ارشيف من :أخبار عالمية

تقرير خبراء بيئة اميركيين يحذر: وجود اميركا خطر على الكرة الارضية

تقرير خبراء بيئة اميركيين يحذر: وجود اميركا خطر على الكرة الارضية

صوفيا ـ جورج حداد - " الانتقاد.نت"

اذا كانت كل البشرية تعيش كما يعيش الاميركيون، فستحتاج الى خمسة كواكب ككوكب الارض، والا فإن كل موارد الارض لن تكفي بوجود هكذا نمط حياتي تبذيري. هذا ما توصل اليه في تقريره الجديد مركز الابحاث المسمى "شبكة البصمة العالمية" "Global Footprint Network".

ويحذر خبراء البيئة قائلين انه حتى في مستوى الاحتياجات الحالية، فإننا في مطلع الثلاثينات (2030) القادمة سنكون بحاجة الى كوكبين مثل كوكبنا.

وتقول المعطيات انه بين سنة 2005 و 2006 فإن تأثير الانسان على البيئة في كوكب الارض قد ارتفع بنسبة 2% اكثر من الفترة السابقة. وهذه الزيادة قد تأتت، من جهة، من زيادة عدد السكان، ومن جهة ثانية، من زيادة استهلاك الموارد الطبيعية، بالنسبة للفرد من السكان.

ففي خلال 10 سنوات فإن التأثير السلبي للانسان على الطبيعة قد ارتفع بنسبة 22%، في حين ان الطاقة البيولوجية للارض (اي كمية الموارد، التي يمكن للطبيعة ان تنتجها) بقيت على ما هي عليه و ربما انخفضت، كما يقول العلماء.

وتقول المعطيات التي يقدمها هذا التقرير، كما تنقلها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن البشرية تستهلك حاليا سنويا 1،5 مرة ونصف المرة اكثر مما يمكن للكوكب الارضي ان ينتج، فالارض بحاجة الى 18 شهرا كي تعيد استيعاب ما تصدره البشرية في سنة من ثاني اكسيد الكربون وكي تعيد تجديد الموارد المستهلكة.

وقد حسب اختصاصيو مؤسسة "البصمة العالمية" ("Global Footprint") كم من مساحة الاراضي اليابسة والبحار هي ضرورية من اجل تعويض الموارد المستهلكة ومن اجل استيعاب النفايات التي يخلفها السكان في مختلف بلدان العالم.

وقد درس الخبراء الاوضاع في اكثر من  100 دولة، واتضح ان 80% من البلدان قد استهلكت اكثر مما يمكن لاراضيها الخاصة ان تعطي، وهي تعدم احتياطاتها الخاصة، وتستورد الموارد من الخارج، وتشارك بفعالية في تلويث المحيطات والغلاف الجوي، فلأجل التعويض عن الاضرار، التي يتسبب بها الاميركي المتوسط، هناك حاجة الى 90 دكر من الارض.

اما الاوروبي فهو بالمتوسط يستهلك ويلقي من النفايات مرتين اقل من الاميركي، ولكن على المدى الطويل فإن هذا ايضا هو عبء صعب الاحتمال من قبل الكوكب الارضي. والبلدان التي يلوث سكانها البيئة اقل من غيرهم هم سكان الدول الفقيرة مثل مالاوي، هايتي، نيبال وبنغلادش. فالمعدل المتوسط لسكان تلك البلدان يدل ان الفرد يحتاج الى نصف هكتار فقط: وعلى الارجح فإن هذا غير كاف لاجل تأمين الطعام والسكن الضروري للفرد من السكان.
 
ويقول بعض خبراء البيئة، كما نشرت وكالة "نيوز رو" الروسية، انه يوجد ما يكفي من التدابير السهلة، التي تساعد على تخفيض الاضرار، التي تتسبب بها البشرية للكوكب الارضي:

اولا، يتوجب على البلدان المتقدمة ان توظف المزيد من الاموال لاجل تجديد مصادر الطاقة ولاجل التكنولوجيا النظيفة.

وثانيا، ينبغي ايجاد البنية التحتية لاجل الاستخدام الفعال للطاقة. وفي الوقت نفسه فإن السكان ينبغي ان يخفضوا شهيتهم الاستهلاكية، كما يلاحظ الخبراء.
 
وفي هذا الوقت فإن المنظمة العالمية للمناخ اعلنت ان تجمع الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتي تعتبر السبب الرئيسي للاحترار العالمي، قد وصل الى اعلى المستويات، المسجلة عبر التاريخ، وهو مستمر في الارتفاع.

وقد لاحظ الامين العام لمنظمة المناخ العالمية ميشال جارو ان هذا الاتجاه يقود العالم الى التقديرات الاكثر تشاؤما على صعيد الارتفاع المتوقع للحرارة في العقود القادمة، وهو ما يؤكد على ضرورة اتخاذ تدابير سريعة.

وحسب اسوأ السيناريوهات، المتوقع من قبل المجموعة الحكومية المتخصصة بمسائل التغييرات المناخية، تقول في تقريرها لسنة 2007، انه في نهاية القرن فإن درجات الحرارة يمكن ان ترتفع بين 2،4 و 6،4 درجات على مقياس سيلزي.

وفي مؤتمر صحفي عقده ميشال جارو في جينيف، بمناسبة تقديم اللائحة السنوية لمنظمة المناخ العالمية حول الاحتباس الحراري، قال "ان ثاني اوكسيد الكربون يواصل التغلغل في الغلاف الجوي"، مضيفا بان وجود ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي قد ارتفع سنة 2008 اسرع قليلا مما في العشر سنوات الاخيرة، حينما كان معدل الارتفاع 1،9 جزيئة على مليون"، كما جاء في التقرير،  المنشور قبل انعقاد المؤتمر المناخي للامم المتحدة الذي سينعقد في كوبنهاغن في الشهر القادم، والذي يهدف الى وضع اتفاقية عالمية جديدة للنضال ضد الاحترار العالمي، بدلا من اتفاقية كيوتو التي رفضت الولايات المتحدة الاميكية توقيعها.

ان هذا التقرير الجديد لمركز الابحاث الاميركي "Global Footprint Network" يبين بوضوح الخطر الذي يمثله وجود اميركا، دولة ومجتمعا، على البيئة ككل وعلى الوجود الطبيعي للكرة الارضية؛ كما انه يسلط الضوء ـ من زاوية النظر البيئوية ذاتها ـ على السياسة العدوانية الاميركية، التي تستخدم سياسة ارهاب الدولة العظمى ضد شعوب العالم بأسره، لاجل نهب خيرات العالم لمصلحتها، ولاجل ارهاب جميع الدول الاضعف منها على عدم التصويت على التدابير الفعالة، في اطار الامم المتحدة وغيرها، لحماية البيئة.

 

2009-11-28