ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد: مقاومة الاحتلال واجب وطني وفشل المفاوضات يعني حلول المقاومة مكانها كحل بديل

الرئيس الأسد: مقاومة الاحتلال واجب وطني وفشل المفاوضات يعني حلول المقاومة مكانها كحل بديل
دمشق ـ "الانتقاد.نت"
دعا الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين من تركيا إلى "دعم المقاومة" في وجه الاحتلال الإسرائيلي لاستعادة الحقوق العربية المغتصبة، وأشار في كلمته في افتتاح أعمال قمة "كومسيك" المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي إلى أن فشل مفاوضات السلام في رد هذه الحقوق لأصحابها يقود "بشكل آلي" إلى انتهاج خيار المقاومة "كحل بديل".
واعتبر الرئيس الأسد أن "مقاومة الاحتلال واجب وطني ودعمها من قبلنا واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به"، وأوضح في الوقت نفسه أن "هذا لا ينفي رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل على اساس عودة الاراضي المحتلة وفي مقدمتها الجولان السوري المحتل" مضيفاً أن "فشل المفاوضات في اعادة الحقوق كاملة يعني بشكل آلي حلول المقاومة كحل بديل".
ونبه الرئيس الأسد من "الخديعة" التي تترافق مع ما "يطرح حول إيقاف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كأساس للعودة للمفاوضات وكأن المشكلة كلها أصبحت تكمن في الاستيطان فقط" وقال إن "ايقاف الاسيتطان ليس هدفا بحد ذاته بل مرحلة أو خطوة لا اكثر" متسائلاً: ماذا عن ازالة المستوطنات بدلا من ايقافها والاهم من ذلك ماذا عن انهاء الاحتلال؟ وأوضح الرئيس الأسد أن "إنهاء الاحتلال يضمن لنا إيقاف ومن ثم إزالة المستوطنات وليس العكس"، ووصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة على أيدي قوات الاحتلال بأنه "من أسوأ جرائم الحرب التي عرفها التاريخ الحديث" وقال إن هذه الجرائم "ستبقى متجذرة  في مخيلتنا ومنغرسة في عقولنا كواحدة" مشيراً إلى ما استخدم فيها من "اسلحة محرمة دوليا ضد المدنيين بشكل يعبر عن وحشية اسرائيل".
وفي هذا السياق اعتبر الرئيس الأسد أن "دعم غزة يكون بالرفع المباشر للحصار الذي تتعرض له وتأمين المتطلبات الاساسية لاستمرار الحياة فيها من قبل دولنا بشكل فوري عاجل" وخاصة أن "الاحداث اثتبت أن بيانات الإدانة والشجب لم يعد لها أي قيمة فعلية إن لم تترافق بخطوات عملية تبدأ بالضغط على إسرائيل بدلا من مجاملتها أو مكافأتها وتستمر بدعم صمود السكان الاصليين من العرب في وجه الاحتلال الاسرائيلي بمختلف الوسائل من دون استثناء".
وانتقد الرئيس الأسد "رد الفعل الدولي اللامبالي" تجاه ما يحصل في غزة "من جرائم" وخاصة خلال العدوان الإسرائيلي عليها في الشتاء الماضي كما انتقد "تعاطي بعض الدول الغربية السلبي مؤخرا مع تقرير غولدستون الذي فضح بالأدلة جرائم اسرائيل ومحاولاتهم التغطية على هذه الجرائم" ورأى في ذلك دليلاً "يؤكد أن الاعتماد على الآخرين لن يجعلنا نحقق أي من أهدافنا".
وحذر الرئيس السوري من أن "المحاولات الإسرائيلية تتكرر اليوم بشكل أكثر تصميما من أجل إزالة المسجد الأقصى بشكل نهائي بالتوازي مع بدء عملية تهويد القدس عبر طرد الفلسطينيين من منازلهم واحلال المستوطنين محلهم في عملية منظمة".
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الممارسات الإسرائيلية هذه "تترافق مع العدوان اليومي (الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني) وارتكاب المجازر الجماعية وتدمير البنية التحتية بهدف دفع الفلسطينيين لليأس المطلق وبالتالي الهجرة خارج أرضهم فلسطين كسياق طبيعي يؤدي في محصلته النهائية إلى تحقيق الدولة اليهودية الصافية".
ورأى الرئيس الأسد أن أي حلول سيقررها الآخرون نيابة عنا "لن تكون منصفة" وأضاف: لا أحد سيحرص على مصالحنا أو يصون حقوقنا عندما نتهاون بشأنها ولا يمكننا الاعتماد على أي كان عندما لا يمكننا الاعتماد على أنفسنا".
وبعد أن أشار إلى أن "مصير الوعود المخادعة سيكون التبدد" حذر الرئيس الأسد من أن "الاستسلام لها يعني تبدد مكانتنا وحقوقنا ومصالحنا".
ولفت الرئيس الأسد إلى "ارتباط اقتصادنا بوجودنا" واعتبر أن "ما واجهناه خلال عقود مضت هو تحديات وجودية لا عابرة".
وفي حديثه عن العلاقات بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي، أشار الرئيس الأسد إلى "ضرورة" توفر الجوانب القانونية والفنية للنهوض بهذا التعاون لكنه أكد في الوقت نفسه على أهمية توفر "الإرادة السياسية" التي اعتبرها "أساس" وجود هذا التعاون وتعزيزه وقال: لكي تتمكن هذه الإرادة من إنجاز ما تتطلع إليه فلا بد لها أن تكون مستقلة عن أية محاولات للتدخل الخارجي تسعى لتقييدها أو توجيهها وأن تكون بالتالي نابعة من أرضها ومن إرادة شعبها.
وتحدث الرئيس الأسد عن وجود "محاولات للهيمنة على القرارات الاقتصادية للدول النامية والضغط عليها بهدف إبقائها دول مستهلكة غير منتجة تعمل كأسواق لتصريف ما ينتجه الآخرون".
وربط الرئيس الأسد "تحولنا إلى دول منتجة" بامتلاك "المعرفة والعلم الضروريين لخلق الإبداع"، وقال: إن التطور الاقتصادي لايمكن أن يتحقق فقط من خلال التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة على أهميتها.. بل من خلال البحث العلمي الذي يشكل اساس اقتصاديات الدول المتطورة.
كما دعا الرئيس الأسد إلى "توسيع التعاون" بين منظمة المؤتمر الإسلامي وغيرها من التكتلات الأخرى "بغية إعطاء عمق أكبر للمنظمة ودولها في مختلف المجالات على الساحة الدولي".
ودعا أيضاً إلى "إقامة المشاريع البحثية المشتركة والإفادة الحقيقية من الإمكانات الضخمة المتوفرة في بلداننا... سواء كانت مالية أم بشرية ثورات طبيعية أو قدرات صناعية وتكنولوجيا عالية".
2009-11-09