ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: بعد منع الحجاب في فرنسا أتى دور المآذن في سويسرا
باريس ـ نضال حمادة
لا ينتهي المسلمون في أوروبا من قضية حظر ومضايقة في بلد أوروبي حتى يدخلوا في قضية منع في بلد أوروبي آخر.
فبعد منع الحجاب في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية في فرنسا في الأعوام الماضية، ومشروع منع النقاب الذي تقدم به (جاك ميارد) النائب عن الحزب الحاكم والذي يعتبر نفسه من النواب المقربين للعرب حسبما صرح به سابقا في حوار مع "الانتقاد"، بعد كل هذا، أتى الدور الى سويسرا التي صوت نحو 59 بالمئة من سكانها لمصلحة مشروع تقدم به اليمين المتطرف لمنع بناء مآذن جديدة في فيها.
هذا التصويت السويسري أتى برغم رفض الحكومة الفيدرالية للمشروع ودعوتها للتصويت ضده، في الوقت الذي كانت فيه استطلاعات الرأي تعطي نتيجة معاكسة تبلغ 53 بالمئة رافضة لمشروع اليمين. غير أن رياح الناخب السويسري أتت بما لا تشتهيه سفن المسلمين في سويسرا، ومن ورائهم سفن الحكومة الفيدرالية. وقد أتى التصويت المؤيد للمنع في المدن الصغيرة وفي الأرياف، وفي مدينة زيورخ على الجانب الألماني للاتحاد الفيدرالي، بينما رفضت مدينة جنيف ومدينة بال المشروع ، وهي المدن الواقعة في الجانب الفرنسي للاتحاد.
وسوف تؤدي هذه النتيجة إلى تعديل القانون 72 من دستور الاتحاد السويسري التي تنظم العلاقة بين الدولة السويسرية والأديان في البلد، حيث سيقدم هذا الحظر بمثابة تقوية للتواصل والثقة بين الأديان التي لها اتباع في سويسرا.
غير أن هذا التصويت يأتي بمثابة صفعة قوية للجالية الإسلامية في سويسرا وللجاليات الإسلامية الأخرى المقيمة في أوروبا الغربية التي تحاول جاهدة إعادة التواصل مع السكان الأصليين ومع الدول المضيفة منذ الضرر الذي لحق بها عقب قوانين منع الحجاب في فرنسا، حيث جهد ممثلو الجاليات الإسلامية في التوجه نحو المسيحيين خصوصا للقول إنهم لا يحملون فكرا تخريبيا وليسوا جاليات تديرها القاعدة أو غيرها من المنظمات الأخرى.
وقد ابرز حزبا اليمين المتطرف النص الذي قدماه بالخوف من أسلمة مستمرة لسويسرا حسب قولهم (المآذن هي عبارة عن رمز لمطالب سياسية ودينية تضع المبادئ الأساس لسويسرا موضع الخطر)، كون هذه المآذن تمثل القوانين العميقة للإسلام والشريعة حسب الحزبين المتطرفين. وقد شملت الحملة الانتخابية بعض الشعارات العنصرية حيث انتشرت ملصقات تظهر امرأة محجبة أمام العلم السويسري الذي غطي بمآذن رسمت على شكل صواريخ.
يذكر أن عدد المسلمين في سويسرا يبلغ نحو أربعمئة ألف مسلم على سبعة ملايين سويسري، تبلغ نسبة المتدينين منهم 14 بالمائة، ويوجد في سويسرا 150 مسجدا، أما عدد المساجد التي لها مآذن فيبلغ أربعة في زيورخ وفي جنيف وفي (وينترثور) في مقاطعة جنيف وفي ( واغن باي اولتن) في مقاطعة سولور. بينما تبلغ قيمة الأموال الإسلامية الخاصة والرسمية المودعة في البنوك السويسرية أكثر من تسعين مليار دولار.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018