ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: أسئلة برسم الحركات النسوية

نقطة حبر: أسئلة برسم الحركات النسوية
كتب حسن نعيم
الى أين وصلت الجمعيات النسائية العربية المهتمة بأمور المرأة في سعيها نحو تحصين "حقوق المرأة العربية"؟
 سؤال غير بريء (وخصوصاً أنه يطرح من قبل رجل) لكنه بطبيعة الحال سؤال مشروع تتناسل منه عشرات الأسئلة النابتة على حوافّ التجربة الواقعية التي خاضتها الحركات النسائية طوال العقود الأخيرة من القرن الماضي.
بداية لا بد من تأييد ما تذهب اليه معظم قيادات هذه الجمعيات بأنه لا يصح إخماد صوت المرأة المطالبة ببرامج جادة للإصلاح والمشاركة السياسية والديمقراطية ومحاربة طغيان الثقافة الاستهلاكية, تحت شعار أننا نواجه استحقاقات داخلية أهم, وتحديات خارجية تهدد وجودنا وموقعنا بين الأمم، فقد ولّى شعار لا صوت يعلو على صوت المعركة, هذا الشعار الذي استغلته الأنظمة العربية أبشع استغلال لقمع الصوت الآخر الآتي من المرأة كما من الرجل, فعملية التنمية عملية شاملة ولا يجوز بأي حال أن توقف نمو أحد أعضاء الجسد الواحد لمصلحة أعضاء أخرى مهما بلغت درجة أهميتها.
من نافل القول إن أزمة الحركة النسائية العربية هي جزء من أزمة التنمية العربية، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهي مربية النصف الآخر, وإن مواكبتها للحركة الجماهيرية ليست مسألة ترف, وهذا أثبتته التجربة في لبنان حيث كانت المرأة سواء الزوجة أو الأم تجهّز زوجها وتشيّعه الى الباب بنظرات حائرة بين الحنان والواجب, وتعود لتنثر الأرز والورد على جنازته, ولا ننسى المشاركة الأسطورية للمرأة الفلسطينية في المعركة الأصعب التي تخوضها المقاومة الفلسطينية المباركة في فلسطين المحتلة.
نعود الى الجمعيات النسائية لنسأل عن أسباب حالة الجزر التي تعاني منها نشاطاتها, مشككين في خلفية بعض شعاراتها التي تبدو جذابة للكثيرات, بل ومجيبين على أنفسنا بأن الكثير من هذه الشعارات ليس نابعاً من إيمان بحقيقة المسؤولية الملقاة على المرأة في عملية التنمية المنشودة.
ما أسهل إطلاق الشعارات البرّاقة, وما أصعب أن تجد لها صدى في أنفسنا، وخصوصاً إذا كانت ممولة من الغرب.
الانتقاد/ العدد 1307 ـ 17 تشرين الأول/ اكتوبر 2008
2008-10-17