ارشيف من :أخبار عالمية

فرنسا تسعى للحلول مكان تركيا كوسيط في المفاوضات بين سوريا و"إسرائيل"

فرنسا تسعى للحلول مكان تركيا كوسيط في المفاوضات بين سوريا و"إسرائيل"
مفاوضات غير مباشرة من دون شروط مسبقة:الهدف الأساس فك الارتباط والتحالف القائمين بين دمشق وطهران

باريس - نضال حمادة

لا يخفى على أحد تأييد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإسرائيل. وقد أتت زيارة رئيس وزراء المؤسسة الإسرائيلية إلى فرنسا والحفاوة الكبيرة التي استقبل بها والوفد المرافق له لتؤكد المعلوم. فالاجتماع بين الفرنسيين والإسرائيليين لم يعقد في صالون الاستقبالات في قصر الإليزيه كما يحصل عادة، وإنما عقد في الجناح الخاص بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الرئاسة الفرنسية، في إشارة إلى الخصوصية التي يحملها الرئيس الفرنسي اتجاه "إسرائيل" كما وتشير إلى عمق العلاقات وصلابتها بين فرنسا والدولة الصهيونية. وقد امتد الاجتماع بين الوفدين الذي كان مقررا لمدة خمس وأربعين دقيقة، إلى ساعتين تقريبا.

وفي هذا الصدد وبحسب مصادر فرنسية مطلعة على ملف المحادثات التي جرت بين فرنسا و"إسرائيل" خلال هذه الزيارة، فإن الفرنسيين جددوا رغبتهم في التوسط بين "إسرائيل" وسوريا في تكملة للمباحثات غير المباشرة التي بدأتها تركيا خلال السنة الأخيرة من حقبة جورج بوش، والتي توقفت بقرار تركي عقب الحرب الإسرائيلية على غزة التي اعتبرتها تركيا طعنة إسرائيلية لمساعيها السلمية، وخصوصا أن "إسرائيل" كانت قد طمأنت الجانب التركي بأنها لا تنوي القيام بعمل عسكري واسع في قطاع غزة، ما دفع الأتراك إلى طمأنة الفلسطينيين ليتبين فيما بعد كذب الكلام الإسرائيلي الذي اعتبرته أنقرة عدم احترام لها.

وحسب المصادر الفرنسية فإن الرئيس ساركوزي ينوي القيام بالوساطة، وهو أبلغ نتنياهو بنيته تلك وسوف يبلغها للرئيس السوري بشار الأسد الذي يزور فرنسا اليوم وغداً.

وتضيف المصادر أن الفرنسيين لا يمتلكون رؤية تفصيلية للموضوع، وهم يعتمدون على العموميات وعلى منطق أن تضيء شمعة خير لك ألف مرة من أن تلعن الظلام.

وتنحصر المبادرة الفرنسية بالقيام بجولة تفاوض غير مباشر في بداية الأمر ومن دون أية شروط مسبقة من كلا الطرفين، على أن تتحول فيما بعد إلى مفاوضات مباشرة عند التوصل لأي تقدم في المسائل العالقة. ويستقي الفرنسيون مبادرتهم من المبادرة التركية، من دون الغوص في التفاصيل.

في السياق ذاته، فإن فرنسا الساعية إلى لعب دور في منطقة الشرق الأوسط تعتبر الآن أن العلاقة مع سوريا هي مفتاح للسلام والاستقرار في المنطقة، وأن سياسة العداء ضد دمشق قد أثبتت عدم جدواها بدليل ما حصل منذ سقوط بغداد تحت الاحتلال الأميركي إلى اليوم, ويعتقد أصحاب القرار في باريس بفكرة أن مخاطبة ود سوريا سوف تجعلها تبتعد شيئا فشيئا عن تحالفها الوثيق مع الجمهورية الإسلامية في إيران والنظام الحاكم فيها. وهذا الأمر كان من صلب المواضيع التي طرحت بين الجانبين الفرنسي والإسرائيلي، حيث شكر نتنياهو الرئيس ساركوزي على تشدده حيال طهران بخصوص البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد ساركوزي لنتنياهو أهمية السعي لإبعاد سوريا عن إيران في تليين الموقف الإيراني، وفي حفظ الأمن والاستقرار على الحدود اللبنانية الفلسطينية لجهة أن إبعاد دمشق عن طهران سوف يقود تلقائيا لفك التحالف القائم بين حزب الله وسوريا، ما يوقف عمليات نقل السلاح لحزب الله ويحرمه الدعم والعمق الاستراتيجي السوريين بحسب تعبيره

2009-11-13