ارشيف من :أخبار عالمية
الأسد التقى جليلي والمحادثات تناولت الملف النووي: من حق ايران تخصيب اليورانيوم كما هو حق الدول الأخرى
أكد الرئيس السوري بشار الاسد الخميس حق ايران في التخصيب السلمي لليورانيوم واهمية استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين بما يخدم امن واستقرار المنطقة". وأفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن الأسد اكد خلال استقباله امين المجلس الاعلى للامن القومي في ايران سعيد جليلي "حق ايران كما هو حق الدول الاخرى الموقعة على اتفاقية عدم انتشار الاسلحة النووية بالتخصيب السلمي".
كما شدد الرئيس السوري على "اهمية استمرار التنسيق والتشاور بين سوريا وايران بما يخدم امن واستقرار المنطقة وشعوبها" بحسب الوكالة.
واستعرض الاسد وجليلي "علاقات التعاون المميزة" التي تربط البلدين و"الحرص المستمر من قبل قيادتي البلدين على تعزيزها وفتح افاق جديدة تخدم مصالح الشعبين الصديقين".
وفي الإطار ذاته التقى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع جليلي بحضور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية وسفير سورية في طهران وسفير إيران في دمشق والوفد المرافق لجليلي.
المعلم
وفي مؤتمر صحفي مشترك قال الوزير المعلم إن جليلي أجرى محادثات مثمرة وبناءة مع الرئيس الأسد تناولت مختلف المواضيع وكان أبرزها الموضوع النووي الإيراني إضافة إلى بحث الأوضاع الإقليمية والتطورات على الساحة الدولية وكانت وجهات النظر متطابقة حيال هذه المواضيع مضيفا ان هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها والموضوعات التي طرحت خلالها.
من جانبه وصف جليلي لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه مهم جداً مؤكداً أن العلاقات الإستراتيجية العميقة والنظرة المشتركة للبلدين من القضايا الإقليمية والدولية تستدعي القيام بهذه المشاورات واللقاءات.
وقال جليلي إن الرئيس الأسد أيد المنطق الذي عبرت عنه إيران حيال برنامجها النووي وأكد ضرورة إيضاح هذا المنطق في الدفاع عن الحقوق الإيرانية.
وأشار إلى أن محادثاته مع الرئيس الأسد تناولت أيضاً المواضيع الثنائية والإقليمية والتعاون بين سورية وإيران في ضوء الرؤى المشتركة لهما معرباً عن ثقته بان التعاون بين البلدين سيزداد قوة يوما بعد يوم إزاء مختلف القضايا.
بدوره أوضح الوزير المعلم أن الموضوع النووي الإيراني كان على بساط البحث بين الرئيس الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمتهما الأخيرة الشهر الماضي في باريس حيث أكد سيادته أن سورية لا تقوم بالوساطة في هذا الملف لكنها تدعم ما تنص عليه اتفاقية منع انتشار الأسلحة وحق إيران في تخصيب اليورانيوم والاستخدام السلمي للطاقة الذرية كما هو حق لجميع الدول الأعضاء.
وأضاف الوزير المعلم أن الرئيس الأسد اقترح في تلك القمة ضرورة تركيز الجهد على حل سياسي من خلال الحوار لهذا الموضوع وأنه عندما تظهر إيران رغبتها في الحصول على اليورانيوم بتخصيب 20 بالمئة للاستخدام الطبي فهذا يعني مؤشراً على نواياها بالاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وأشار المعلم إلى أن الرئيس الأسد اقترح خلال لقائه مع الرئيس ساركوزي أيضاً أن تتم العملية بالتدريج بمعنى أن تسلم إيران كمية ما فرضا 400 كيلو غرام من اليورانيوم منخفض التخصيب وتستلم فوراً مقابلها 40 كيلو غرام من اليورانيوم بدرجة تخصيب 20 بالمئة.
وقال الوزير المعلم إنه لابد من أن ندرس سبب عدم الثقة القائم لدى الإيرانيين بالغرب من خلال تجربتهم السابقة ولذلك كان هناك اقتراح سوري بهذا التبادل التدريجي لكن مع الأسف حتى العمل التجاري بهذا التبادل يدخل به العامل السياسي بشكل واضح.
ورداً على سؤال حول دور سورية بالوساطة بين إيران والدول الغربية قال الوزير المعلم.. نحن لسنا وسطاء ولكن لابد من تكثيف التشاور مع المسؤولين الإيرانيين حول هذا الموضوع للوقوف على رؤيتهم ونقل هذه الرؤية للآخرين انطلاقاً من قناعة سورية بامكانية ايجاد حل سياسي من خلال الحوار.
وأضاف: "نحن نؤمن بأن العقوبات ضد إيران غير مجدية كما نؤمن بان القرار الذي اتخذه مجلس المحافظين في الوكالة الدولية غير مجدٍ وما نراه هو أن تؤخذ مصادر قلق إيران بعين الاعتبار وأن تنصب الجهود على عملية تبادل تجاري بحت في اطار معاهدة منع الانتشار النووي".
وعبر الوزير المعلم عن الأمل في ألا تصل الأمور إلى مرحلة المجابهة أو فرض عقوبات لأنها ستقطع الطريق أمام الحوار السياسي.
من جهته قال جليلي إنه قدم خلال المباحثات مع الرئيس الأسد إيضاحات حول البرنامج النووي الإيراني والنجاحات التي حققتها إيران في مجال الدفاع عن حقوقها القانونية الدولية والتي هي حق لجميع الشعوب في الحصول عليها مؤكداً أن بلاده وفت بكل التزاماتها وفق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وهي ملتزمة بجميع حقوقها في هذا الاتجاه.
