ارشيف من :أخبار لبنانية
ماذا وراء أحداث الشمال؟

كتب حسين عواد
ما الذي يجري في التبانة وجبل محسن "الجارتين"، وأي خلفيات للاشتباكات الضارية التي وقعت فجر يوم الأحد الماضي وذهب ضحيتها أربعة قتلى و28 جريحاً وامتدت طوال النهار، برغم مساعي التهدئة واللقاءات التي عُقدت بين الأطراف المتنازعة لتجنيب الشمال مزيداً من إراقة الدماء؟
هل ما حصل ـ على ما يتردد ـ هو رد اعتبار لما جرى من أحداث في بيروت في الآونة الأخيرة، أم أنه أبعد من ذلك بكثير؟ ثم من وراء هذه المجموعات السلفية المسلحة التي تسلحت على وجه السرعة بالأسلحة الثقيلة لتضرب مجددا ما تبقى من الاستقرار في الشمال، وتعيد إشعال أجواء الفتنة المتنقلة؟ وبالتالي ما هي الرسائل السياسية "المفتوحة" التي أريد لها أن تكون بالنار وبـ"صندوق البريد السريع"؟
مصدر سياسي في الشمال اعتبر ان ما حصل لا يمكن وضعه في خانة المعركة بين مجموعات سلفية وأخرى علوية، بل يمكن اعتبارها معركة "افتعلها تيار سياسي معروف الانتماء بتمويل دولة عربية معروفة أيضاً، من أجل استعادة بعض الهيبة التي فُقدت في بيروت". ولكن المصدر عينه يجزم بأن القدرة على تحقيق هذه الأهداف هي أصلا معدومة، وبالتالي لن يجرؤ أحد على الحديث أنه باستطاعته ان يمسك بالأرض.
ولأن البعض ـ برأي المصدرـ بدأ يهوّل بوجود قوة سلفية في المواجهة، فالرد يصبح أن هذه المجموعات هي جزء من نسيج مدينة طرابلس، وهي أصلا ليست طارئة على المدينة لا بالعمق السياسي ولا بالعمق الديني، فيما إذا كان المقصود ان هذه المجموعات تحولت إلى مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة أو فتح الإسلام، فيعني ذلك أنهم يواجهون كل الناس دفعة واحدة.. مؤكداً "ان أولى ضحايا هذا التهويل هم أنفسهم ومن يدعمهم".
فالمعارك التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بما فيها قذائف الهاون، أشارت برأي المصدر إلى إمكانية تجددها مستقبلا، لكون الجهات الروحية والسياسية التي "تنطحت" للواجهة الإعلامية أعجز من أن تجد حلاً لها، وهذا ما يفسّر ـ برأي المصدر ـ عدم حضور الرئيس عمر كرامي الاجتماع الذي عُقد في منزل مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، والذي صدر في ختامه وثيقة شرف بين الأطراف المتنازعة لوقف النار.
مصدر متابع آخر أكد أن "ما جرى قد أُعد له منذ فترة طويلة من جانب فريق الموالاة بالتعاون مع جهاز أمني معروف وبتوجيه خارجي، وذلك بهدف تغذية التحريض الطائفي والمذهبي في الشمال مقدمةً لخلق اصطفاف شعبي "يُصرف" لاحقاً في صناديق الانتخابات النيابية المقبلة". غير ان المصدر يلفت إلى أن هذا الأمر لن يؤدي غرضه، بل من شأنه خلق بيئة معينة قد تنقلب على من يتوهم إمكانية تحريك هذه الأدوات لمصلحته.
وعليه يخلص المصدر الى ان مفتعلي معارك الشمال يهدفون بفعلتهم هذه إلى طي صفحة المناخ التوافقي الذي أوجده الراعي القطري في اتفاق الدوحة، وهم لن يألوا جهداً لتجويفه كلما دعت الحاجة الى ذلك، توطئة لخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل على قاعدة الصراع الطائفي المذهبي.
