ارشيف من :ترجمات ودراسات

خبراء إسرائيليون يحذرون من تغيير أوباما السياسة الأميركية في الشرق الأوسط

خبراء إسرائيليون يحذرون من تغيير أوباما السياسة الأميركية في الشرق الأوسط
رغم تشديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم وجود أزمة في العلاقات الإسرائيلية الأميركية على خلفية سياسة حكومته في موضوع الاستيطان، يؤكد خبراء إسرائيليون في السياسة الأميركية أن أوباما يحدث تغييراً كبيراً يحتاج إلى خطة إسرائيلية عميقة لمواجهته.


ويرى سفير الكيان الصهيوني السابق في واشنطن زلمان شوفال المقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن ما يحدث في العلاقات الأميركية الإسرائيلية حالياً ليس أزمة بل خلاف شديد، وهناك تغيير واضح وخطر في موقف الإدارة الأميركية التي تقف لأول مرة منذ 42 عاماً بشكل صريح وعلني ضد الاستيطان في القدس الشرقية.

ويفسر شوفال هذا التغيير بأنه ذو أهداف سياسية لا تتعلق بالاستيطان عموماً أو بالبناء في القدس، مشيراً الى أن "الحي الذي سيقام في غيلو هو ليس حياً يهودياً في القدس الشرقية كما يعتقد كثيرون، بل أقيم قبل أربعين سنة على أرض بعيدة عن القدس، ولا تدخل في نطاق نفوذ بلدية القدس".

وأوضح شوفال أن الحي " بُني على أرض ليست خاصة، بل عمومية وربما يكون أوباما قد وجد في هذه القضية أداة لإعادة أبو مازن إلى الحلبة السياسية بعد أن أعلن عدم رغبته في ترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات القادمة، وربما أراد التعويض عن أخطاء وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون التي جرّته إلى الموقف الفاشل بالطلب من إسرائيل تجميد الاستيطان بالكامل كشرط لاستئناف المفاوضات، وهو الطلب الذي تبين أنه خطأ فاحش ورّطوا به أيضاً أبو مازن واضطروا إلى التراجع عنه، بينما أبو مازن لا يعرف كيف يتراجع".

وختم شوفال "علينا أن نعترف أن أوباما هو رئيس مختلف عن سابقيه، ولكن هذا لا ينبغي أن يبعث اليأس في نفوسنا، فالكونغرس الأميركي معنا ولن يسمح لأي رئيس أن يتخلى عنا ولكن علينا أن ندرس الوضع ونضع خطة محكمة لمواجهة الوضع الجديد".
 

وفي السياق نفسه، أفاد وزير الحرب الاسرائيلي الأسبق موشيه أرنس، الذي شغل أيضاً موقع سفير الكيان الصهيوني في واشنطن سابقاً وهو مقرب من نتنياهو، ان "هناك خلافاً غير بسيط بين الحكومة الإسرائيلية وبين الولايات المتحدة، ولكن هذه العلاقات شهدت خلافات أيضاً في الماضي وتم التغلب عليها، وأضاف أرنس "الحكومة الإسرائيلية لا تتلقى أوامر من الولايات المتحدة، وقد رفضنا مواقفها في الماضي ويمكننا رفضها اليوم أيضا".
 

ويقول موشيه جلعاد، العقيد في ما يسمى بجيش الاحتياط في الكيان الصهيوني، "إن العرب نجحوا في دق إسفين بشكل غير مسبوق بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، فنية الجانب الفلسطيني طرح مشروع على مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 وتهديد أبو مازن بعدم الترشح إلى الانتخابات القادمة، أثارت الفزع لدى أوباما، فقرر اتخاذ موقف حاد من الاستيطان، حتى في القدس، وهذا موقف مستهجن".


وتابع جلعاد "الولايات المتحدة لم تعترض بشكل جاد على سياسة إسرائيل في القدس، حتى في أحلك الأوقات، عندما أقدمت إسرائيل على ضم 70 ألف دونم من الأرض إلى تخومها، عشرة آلاف منها في القدس والبقية في الضفة العربية، ولم تعترض عندما أقرت حكومة غولدا مئير سنة 1973، خطة للحفاظ على أكثرية يهودية في القدس الموحدة، ولم تعترض عندما أقامت إسرائيل سبعة أحياء استيطانية في تخوم القدس".


وأضاف جلعاد "لا بل إن الكونغرس الأميركي، الذي نما وترعرع فيه أوباما ومبعوثه جورج ميتشل، اتخذ قرارا عام 1995، يقضي بالاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وأمر بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، فما الذي يجعل هذه الإدارة تعترض اليوم على بناء حي سكني آخر؟".


وأشار الى ان "أوباما بات يستخدم التعبيرات العربية في سياسته، فهو يعتبر الأحياء اليهودية في القدس الشرقية مستوطنات غير شرعية، وعلينا أن نعرف كيف نتعاطى معه".



المحرر الاقليمي + وكالات

2009-11-20