ارشيف من :أخبار عالمية
خاص "الانتقاد.نت" : لماذا تعامل كيان العدو بجدية مع تهديدات السلطة الفلسطينية؟
ردت "إسرائيل" على سعي مسؤولي السلطة الفلسطينية مع دول مجلس الأمن للاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود الـ67، وشنت حملة دبلوماسية وإعلامية وسياسية وصلت إلى حد التلويح باتخاذ إجراءات مضادة أحادية.
ولوحظ أن قادة العدو تعاملوا بجدية تامة مع هذا المسعى الفلسطيني، حتى انه لم يبق احد من الشخصيات الاساسية البارزة الا واطلق موقفا حازما وحاسما بدءا من المعلقين الاعلاميين ومرورا بوزراء الحكومة، وصولا الى رئيس الكيان الغاصب شمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تحدثت بعض التقارير الاعلامية، عن ان من أهداف جولته الاخيرة إلى الولايات المتحدة كان قطع الطريق على المسار الذي يمكن ان تسلكه هذه القضية باتجاه مجلس الامن.
لكن التساؤل الأساسي في هذا المجال يتمحور حول أسباب الجدية التي اتسم بها رد الفعل الإسرائيلي، وخاصة انها استخفت في السابق بالكثير من المواقف والتهديدات الفلسطينية، فضلا عن انه لا يوجد في التاريخ السياسي لمسؤولي السلطة الحاليين ما يدفع "إسرائيل" إلى التعامل بجدية مع هذا "التهديد".
في الحقيقة إن التلويح بهذا الخيار يأتي بعد سلسلة من التطورات والأحداث التي أثقلت على مسؤولي السلطة، أولها فضيحة الموقف من تقرير غولدستون الذي جردهم حتى امام جمهورهم... والثانية في اعقاب التبني الاميركي لموقف نتنياهو بالدعوة إلى استئناف فوري للمفاوضات.. وما تركه من تداعيات قوضت ابسط مقومات الرهان على خيار التفاوض... وبعدما اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رغبته بالعزوف عن الترشح لرئاسة السلطة في الانتخابات المقبلة.
من هنا، يبدو جليا أن من أهداف التلويح بخيار الإعلان عن الدولة هو محاولة تحسين صورة ابو مازن التي تلوثت... والتخفيف من حالة الاحباط التي أصابت أتباع خيار التسوية.
لكن رد فعل القيادة الإسرائيلية مرتبط بجانب اخر لهذه القضية، ويتمثل بمخاوف لديها من ان يكون ما يجري ليس سوى ضغط اميركي غير مباشر على حكومة نتنياهو، وما يمكن ان يعزز هذا التقدير هو ان العدو يعرف بأن أي خطوة أو مسعى فلسطيني لن يكون له أي قيمة الا بمقدار التجاوب الدولي وتحديدا الاميركي معه.
وبالتالي هذا ما يفسر حالة الاستنفار الدبلوماسي والسياسي والتركيز على محاولة تقديم الفلسطيني على انه الرافض لاستئناف المفاوضات.
ولعل التعبير الادق عن المخاوف الاسرائيلية أتى على لسان وزير الحرب ايهود باراك، الذي قال بأن استمرار الجمود في العملية السياسية بين "إسرائيل" والفلسطينيين سيؤدي إلى تزايد الدعم (الدولي) للإعلان عن إقامة دولة فلسطينية بصورة أحادية الجانب، وسيكون هناك تأييد متزايد تدريجي لمطلب قيام الدولة الثنائية القومية" لكنه أضاف بأن "كلا التهديدين لن يتحققا غدا صباحا، لكن يحظر علينا أن نوهم أنفسنا حيال وزنهما.
اما بخصوص طبيعة الاجراءات الاحادية المضادة التي لوحت بها "إسرائيل" ردا على أي اعلان فلسطيني احادي عن الدولة، فإن المسألة تتراوح بين تجميد مفاعيل بعض الاتفاقات السياسية والاقتصادية وبين اعلان السيادة الإسرائيلية على بعض الكتل الاستيطانية التي تطالب "إسرائيل" بضمها اليها في أي اتفاق دائم مع الفلسطينيين وهي "اريئيل"، "معاليه" "ادوميم" وكتلة "غوش عتسيون"، وبعبارة اخرى فرض الصيغة الإسرائيلية للتسوية النهائية كأمر واقع.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018