ارشيف من :أخبار عالمية
ميونخ.. أم بي سي تتعاطف مع الموساد الإسرائيلي
الإنتقاد .نت - قاسم ريا
يبدو أن مسلسل الأمركة، ونشر قيم الحلم الأميركي لا يزال عرضه مستمراً على مختلف قنوات "أم بي سي"، أو تلفزيون الشرق الأوسط كما دعيت يوم إطلاقها في لندن، والهدف الأول والأخير لهذه المجموعة ما هو إلا تلميع صورة المجتمعات الأميركية ونشر قيمها في المجتمعات العربية والإسلامية.
بمراقبة لأربع وعشرين ساعة على قناة "أم بي سي أكشن mbc action " أمكننا أن نلحظ انه لو قمنا بحساب المراقبة لمدة سنة، أن كلمة أميركا أو الولايات المتحدة ستتكرر 20520 مرة، وكلمة وكالة الإستخبارات الأميركية ستتكرر 35240 مرة !، بغض النظر عن تكرارها في باقي قنوات "ام بي سي" الأولى والثانية والرابعة..

وكل الأفلام التي تم رصدها على "أم بي سي أكشن" ما هي إلا أفلام أميركية تصور حال المجتمع الأميركي، ومعاناته للحفاظ على الحلم الأميركي الصافي والخالي من الشوائب و" المميز" .
ميونخ.. تحول جديد قديم في مسار "أم بي سي" المهني، فالفيلم الذي يتناول قصة حقيقية عن قيام الموساد الإسرائيلي بتشكيل فريق من خمسة رجال بقيادة العميل " أفنر" والموكل إليهم مهمة تصفية 11 فلسطينياً من حركة فتح، بتهمة تخطيطهم لعمليات معادية لـ "إسرائيل" في إشارة إلى عملية ميونخ التي أدت إلى مقتل أحد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1972 في ميونخ بألمانيا، بعد تدخل الموساد الإسرائيلي وفتحهم النار على مختطفي الرهائن، فما كان بهم إلا ان قاموا بتفجير الطائرة وإطلاق النار على من تبقى منهم..
ويظهر الفيلم الذي عرضته قناة "Mbc Action " معاناة ضابط الموساد " أفنر" والمتاعب التي يواجهها لتحقيق " قضيته" ولأن يكون مخلصاً لـ"وطنه" وهو الكيان الصهيوني، ويلفتك في الفيلم أن أي إشارة إلى فلسطين تكون مرتبطة بالإرهاب أولاً، ثم بقتل الفلسطينيين ثانياً، بمبررات واهية وخبيثة، تعبّر عن القناة وعن أسيادها..
كما يتحدث الفيلم عن المبررات التي تقدمها الإستخبارات الصهيونية لعملائها لكي يقوموا بواجباتهم، وهي قتل الفلسطينيين، وذلك عندما كان يسأل " أفنر" عن السبب المقنع الذي سيدفعه إلى تنفيذ عمليات الإغتيال، ولو قتل كل من على اللائحة المطلوب تصفيتها، فسيحل مكانهم آخرون.. ويقول له ضابط الإستخبارات ساخراً، وهل نوقف قص أظافرنا بحجة أنها ستنمو من جديد ؟.
وكذلك تقوم والدة العميل " آفنر" بإقناعه بأن كل ما يفعله ضروري، لأن الحلم الذي تحقق بإمتلاك مكان على الأرض، يجب أن يقوم أبناء " إسرائيل " بحمايته..
وهنا يمكن التأكد بأن أم بي سي .. مئة بالمئة طبيعية، مئة بالمئة أميريكية.. فقناة لا تبالي إن أساء الفيلم إلى المسلمين، لا تبالي إن وصف المسلمون بالإرهابيين، لا تبالي بأن تزرع الأفلام التي تعرضها نوعاً من اليأس، والحزن، وتغير المفاهيم لدى الشباب العربي، ولكن عفواً فهي تبالي.. بل هي تريد ذلك، وكل ما يعرض على قنواتها مدروس ومطلوب عرضه، من البنتاغون
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018