"الانتقاد.نت" دمشق

دعا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إلى "إيجاد قيادة جماعية" تمثل كل القوى والفصائل الفلسطينية، كما انتقد "تراجع" الإدارة الأميركية عن موقفها الرافض للاستيطان الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة.

وقال البرغوثي في لقاء مع القناة الفضائية السورية إن هذا التراجع تم "تحت وطأة الضغوط الإسرائيلية ما يؤكد بشكل تام عدم وجود شريك إسرائيلي للسلام".

وحذر البرغوثي الموجود حالياً في دمشق من "مساعٍ إسرائيلية لفرض تهويد القدس وبناء المستوطنات وقمع الشعب الفلسطيني وقتله وتهجيره كأمر واقع يومي"،
 
وقال: إن إسرائيل تدعي بناء على غياب الوحدة الفلسطينية عدم وجود طرف تتفاوض معه وتستخدم ذلك كذريعة لفرض حلول من جانبها بهدف تنفيذ مخططاتها على الأرض بما فيها فصل الأغوار عن الضفة الغربية واستكمال بناء جدار الفصل العنصري الذي يلتهم أكثر من 60 بالمئة من الأراضي الفلسطينية المحتلة وفصل القدس المحتلة بالكامل عنها.

وشدد البرغوثي على أهمية أن تمثل منظمة التحرير الفلسطينية كامل الشعب الفلسطيني بكل شرائحه داعياً إلى إيجاد قيادة جماعية تمثل كل القوى والفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.

وقال البرغوثي: إن العدوان الإسرائيلي الإجرامي والشرس على قطاع غزة أحدث تحركاً دولياً هائلاً ضد الاحتلال الإسرائيلي ونقلة كبيرة في الرأي العام العالمي كما أوجد أفقاً كبيراً لحركة التضامن ومقاطعة إسرائيل وهو الأمر الذي تسعى المبادرة لاستنهاضه في كل أنحاء العالم.

وجدد البرغوثي التأكيد على ضرورة طرح تقرير القاضي الدولي ريتشارد غولدستون الذي طالب بمحاكمة القادة الإسرائيليين على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الوطنية لدول العالم.

وأشار البرغوثي إلى إن مجموعة من الخبراء والحقوقيين الدوليين بدؤوا حالياً برفع دعاوى ضد المسؤولين والقادة الإسرائيليين أمام بعض المحاكم الوطنية في دول العالم وهو ما يمكن أن يساهم في عزل إسرائيل وفرض العقوبات الدولية عليها.

وأوضح البرغوثي إن المظاهرات الأخيرة ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي أدت إلى إصابة ومقتل المئات من الفلسطينيين في نعلين وبلعين وغيرها من مدن وقرى الضفة الغربية في مواجهة العدوان الإسرائيلي الشرس رغم أن المظاهرات كانت شعبية وسلمية.

وأضاف إن خمسة شهداء فلسطينيين سقطوا بنيران الاحتلال في مدينة نعلين خلال مظاهرات الاحتجاج على جدار الفصل العنصري هذا العام كما سقط شهيد آخر في بلعين لافتاً إلى أن المقاومة وصلت إلى ذروتها في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عندما توحد الشعب الفلسطيني في يوم الأرض بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية: إن إسرائيل طورت حالياً منظومة الاضطهاد والتمييز العنصري بحق الشعب الفلسطيني إلى مستوى جديد مستندة إلى ثلاثة عناصر أولها تشريد الشعب الفلسطيني حيث يشكل اللاجئون الفلسطينيون أكثر من نصف الشعب الفلسطيني وثانيها تكريس الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث كأمر واقع وثالثها التحول إلى نظام ابارتهايد وفصل عنصري ضد الشعب الفلسطيني.

ونقل البرغوثي عن أحد وزراء دولة جنوب إفريقيا الذين ناضلوا ضد نظام الفصل العنصري هناك قوله إن نظام الفصل العنصري الذي تقوم إسرائيل بإنشائه في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسوأ بكثير من نظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في جنوب إفريقيا