الانتقاد/ العدد1275 ـ 24 حزيران/ يونيو 2008
ما الذي يجري في التبانة وجبل محسن "الجارتين"، وأي خلفيات للاشتباكات الضارية التي وقعت فجر يوم الأحد الماضي وذهب ضحيتها أربعة قتلى و28 جريحاً وامتدت طوال النهار، برغم مساعي التهدئة واللقاءات التي عُقدت بين الأطراف المتنازعة لتجنيب الشمال مزيداً من إراقة الدماء؟
هل ما حصل ـ على ما يتردد ـ هو رد اعتبار لما جرى من أحداث في بيروت في الآونة الأخيرة، أم أنه أبعد من ذلك بكثير؟ ثم من وراء هذه المجموعات السلفية المسلحة التي تسلحت على وجه السرعة بالأسلحة الثقيلة لتضرب مجددا ما تبقى من الاستقرار في الشمال، وتعيد إشعال أجواء الفتنة المتنقلة؟ وبالتالي ما هي الرسائل السياسية "المفتوحة" التي أريد لها أن تكون بالنار وبـ"صندوق البريد السريع"؟
مصدر سياسي في الشمال اعتبر ان ما حصل لا يمكن وضعه في خانة المعركة بين مجموعات سلفية وأخرى علوية، بل يمكن اعتبارها معركة "افتعلها تيار سياسي معروف الانتماء بتمويل دولة عربية معروفة أيضاً، من أجل استعادة بعض الهيبة التي فُقدت في بيروت". ولكن المصدر عينه يجزم بأن القدرة على تحقيق هذه الأهداف هي أصلا معدومة، وبالتالي لن يجرؤ أحد على الحديث أنه باستطاعته ان يمسك بالأرض.
ولأن البعض ـ برأي المصدرـ بدأ يهوّل بوجود قوة سلفية في المواجهة، فالرد يصبح أن هذه المجموعات هي جزء من نسيج مدينة طرابلس، وهي أصلا ليست طارئة على المدينة لا بالعمق السياسي ولا بالعمق الديني، فيما إذا كان المقصود ان هذه المجموعات تحولت إلى مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة أو فتح الإسلام، فيعني ذلك أنهم يواجهون كل الناس دفعة واحدة.. مؤكداً "ان أولى ضحايا هذا التهويل هم أنفسهم ومن يدعمهم".
فالمعارك التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بما فيها قذائف الهاون، أشارت برأي المصدر إلى إمكانية تجددها مستقبلا، لكون الجهات الروحية والسياسية التي "تنطحت" للواجهة الإعلامية أعجز من أن تجد حلاً لها، وهذا ما يفسّر ـ برأي المصدر ـ عدم حضور الرئيس عمر كرامي الاجتماع الذي عُقد في منزل مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، والذي صدر في ختامه وثيقة شرف بين الأطراف المتنازعة لوقف النار.
مصدر متابع آخر أكد أن "ما جرى قد أُعد له منذ فترة طويلة من جانب فريق الموالاة بالتعاون مع جهاز أمني معروف وبتوجيه خارجي، وذلك بهدف تغذية التحريض الطائفي والمذهبي في الشمال مقدمةً لخلق اصطفاف شعبي "يُصرف" لاحقاً في صناديق الانتخابات النيابية المقبلة". غير ان المصدر يلفت إلى أن هذا الأمر لن يؤدي غرضه، بل من شأنه خلق بيئة معينة قد تنقلب على من يتوهم إمكانية تحريك هذه الأدوات لمصلحته.
وعليه يخلص المصدر الى ان مفتعلي معارك الشمال يهدفون بفعلتهم هذه إلى طي صفحة المناخ التوافقي الذي أوجده الراعي القطري في اتفاق الدوحة، وهم لن يألوا جهداً لتجويفه كلما دعت الحاجة الى ذلك، توطئة لخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل على قاعدة الصراع الطائفي المذهبي.
الانتقاد/ العدد1275 ـ 24 حزيران/ يونيو 2008