ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: رسالة إنذار

كتب محمد يونس
قام لصان بسرقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر استخدام حسابه المصرفي. الخبر يضيف ان حجم السرقة لا يذكر. طبعا الخبر هنا ليس حجم السرقة، وإنما السرقة نفسها من حيث المستهدف.
وبعيدا عن البعد الجرمي لهذا الفعل يبدو أن السارقين ارادا إيصال رسالة مهمة للرئيس الفرنسي وربما لرؤساء المنظومة الرأسمالية في العالم، وهي ان الأزمة المالية التي يمر بها العالم والتي تعود أسبابها في جزء كبير منها إلى تصرفات وسلوكيات هؤلاء الرؤساء لن تكون بمنأى عنهم وستطالهم مباشرة.
فالحادث تزامن أيضا مع اليوم العالمي للفقر، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة الى أن عدد الفقراء في العالم ازداد على نحو كبير، موضحة أن الفقراء الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم ازدادوا 40 مليونا، في حين يتوقع أن يرتفع عدد الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم إلى مئة مليون.
كما يشير تقرير منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة الى أن عدد العاطلين من العمل قد يرتفع إلى 210 ملايين عاطل من العمل في نهاية العام 2009، وهي ستكون المرة الأولى في التاريخ التي يصل فيها عدد العاطلين من العمل في العالم إلى هذا الرقم، عازيا ذلك إلى الأزمة الحالية.
ربما كان اختيار اللصين لساركوزي على خلفية أنه الأقرب إلى الرئيس الأميركي جورج بوش وأفكاره العظيمة، وربما أنهما وجدا فرصة فاغتنماها، لكنها في جميع الأحوال يجب أن تكون ناقوس خطر عما يمكن أن يكون عليه العالم في حال استمر فراعنة العصر في غيهم وتعميتهم عن الحقائق ورفضهم الاعتراف بالواقع.
بالتأكيد لا أحد يؤيد السرقة وأفعالها، لكنه من المؤكد ايضا أن الانسان عندما يجوع لن ينتظر بوش ولا ساركوزي حتى يسد رمقه.
الانتقاد/ العدد 1708 ـ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2008
قام لصان بسرقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عبر استخدام حسابه المصرفي. الخبر يضيف ان حجم السرقة لا يذكر. طبعا الخبر هنا ليس حجم السرقة، وإنما السرقة نفسها من حيث المستهدف.
وبعيدا عن البعد الجرمي لهذا الفعل يبدو أن السارقين ارادا إيصال رسالة مهمة للرئيس الفرنسي وربما لرؤساء المنظومة الرأسمالية في العالم، وهي ان الأزمة المالية التي يمر بها العالم والتي تعود أسبابها في جزء كبير منها إلى تصرفات وسلوكيات هؤلاء الرؤساء لن تكون بمنأى عنهم وستطالهم مباشرة.
فالحادث تزامن أيضا مع اليوم العالمي للفقر، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة الى أن عدد الفقراء في العالم ازداد على نحو كبير، موضحة أن الفقراء الذين يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم ازدادوا 40 مليونا، في حين يتوقع أن يرتفع عدد الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم إلى مئة مليون.
كما يشير تقرير منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة الى أن عدد العاطلين من العمل قد يرتفع إلى 210 ملايين عاطل من العمل في نهاية العام 2009، وهي ستكون المرة الأولى في التاريخ التي يصل فيها عدد العاطلين من العمل في العالم إلى هذا الرقم، عازيا ذلك إلى الأزمة الحالية.
ربما كان اختيار اللصين لساركوزي على خلفية أنه الأقرب إلى الرئيس الأميركي جورج بوش وأفكاره العظيمة، وربما أنهما وجدا فرصة فاغتنماها، لكنها في جميع الأحوال يجب أن تكون ناقوس خطر عما يمكن أن يكون عليه العالم في حال استمر فراعنة العصر في غيهم وتعميتهم عن الحقائق ورفضهم الاعتراف بالواقع.
بالتأكيد لا أحد يؤيد السرقة وأفعالها، لكنه من المؤكد ايضا أن الانسان عندما يجوع لن ينتظر بوش ولا ساركوزي حتى يسد رمقه.
الانتقاد/ العدد 1708 ـ 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2008