ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد في باريس اليوم ويلتقي ساركوزي الجمعة

الرئيس الأسد في باريس اليوم ويلتقي ساركوزي الجمعة

دمشق ـ "الانتقاد.نت"
 
يصل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى باريس في زيارة عمل إلى فرنسا تستمر يومين تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ويجري الرئيس الأسد الجمعة مباحثات مع نظيره الفرنسي يتبعها غداء عمل على شرف ضيف فرنسا الكبير الذي يجري كذلك مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين.

ويتوقع أن تتناول مباحثات الأسد في باريس العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها ومستجدات الأوضاع في المنطقة و"عملية السلام" والشراكة السورية الأوروبية.

وهذه ثاني زيارة للرئيس الأسد إلى باريس منذ تسلم ساركوزي مهامه الرئاسية، وكان زارها منتصف تموز/يوليو من العام الماضي تبعتها زيارتان للرئيس ساركوزي إلى دمشق في أيلول/سبتمبر 2008 وكانون الثاني/يناير الماضي.

وساعدت هذه الزيارات في وضع إطار جديد لتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة، وأسست لبداية مرحلة جديدة على المستويات الثنائي والإقليمي والدولي.

كما أفضت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين إلى فتح آفاق التعاون في الطاقة والتجارة والنقل البحري والبري والاستثمارات وتم تأسيس مجلس مشترك لرجال الأعمال وافتتاح مكتب للوكالة الفرنسية للتنمية في سورية الشهر الماضي.

وفي تقرير لها تناول العلاقات بين دمشق وباريس، قالت وكالة الأنباء السورية سانا إن هذه العلاقات "تخطو باتجاه تعميق التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة" وضعت زيارة الأسد لباريس في سياق "تطوير هذه العلاقات القائمة على الثقة المتبادلة والمصداقية بما يصب ليس فقط في مصلحة البلدين ولكن في خدمة الاستقرار والأمن في المنطقة" منوهة بتأكيد الرئيس الأسد "مراراً عن الالتزام بتطوير تلك العلاقة ودفعها إلى الأمام".

وفي تصريح لوكالة سانا، وصف السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفاليه زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا "بالهامة جداً" وقال إنها "تشكل مرحلة جديدة في علاقات البلدين في ضوء الإرادة المشتركة في إعطاء دفع وديناميكية جديدين للعلاقات السورية الفرنسية التي تستند إلى جذور تاريخية وتسهم في تعزيز التعاون" مشيراً إلى أن العلاقات السورية الفرنسية "تقوم على أساس الاحترام المتبادل وتقدير كل منهما للدور الذي يلعبه الآخر في محيطه".

وأشار شوفاليه إلى قرار الرئيسين الأسد وساركوزي العام الماضي بإعطاء تلك العلاقات دفعا إيجابياً "الأمر الذي انعكس في الزيارات المنتظمة والمتبادلة للمسؤولين بين الجانبين".

وقال السفير الفرنسي: "إن بلاده ترى أن سورية لها دور مهم في المنطقة وفي تحقيق التوازن والاستقرار ومن ثم تحقيق السلام لافتاً إلى الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان في هذا المجال".

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي اعتبر شوفاليه أن فرنسا "تعي تماما أن سورية ليست لاعباً سياسياً أساسياً في المنطقة فحسب ولكنها أيضاً لاعب اقتصادي مهم" لافتاً إلى مسيرة الإصلاح الاقتصادي في سورية بقيادة الرئيس الأسد "والتي كان لها نتائج إيجابية إضافة لمؤشرات النمو ما يدل على الديناميكية الجيدة بالاقتصاد السوري".

وأكد السفير الفرنسي أن "الشركات الفرنسية تدرك أهمية سورية على الصعيدين الاقتصادي والجغرافي فهي تشكل صلة الوصل بين البحر المتوسط والعراق ودول الخليج وآسيا وتربط أيضاً بين تركيا والأردن وبقية البلدان الواقعة في الجنوب وانطلاقاً من وجهة النظر هذه بدأت الشركات الفرنسية باستثمار القدرات الكبيرة الموجودة في سورية وبإقامة المشاريع الهامة فيها كشركة توتال وبيل ولافارج التي سمحت باستقدام أحدث التكنولوجيا إلى سورية" معبراً عن أمله بأن "تستطيع الشركات الفرنسية المساهمة في إنشاء ميترو دمشق والطرق الدولية الكبرى في سورية".

وفيما يتعلق بالوضع في المنطقة أكد شوفاليه على الموقف الفرنسي "الواضح والداعم لتحقيق السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية" معبراً عن أمله في "إيجاد مخرج للأزمة في قطاع غزة في إطار عملية السلام وفتح المعابر" وشدد على أن فرنسا "مع كل جهد يؤدي إلى تحقيق السلام في المنطقة " مذكراً أن بلاده عندما كانت تترأس الاتحاد الأوروبي "أدانت التدخل في غزة".

واختتم السفير الفرنسي بالقول: "إن التطور المتنامي في علاقات البلدين خلال أكثر من عام مضى تعكسه كثافة الاتصالات الدبلوماسية المباشرة بين البلدين للتشاور حول كل المواضيع التي تهم المنطقة ولمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا وزيارتي الرئيس ساركوزي إلى سورية حيث تم وضع خطة عمل من قبل البلدين لتعزيز تلك العلاقات وقد جاء تأسيس مجلس الأعمال السوري الفرنسي لتتويج ولترجمة عمق تلك العلاقة".

وانعكاساً للتطور الإيجابي في العلاقة السورية الفرنسية، ارتفع معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي إلى197 مليون يورو مقارنة بـ182مليون يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وفي إطار الديناميكية الجديدة التي تشهدها العلاقات تم مؤخراً افتتاح الوكالة الفرنسية للتنمية في دمشق والتي تتولى تمويل وتقديم هبات وقروض وخبرات تقنية لمشاريع مقامة في سورية في مجال الاتصالات والنقل والطاقة المتجددة والشمسية والمياه وتتولى أيضا دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الزراعي والريفي وإقامة مشاريع مشتركة مع القطاعين العام والخاص.

ويضاف إلى ذلك وجود شركات فرنسية كبرى تعمل في سورية في مجالات المصارف والسكك الحديدية والنقل والاتصالات والتكنولوجيا وتقانة المعلومات والتي وجدت لها بيئة مناسبة للاستثمار في سورية.

2009-11-12