صوفيا ـ جورج حداد:

افادت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية ان رئيسي الوزراء الروسي فلاديمي بوتين والاوكرانية يوليا تيموشينكو توصلا الى تسوية حول اتفاقية لترانزيت الغاز الروسي المار عبر الاراضي الاوكرانية.

"لقد تفاهمنا حول تصحيح اتفاقاتنا"، هذا ما أعلنه بوتين، مضيفا انه بعد صياغة التفاهمات الجديدة لن تحدث أية مشاكل و"سوف نستقبل العام الجديد بدون مشاكل". وحسب ما قال فإن شركتي "غازبروم" الروسية و"نفطوغاز اوكرانيا"، سوف تتفقان على كميات جديدة لشحنات الغاز بهدف تجنب فرض غرامات.

وأضاف بوتين ان سعر تعرفة ترانزيت الغاز الروسي عبر اوكرانيا الى اوروبا سوف يرفع سنة 2010 بنسبة 60%.

ولاحظ ان اوكرانيا ستبقي هذه السنة أسعار ترانزيت الغاز على ما هي عليه، ولكن روسيا ستخفض سعر الغاز المورد الى اوروبا بنسبة 20%.
واعلن بوتين "ان سعر الترانزيت سيرتفع اكثر مما تدفع اوكرانيا ثمنا للغاز الروسي. اننا مستعدون لذلك، وليس في ذلك اي شيء غير صحيح".

وبموجب التفاهمات الحالية، فإنه يتوجب على اوكرانيا ان تدفع لروسيا ثمن اجمالي كمية الغاز المتفق عليها،  التي تمر ترانزيت عبر الاراضي الاوكرانية، بصرف النظر عن الاستهلاك. علما ان استياء كييف كان ينبع من واقع انه بنتيجة الازمة الاقتصادية الشديدة، فإن استهلاك الغاز في اوكرانيا انخفض بشكل حاد.

ان التفاهم الروسي ـ الاوكراني الجديد له اهمية اقتصادية ـ سياسية كبيرة، لتجنب وقوع ازمة جديدة بين البلدين الشقيقين، لان اوكرانيا اعلنت صراحة عن عجزها عن دفع مستحقات الغاز المتوجبة عليها، وثانيا لان شركة "غازبروم" الروسية" اعلنت انها لن تتساهل في شأن مستحقاتها حتى لا تفقد مصداقيتها التجارية امام المستهلكين الاخرين في اوروبا.

ولكن بعض المراقبين المطلعين يرون ان هذا التفاهم له ايضا اهمية سياسية كبيرة، لانه يعطي دفعا للمعارضة الاوكرانية، بمواجهة الرئيس الاوكراني الموالي للغرب فيكتور يوشتشينكو، في الانتخابات الرئاسية القادمة. حيث يحاول يوشتشينكو توظيف مرض انفلونزا الخنازير في حملته الانتخابية. فان الرئيس الاوكراني يوشتشينكو هو الخاسر الاكبر في حالة ما اذا جرت الانتخابات في موعدها المحدد في 17 كانون الثاني 2010. لان استطلاعات الرأي تبين ان يوشتشينكو يحظى بتأييد 5 ـ 8%؛ في حين ان زعيم المعارضة فيكتور يانوكوفيتش فيحظى بنسبة 36،5% اما رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو (المعارضة ايضا للرئيس) فتحظى بشعبية 20،8%.

وقد اعلن ايغور بوبوف ممثل رئيس الجمهورية لدى البرلمان الاوكراني عن احتمال اعلان حالة الطوارئ في اوكرانيا لمواجهة وباء انفلونزا الخنازير، وتأجيل انتخابات الرئاسة حتى 30 ايار 2010.

وفي حالة اعلان حالة الطوارئ فإن الحملة الانتخابية للمعارضة ستتعطل، لانه ستمنع التجمعات العامة (الانتخابية) بحجة مواجهة الوباء.
وجاءت التفاهمات الاخيرة بين بوتين وتيموشينكو، لتقطع الطريق على مخططات يوشتشينكو ولتعطي دفعا سياسيا خاصا لتيموشينكو كمرشحة لرئاسة الجمهورية.