أعلن الرئيس الروسي دميتري ميدفدييف في رسالته السنوية امس ، أنه في القرن الواحد والعشرين تحتاج روسيا الى عملية "تحديث شامل"، يقوم اساسه على القيم الديمقراطية.

أضاف ميدفدييف امام البرلمان الفيدرالي الروسي: "اننا جميعا موحدون على الاقل حول شيء واحد وهو: ضرورة التغيير". ودعا الى التحديث الاسرع لروسيا، مؤكدا انه ينبغي ان يتم على اساس تطوير المؤسسات الدمقراطية والاقتصاد الحر.  و أوضح "سيكون ذلك التحديث الاول لبلادنا، المبني على القيم والمؤسسات الدمقراطية".

و تابع الرئيس الروسي "ان هيبة الوطن والغنى القومي لا يجوز ان يقتصرا على الدوام على منجزات الماضي. لان المجمعات الانتاجية لاستخراج النفط والغاز، التي تشكل حصة الاسد من مداخيل الميزانية، والاسلحة النووية، التي تضمن امننا، والبنية التحتية الصناعية والمواصلاتية ـ اغلب هذه الامور قد تم تكوينها منذ المرحلة السوفياتية ".

وبكلمات اخرى أضاف ميدفدييف ، لسنا نحن من بناها"، وأردف "كل ذلك لا يزال يحتفظ بنا فوق سطح الماء، ولكنه يتقادم، فيزيائيا ومعنويا". "من الضروري ومن الممكن ان تحصل روسيا على منزلة القوة الدولية" على ان يتم ذلك "على اساس مبدئي جديد".

و أكد رئيس روسيا "لقد آن الاوان ان نقول كلمتنا ، اي الاجيال الجديدة من الشعب الروسي، وان نرفع روسيا الى درجة جديدة، درجة اعلى من التطور الحضاري" وذكـّر انه في القرن الماضي و"مقابل جهود لا تصدق" فان روسيا "البلد الزراعي، وشبه الامي عمليا، تحولت الى احد البلدان الصناعية الاكثر نفوذا في زمنها، واحتلت المرتبة الاولى في تكوين العديد من التكنولوجيات الطليعية في ذلك الوقت ـ في ريادة الفضاء، والصواريخ، والقطاع النووي". "ولكن في ظروف المجتمع المغلق، والنظام السياسي التوتاليتاري، لم يكن بالامكان ان نحتفظ بهذه المنجزات. وللاسف فان الاتحاد السوفياتي بقي عملاقا صناعيا ـ خاماتيا، ولم يصمد في المزاحمة مع المجتمعات مابعد الصناعية".

ولفت ميدفيدييف "وبدلا من المجتمع البالي، حيث القادة يفكرون ويقررون للجميع، ينبغي تكوين مجتمع اناس اذكياء، احرار ومسؤولين". "وبدلا من الاقتصاد المتقادم، سوف نعمل على تكوين اقتصاد جديد مؤسس على معارف متفردة، وافكار وتكنولوجيات جديدة، مفيدة للناس". "اما في الساحة الدولية، فبدلا من النشاطات العشوائية، التي تمليها الافكار البالية من الماضي، سوف ننتهج سياسة سلمية جديدة، تقوم على اهداف براغماتية. سوف نبني روسيا حديثة، تتطلع الى المستقبل، وسوف نأخذ مكاننا في التقسيم الدولي للعمل"، اكد الرئيس الروسي امام النواب.

ووعد الرئيس بتقديم دعم الدولة فقط لتلك الشركات القوية من القطاع الاقتصادي العامل، التي تمتلك برنامج اعمال فعال وواضح. "اما المؤسسات غير ذات المردود فينبغي ان تمر بمرحلة التعافي المالي، او ان تختفي من السوق، قال ميدفيدييف.

كما وعد ان يتم في روسيا تكوين "مجتمع جديد من الناس الاحرار"، داعياً روسيا الى الارتفاع الى درجة جديدة في مستوى تطور الحضارة. وعلى ارضية هذه البلاد المجددة، اقترح الرئيس ان يتم ادخال نظام توقيت جديد في البلاد، وان يتم اختصار عدد النطاقات الزمنية، التي هي في الوقت الحاضر 11 نطاقا.
يذكر أن الرسالة السنوية هي احد الواجبات التي يقوم بها رئيس الدولة بموجب دستور البلاد.

صوفيا ـ جورج حداد