في اطار آخر التطورات التي تشهدها صفقة تبادل الأسرى بين الكيان الصهيوني وحركة حماس، وصل الى غزة اليوم الوسيط الألماني المعتمد في عملية التبادل حاملاً الرد الاسرائيلي على موقف حماس الاخير بشأن صفقة تبادل الاسرى على أن يلتقي وفداً من حماس اليوم، في حين استبعدت مصادرالحركة ان يصدر اي موقف عنها قبل انتقال وفد من قبلها الى دمشق للتشاور بشان المقترحات الجديدة.

وفي سعي حثيث لإطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير لدى حماس جلعاد شاليط، التقى والداه اليوم النائب الأول لرئيس الوزراء في الكيان الصهيوني موشيه يعلون ووزير المواصلات في الكيان يسرائيل كاتس، ووصف نوعم شاليط والد الجندي الأسير اللقاءات الهادفة الى اقناع أعضاء الحكومة بصفقة التبادل بالجيدة.

في المقابل، صرح القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أن "التفاوض بخصوص صفقة الأسرى ما زال مستمراً وهناك تجاذب اسرائيلي داخلي"، مشيراً الى أن "هناك أطرافاً اسرائيلية سعت لافشال الصفقة من خلال تسريب ما جاء في المفاوضات الأخيرة عن اطلاق سراح أسرى فلسطينيين أيديهم ملوثة بالدماء اليهودية".

وکانت مصادر موثوقة في الحرکة کشفت أن "اسرائيل" رفضت رفضاً مطلقاً اطلاق القياديين في حماس ابراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد ولو تحت صيغة ابعادهم ورفضت طرح هذه الأسماء في عملية التفاوض.

وفي السياق نفسه، نفى مسؤول في السلطة الفلسطينية اليوم تقارير اسرائيلية زعمت تدخلها سلبياً لتعطيل انجاز صفقة تبادل الأسرى خشية استفادة حماس سياسياً وشعبياً من جراء تنفيذها.

فقد نفى زياد أبو عين وکيل وزارة الأسرى الفلسطينية والقيادي في فتح صحة هذه التقارير مؤكداً أنها مزاعم اسرائيلية تهدف الى محاولة التغطية على تهرب "تل أبيب" من استحقاقات الصفقة.

وأضاف أبو عين أن السلطة الفلسطينية بكل مسؤوليها تدعم صفقة تبادل الأسرى وترحب بإنجازها بأسرع وقت لأن في انهاء هذا الملف خدمة للشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

ونفى أبو عين وجود أية معلومات لدى السلطة الفلسطينية بشأن مسار تقدم أو فشل صفقة تبادل الأسرى قائلا :"لسنا مطلعين على صفقة التبادل ومفاوضاتها ولا يوجد لدينا تأکيدات بشأن موعدها لكننا نؤکد لكافة الأطراف دعمنا لها".

وکانت "اسرائيل" وحرکة حماس أجلتا مفاوضات صفقة تبادل الأسرى للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة الى ما بعد عطلة عيد الأضحى المبارك في ظل حالة من التكتم والسرية حول اجراءات التفاوض من قبل الطرفين.

وكانت النيابة العامة في الكيان الصهيوني أبلغت محکمة العدل العليا في الكيان مساء أمس أن "اسرائيل" ستفرج في نطاق صفقة التبادل الرامية الى اطلاق سراح الجندي شاليط عن 980 أسيراً فلسطينياً على مرحلتين دون الكشف عن أسمائهم.

وتطالب حماس بالافراج عن ألف أسير فلسطيني من السجون الاسرائيلية بينهم 450 من ذوي الأحكام العالية مقابل الافراج عن شاليط الذي تحتجزه حماس منذ ثلاثة أعوام ونصف العام.