ارشيف من :أخبار عالمية

"مناورات المدافعين عن سماء الولاية -2" في ايران: إكتفاء ذاتي عسكري وجاهزية لمواجهة الإعتداءات

"مناورات المدافعين عن سماء الولاية -2" في ايران: 
إكتفاء ذاتي عسكري وجاهزية لمواجهة الإعتداءات

الإنتقاد .نت - عبد الناصر فقيه

تتواصل مناورات المدافعين عن سماء الولاية -2 في الجمهورية الإسلامية, حيث اظهر جانب من المناورات تكتيكات عسكرية جديدة تؤكد جاهزية ايران في الدفاع عن مصالحها وشعبها، فيما أرسلت هذه المناورات رسائل سياسية عديدة إلى من يعنيهم الأمر.

وتعليقاً على الموضوع سألت الإنتقاد.نت الباحث في الشؤون الايرانية والخبير الإستراتيجي أمير الموسوي عن توقيت وهدف مناورات
"المدافعين عن سماء الولاية -2" من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية.

قوة الدفاع الجوي الإيرانية قوة قائمة بذاتها:

الخبير الإستراتيجي أمير موسوي أكد "أن المناورة تأتي ضمن برنامج القوات الإيرانية المسلحة، وهذه القوة (قوة الدفاع الجوي) قد شكلت قبل اشهر عندما انفصلت القوة الدفاعية عن القوات الجوية، وتكونت من جميع الوحدات العسكرية في الجيش والحرس الثوري والشرطة والتعبئة العامة، وقد شكلت بصورة مستقلة للحفاظ على الأهداف الإستراتيجية  في مقابل الهجمات الجوية والصاروخية" المفترضة.
 
وأضاف موسوي "أن في هذه المناورات سيتم اختبار القيادة الميدانية والتنسيق بينها وبين القيادة المركزية وقيادات المناطق في سبيل مواجهة الهجمات المحتملة بصورة منفصلة ومتقطعة".
 
هذه التدريبات هي "أكبر مناورة في المنطقة بعد المناورة الاميركية ـ "الإسرائيلية"

وكشف الخبير الإستراتيجي أمير موسوي أن هناك 4 امور سيتم اختبارهما خلال المناورة:

الأول:  "مواجهة الحرب الإلكترونية التي تستهدف الرادارات وأجهزة الاتصالات" ، حيث سيتم اختبار عمل المضادات الارضية "دون الإعتماد على الإتصالات او الرادارات النشطة".

والثاني: "مواجهة الطائرات المتطورة وصواريخ الكروز والصواريخ الذكية"، وسيتم اختبارها ايضاً عبر "إطلاق صواريخ وقيام بعض الطائرات بطلعات فوق اهداف استراتيجية" بصورة مكثفة. 

والثالث: "العثورعلى ثغرات في الاجواء الإيرانية" حيث من المعلوم أن لدى ايران "أجواء واسعة وفيها مناطق جبلية مرتفعة، ومن خلال هذه المناورات يمكن كشف إن كان هناك زوايا لا ترصدها الرادارات" وسيتم ايضاً "تأمين جميع النقاط الموجودة على الحدود الإيرانية المختلفة".

والرابع: ستتم تجربة "العديد من المعدات والأجهزة التي حصلت عليها ايران محليةٍ كانت أو غير محلية"، وخصوصاً "أن هناك منظومات دفاعية جديدة" محلية دخلت إلى الخدمة في سلاح الدفاع الجوي الإيراني، "وهي تشبه إلى حد بعيد نظام S-300 الروسي" وستختبر "عبر تمرير طلعات جوية وإصابتها بصورة مباشرة".

ويرى موسوي ان هذه التدريبات هي "أكبر مناورة في المنطقة بعد المناورة الاميركية ـ "الإسرائيلية"، وبما "أن هناك تهديدات مباشرة من الكيان الصهيوني والقوى الاجنبية فإن هذه المناورة تاتي في إطار الجهوزية العالية لدعم المفاوضات القائمة الآن" بين ايران والدول الست الكبرى.

ثلاث رسائل سياسية إلى من يعنيهم الامر:

ويشرح الخبير في الشؤون الإيرانية أمير موسوي أن طهران ترسل عبر المناورات الإيرانية ثلاث رسائل:
الرسالة الاولى أن الجمهورية الإسلامية "ترغب في التفاهم مع الدول الست في إطار الإتفاقية الدولية" لكن ليس من منطق ضعف .

والرسالة الثانية أن طهران جاهزة "في حال الإصرار على التطاول على الحقوق الإساسية الإيرانية"، وهي "مستعدة للمواجهة والتصدي لإعتداءات محتملة"

أما الرسالة الثالثة فهي موجهة إلى موسكو في حال تباطؤها "عن إعطاء ايران المنظومة الدفاعية S-300 لطهران فإن لديها خيارات مختلفة في إطار الإستغناء عن هذه المنظومة الروسية"، وايران استطاعت "أن تحصل على منظومتين اساسيتين وسيتم اختبارهما لمعرفة نقاط الضعف فيهما، حيث ستعمل القوات الإيرانية على إصلاحهما وعند تحقق ذلك" فإن الجمهورية الإسلامية "تكون قد حققت الإكتفاء الذاتي" في هذا المجال.

وختم موسوي معلقاً على التهديدات الصهيونية لإيران، فأكد "أن "اسرائيل" تعلم جيداً عدم قدرتها على تحقيق أهداف أساسية في إعتداءتها على ايران"، وأضاف أن القوات الجوية الصهيونية والصواريخ "الإسرائيلية" لا تستطيع "أن تكشف المراكز الإستراتيجية الإيرانية باعتبار ان اغلب هذه الاهداف موجودة في مواقع آمنة، وفي نفس الوقت فإن الاهداف "الإسرائيلية" تحت مرمى القدرات الصاروخية" للجمهورية الإسلامية "بصورة كاملة".

ويرى موسوي" انه إذا حصل إعتداء محتمل فإن الرد الإيراني سيكون شاملاً وسريعاً وكاملاً في هذا المجال، واستبعد "قيام الكيان الصهيوني بهكذا حماقة" لانه على الاقل "يحتاج لطلعات بعيدة وهي غير مؤثرة على الأهداف الإيرانية البعيدة" عن فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن الضربات لن تكون مؤثرة بينما القدرات الصاروخية الإيرانية ممكن ان تطال كل الاهداف وهم يعلمون جيداً ما لدى ايران من إمكانيات".

2009-11-23