وانتقد جليلي البلدان التي تملك أسلحة الدمار الشامل واستخدمتها في وقت سابق ولا تقوم بأي إجراء للحد من إنتاجها أو انتشارها موضحا أن أكبر ضربة توجه للوكالة الدولية للطاقة الذرية هي أن البلدان التي تفي بواجباتها لا تتمكن من الحصول على حقها في إنتاج الطاقة النووية السلمية.
ورأى أن من واجب الوكالة أن تسهل لجميع أعضائها الحصول على الطاقة النووية السلمية وأن إيران عضو في الوكالة الدولية وقد أعلنت الوكالة أن من حقها أن تمتلك عشرين بالمئة من الوقود المخصب لمفاعل طهران والذي كان مطلوبا لاستخدامه في معالجة المرضى.
كما انتقد جليلي قيام بعض القوى من أجل تحقيق مقاصدها بوضع شروط سياسية على المحافل الدولية مؤكداً أن ذلك يدل على أن الشعوب لا يمكن أن تثق بمثل هذه القوى ما يزيد من إصرارها على المقاومة وخلافا للوعود التي تقدمها بعض الدول في العلاقات السياسية لذلك فإن إيران أكدت تمسكها بهذا الحق وعدم السماح بأن يستخدم البعض هذا الموضوع التجاري كأداة سياسية.
وفي سياق رده على سؤال قال جليلي إن إيران وفقا لحقوقها قالت إنها بحاجة إلى وقود مخصب بنسبة عشرين بالمئة من أجل احتياجاتها الدوائية وهذا حقها القانوني ولا يمكن لأحد أن ينكره.
وأضاف انه وفقا لقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن على إيران الإعلان عن ذلك وعلى الدول الأخرى أن تقوم بتزويدها فالمعادلة بسيطة جدا وهي أن المشتري هو إيران ويمكن لأي بلد آخر أن يبيعها وهذه معادلة تجارية وليست سياسية.
وقال إن هناك جهات قلة تحاول وضع العوائق أمام الدول الأعضاء في الوكالة الدولية لمنعها من الحصول على حقوقها وان ما يزعمون بأنه إجماع عالمي وراء قرار مجلس حكام الوكالة الأخير بحق إيران غير صحيح لأن هناك 120 دولة من حركة عدم الانحياز دافعت عن حق إيران كما أن عشر دول لم توافق على قرار مجلس حكام الوكالة الأخير.
واختتم جليلي بالقول إن الشعوب جادة في الدفاع عن حقوقها وتيار المقاومة يزداد يوما بعد يوم والقوى التي تريد ممارسة الضغوط للحيلولة دون حصول الدول على حقوقها قد أخفقت.
ووصل جليلي العاصمة السورية مساء الأربعاء وقال للصحفيين في مطار دمشق الدولي "إن علاقات الصداقة والعلاقات الإستراتيجية بين سورية وإيران تستوجب أن يقوم البلدان بإجراء مشاورات مستمرة في علاقاتهما الثنائية والشأن الإقليمي والقضايا الدولية المهمة".
وأعرب جليلي عن أمله "في الوصول إلى رؤية ومواقف مشتركة مع سورية لجهة توطيد أواصر التعاون بين طهران ودمشق وتعزيز العلاقات في جميع المجالات".
وتأتي زيارة جليلي لدمشق فيما يتعثر حل أزمة الملف النووي الإيراني بين طهران والغرب، ويرى المراقبون أن سورية قد تلعب دوراً ما في شرح وجهة النظر الإيرانية للغرب وخاصة فرنسا مشيرين في هذا الإطار إلى العلاقات المتميزة التي باتت تجمع دمشق وباريس، ولا سيما أن الرئيس الأسد بحث خلال زيارته باريس الشهر الماضي مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي تطورات الملف النووي الإيراني ومقترح الغرب بشأن تبادل الوقود النووي مع طهران.
ورفضت إيران مقترح الغرب بتبادل اليورانيوم والقاضي بتسليم إيران اليورانيوم منخفض التخصيب الذي لديها (نسبة تخصيبه 3.5 بالمئة) إلى الغرب ليتم تخصيبه في روسيا حتى نسبة 20 بالمئة ثم تسليمه لفرنسا لتصنع منه قضبان وقود نووية ثم إعادتها إلى إيران.
وطالبت طهران بأن تتم عملية الاستلام والتسليم داخل أراضيها إلا أن الغرب رفض ذلك وطالبها بتسليم كامل كميات اليورانيوم التي بحوزتها (تقدر بنحو 1200 كغ - 1500 كغ).
وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة الماضي قرارا يدين إيران على خلفية ملفها النووي ويطلب منها إقفال مركزها الجديد لتخصيب اليورانيوم في قُم.
وردت طهران بالإعلان عن عزمها بناء عشر منشآت نووية جديدة لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة عشرين بالمئة يساعد على توليد الطاقة الكهربائية، كما طالب البرلمان الإيراني بوضع خطة لخفض التعاون مع الوكالة الدولية.
وهذه هي الزيارة الثانية لجليلي خلال العام الجاري إلى دمشق التي زارها في كانون الثاني/ يناير الماضي أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الأسد وكبار المسؤولين السوريين وقادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها.
"الانتقاد.نت"- دمشق
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018