قريب!
الانتقاد/ العدد1306 ـ 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
ما يجري في عكا نموذج واضح عما يخطط له الصهاينة ضد المواطنين الفلسطينيين ولا سيما في الأراضي المحتلة منذ عام 1948، هو حلقة جديدة من حلقات التآمر تحت عنوان "الترانسفير" أو "خطة نقل الفلسطينيين" إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة فلسطين.
ليس خافياً أبداً أن وجود ما يزيد على مليون ومئتي ألف فلسطيني داخل ما يسمى بـ "دولة اسرائيل" يشكل عقبة استراتيجية هائلة أمام المشروع العنصري الصهيوني الذي يقضي بجعل "اسرائيل" دولة صافية لليهود في فلسطين المحتلة، وهو ما أعلنت الإدارة الأميركية مؤخراً دعمها له بشكل علني، كذلك فإن وجود هؤلاء يشكل إدانة ماثلة للإسرائيليين الذين يتبجحون ليل نهار بنظامهم الديمقراطي في محيط الديكتاتوريات العربية، وعليه فقد تعددت المحاولات الإسرائيلية للتخلص من فلسطينيي 1948، تارة عبر الترغيب وطوراً عبر الترهيب، وما الممارسات العنصرية المستمرة وحملات التضييق ومصادرة الأراضي والاعتقالات إلا محاولات واضحة في هذا الإطار.
العدو يحاول فرض معادلة جديدة وإجراء مقايضة قسرية بين الانسحاب من بعض الأراضي المحتلة عام 1967، ولا سيما في بعض مناطق الضفة الغربية، وبين مطالبة الفلسطينيين بقبول تهجيرهم إلى هذه الأراضي، وهو أيضاً يحاول تصوير الموضوع على أنه نوع من التنازل الإسرائيلي الكبير في حين أن الأرض كلها أرض فلسطينية زرع عليها مستعمراته بقوة الحديد والنار.
الأراضي الفلسطينية محتلة، وكلها مقدسة، ولا يملك العدو أية سلطة أو قدرة على تصفيتها ما دام أن أهلها مستمرون بالصمود ومواجهة مخططاته التآمرية.. ولكن يحق لنا أن نسأل عن موقف العرب والمسلمين كحكومات وشعوب مما يجري.
أين هي الجامعة العربية والحكومات العربية، أين هي الاجتماعات الطارئة وقرارات الدعم وبيانات الإدانة، أين هو الشارع العربي ولم لا يغلي بالغضب؟ أين هي لجان حقوق الإنسان ومنظماته، وأين هو مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، أين هي الحكومات الغربية التي أعطت لنفسها حق التدخل في شؤون بعض الدول دفاعاً عن أشخاص وأفراد معدودين بحجة أن الموضوع مبدئي، لم لا تتحرك هذه الحكومات الحريصة على حقوق الإنسان وشعب بأكمله مهدد في عيشه ورزقه وأملاكه، ولماذا تصم كل هذه الحكومات والهيئات والمنظمات آذانها عما يجري؟؟.
إنها المؤامرة، ويحق لنا أن نسميها كما هي، إنها المؤامرة ويحق لنا أن نتخوف منها، لن يرهبوننا اليوم ولن يسكتوننا باتهامنا أننا أصحاب نظرية المؤامرة، فليرونا أنها ليست كذلك، وإذا كان كل ما يجري وسط هذا الصمت المطبق ليس مؤامرة، فيما هي المؤامرة إذاً؟
يستحق الفلسطينيون من أهل عكا ويافا ونابلس والقدس كل الدعم والتأييد، يستحقون كل الإسناد والمبادرة إلى شد عضدهم ومؤازرتهم، ويجب أن لا نكتفي ببيانات الدعم اللفظية، والاستنكارات الإعلامية. ثمة الكثير مما يمكن أن يقال ويفعل، وعلى الحكومات أن تبادر قبل فوات الأوان، وإلا فإن الشعوب لن ترحم محتليها وظالميها، كما لن ترحم حكّامها إذا ما خنعوا وسكتوا، والغد قريب!
الانتقاد/ العدد1306 ـ 14 تشرين الاول/ اكتوبر 2008