ارشيف من :أخبار عالمية

خابت آمالهم بتسديد ديونهم.. مزارعو غزة يندبون حظهم على خسارتهم لموسم الزيتون هذا العام

خابت آمالهم بتسديد ديونهم.. مزارعو غزة يندبون حظهم على خسارتهم لموسم الزيتون هذا العام
غزة ـ فادي عبيد
خابت آمالهم بتسديد ديونهم.. مزارعو غزة يندبون حظهم على خسارتهم لموسم الزيتون هذا العاملم يكن عام 2008 أوفر حظاً بالنسبة لمزارعي الزيتون الفلسطينيين؛ لا سيما في قطاع غزة الذي ما زال سكانه يعيشون معاناة إنسانية متعددة الفصول جراء الحصار الصهيوني المفروض عليهم منذ أكثر من عام، حيث أوجد موسم قطف الزيتون هذا العام حالة من خيبة الأمل لديهم؛ نظراً لتذبذب "أحمال" أشجار الزيتون بسبب عمليات التجريف الصهيونية، الأمر الذي أدى بالتالي إلى انخفاض ملحوظ في نتاج المحصول مقارنة مع الأعوام الماضية التي شهدت نتاجاً لطالما وصف بالممتاز.
يقول الحاج أبو منار أبو طعيمة: "لقد خابت آمالنا بتعويض ما خسرناه في المواسم السابقة، فالمحصول هذا العام جاء أقل بكثير مما كنا نتوقع".
يشرح أبو طعيمة الذي التقيناه وأولاده الثلاثة (منار، رائد، فلاح) بينما كانوا منشغلين في تعبئة الأكياس البلاستيكية بالزيتون لنقله إلى المعاصر الإلكترونية، أنه استأجر 5 دونمات مزروعة بالزيتون من أحد أقاربه المقيمين بالخارج، في محاولة منه لتعويض ما خسره خلال الأعوام الماضية نتيجة تجريف قوات الاحتلال لأرضه على الشريط الحدودي الفاصل شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة؛ إلا أن قلة المحصول حالت دون ذلك لدرجة أنه استرجع التكاليف التي أنفقها بشق الأنفس.
الحال بالنسبة للحاجة الستينية أم يوسف النجار لم يكن بالأفضل؛ حيث أنها آجرت قطعة الأرض التي تملكها لابن أخيها مقابل أن تحصل على نصف ثمن المحصول بعد جنيه وتسويقه؛ لكن ذلك لم يتحقق بفعل قلته وعدم جودة غالبيته بفعل ندرة المواد الخاصة بالعناية بأشجار الزيتون جراء الحصار وإغلاق المعابر، ومنع سلطات الاحتلال إدخال الكثير من المواد الزراعية بذريعة أنها تستخدم في تصنيع المتفجرات من قبل فصائل المقاومة. 
وليس بعيداً عن أرض أم يوسف، التقينا المواطنة أم ربيع بينما كانت منشغلة وأطفالها الخمسة بتنقية حبات الزيتون وفرز الجيد منها، حيث أعربت عن خشيتها من استمرار تدهور أوضاعهم المعيشية؛ ولا سيما أنها فقدت رب أسرتها قبل نحو عامين ونصف في قصف مدفعي صهيوني على المناطق الشرقية لبلدة خزاعة الحدودية.
على كاهل المواطن
خابت آمالهم بتسديد ديونهم.. مزارعو غزة يندبون حظهم على خسارتهم لموسم الزيتون هذا العامأما الحاج أبو أنس دلول (صاحب إحدى معاصر الزيتون) فيقول: "كنا نتوقع كميات كبيرة من الزيت الجيد هذا الموسم؛ لكن ذلك لم يحصل".
ويضيف دلول أن هذه القضية سيكون لها آثار سلبية على المواطن العادي، حيث سيجد صعوبة في الحصول على ما يلزمه من الزيت نتيجة ارتفاع سعره، وهو ما أكده المواطن أبو جمال العويني الذي قال: "إن سعر تنكة الزيت الجيدة أصبح بـ120 ديناراً بدلاً من 70 ديناراً و100 دينار عنه في الأعوام السابقة".
ويشرح العويني أنه مثلاً يحتاج وأسرته المكونة من 11 شخصاً لتنكتين أو ثلاث في العام، ما يعني أنه بحاجة إلى 300 دينار أو يزيد، مشيراً إلى أن هذه الأسعار تعد مرتفعة جداً بالنظر إلى قلة جودة ونظافة الزيت في غزة عما كان يسمح بدخوله سابقاً من الضفة الغربية المحتلة.
بينما أبو عامر اشتيوي فكان أوفر حظاً من سابقيه حيث تمكن من توفير ما يحتاجه بيته من الزيت خلال تفجير الجدار الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية قبل عدة أشهر بأقل من نصف سعره حالياً، حيث بلغ سعر تنكة الزيت نحو 50 دولاراً أميركياً.
يشار إلى أن د. محمد الأغا، وزير الزراعة في الحكومة الفلسطينية في غزة كان قد أوضح مؤخراً أنه من المتوقع أن يبلغ الإنتاج في غزة 12300 طن من الزيتون، و1450 طناً من زيت الزيتون، حيث أن المساحة التي تغطيها أشجار الزيتون تبلغ 25240 دونماً، فيما حجم استهلاك مواطني قطاع غزة من الزيتون يبلغ 5200 طن، ومن زيت الزيتون 3100 طن، أي أن هناك عجزاً يقدر بـ1650 طناً من زيت الزيتون في القطاع.
الانتقاد/ العدد1307 ـ 17 تشرين الأول/ اكتوبر 2008
2008-10-17