ارشيف من :أخبار عالمية
ردود الفعل مستمرة على قرار حظر بناء المآذن في سويسرا و حاخامون يخشون استهداف اليهود في أوروبا
في إطار ردود الفعل على الاستفتاء الشعبي السويسري ضد تشييد مآذن جديدة، اعتبر وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط التصويت خطأ كبيراً ويشكل خرقاً لحقوق الإنسان، ورأى أبو الغيط أن الشعب السويسري سيتنبه يوما للخطأ الكبير الذي ارتكبه عبر التصويت الأحد بغالبية 57.5 بالمئة لحظر بناء مآذن بناء على دعوة اليمين الشعبوي.
وكان مفتي الديار المصرية علي جمعة قد انتقد بشدة نتيجة الاستفتاء في سويسرا، معتبرا أن هذه النتيجة "اهانة" للمسلمين في كل انحاء العالم.
في فرنسا : ٪41 من الفرنسيين يعارضون بناء مساجد ومآذن
في هذا الاطار تتواصل تداعيات قرار حظر بناء المآذن في سويسرا ، وقد امتدت مؤخرا الى فرنسا التي أفاد استطلاع للرأي، نشرت نتائجه صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أمس، بأن أكثرية نسبية من الفرنسيين تعارض بناء مساجد في فرنسا (41٪)، وتؤيد منع المآذن (46٪).
وردا على سؤال «هل تؤيد أو تعارض أو أنت غير مبال حيال بناء مساجد عندما يطلب المسلمون ذلك؟»، أجاب 19٪ ممن شملهم الاستطلاع بأنهم موافقون، و41٪ بأنهم معارضون . وقال 36٪ إنهم غير مبالين، وامتنع 4٪ عن الإدلاء بأي رأي.
وشمل الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إيفوب لاستطلاع الرأي عينة من 983 شخصا، يمثلون مختلف شرائح الشعب الفرنسي، وتفوق أعمارهم 18 عاما، وأجري الاستطلاع من الأول إلى الثاني من كانون اول / ديسمبر الجاري، أي بعد الاستفتاء في سويسرا الذي قال 5.57٪ من الذين شاركوا فيه إنهم يؤيدون منع بناء مآذن جديدة في سويسرا.
بالمقابل، كان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أعرب عن صدمته بتصويت السويسريين لصالح حظر المآذن، معتبرا ان هذا التصويت يعبر عن عدم التسامح، وقال الوزير الفرنسي لإذاعة "ار تي ال" أنه "صدم قليلا بهذا القرار السلبي بالنسبة لقلق السويسريين أنفسهم لأنه إذا كنا لا نريد بناء مآذن فهذا يعني أننا نقمع ديانة".
حاخامون يخشون استهداف اليهود في أوروبا بعد حظر المآذن
حذر اجتماع للحاخامين الأوروبيين في موسکو من أن الحظر الذي فرضته سويسرا على بناء المآذن سيشعل العداء للأجانب ويهدد بجعل اليهود الهدف التالي لعدم التسامح الديني.
وقال فيليب کرمل مدير العلاقات الدولية في مؤتمر الحاخامين الأوروبيين لـ "رويترز" اليوم الخميس إن الحاخامين نددوا في بيان أصدروه بعد اجتماعهم الذي استمر يومين بنتيجة الاستفتاء السويسري الذي أجري يوم الأحد، وقال "المثال السويسري تقليدي.. اليمين المتطرف لن يستهدف المسلمين وحدهم."
ووافق الناخبون السويسريون على حظر بناء مآذن جديدة في استفتاء يوم الأحد متحدين الحکومة والبرلمان، اللذين رفضا هذه المبادرة اليمينية بوصفها تنتهك الدستور السويسري وحرية الأديان والتسامح التقليدي الذي تعتز به البلاد.
وقال کرمل الذي کان يتحدث بعد اختتام مؤتمر الحاخامين الأوروبيين إن أي تحرك في اتجاه العداء للأجانب أو المشاعر القومية المتطرفة "سيء بالنسبة لليهود". وأضاف "نمو اليمين المتطرف يضفي شرعية على الآراء المعادية للأجانب."
وقال إن المشارکين في المؤتمر الذي يمثل أکثر من 800 حاخام من أکثر من 40 دولة أبدوا قلقهم من أن اليهود قد يصبحون الهدف التالي لتصاعد في المشاعر اليمينية أثاره حظر بناء المآذن.
مخرج ألماني يلغي عرض فيلمه بسويسرا احتجاجا على حظر بناء المآذن
واحتجاجا على حظر بناء مآذن المساجد في بلدهم ألغى المخرج الألماني فاتيح أكين مشاركته في العرض الأول لفيلمه الجديد في سويسرا .
وأكد أكين للصحافة ان الاستفتاء الشعبي الذي وافق عليه غالبية السويسريين يتعارض مع مفهومي للإنسانية والتسامح والإيمان، مشيرا الى ضرورة أن يكون التعاون المنسجم بين الناس من أصول وأعراق وأديان مختلفة أمرا ممكنا".
وأضاف المخرج الشهير "إنني أشعر بصدمة شخصية من هذا القرار الشعبي لأنني طفل لأبوين مسلمين لم يرا في المآذن أي إسلام سياسي بل المعمار الكامل لدور عبادتهما فحسب".
وذكر أكين أنه لن يشارك لذلك في العرض الأول لفيلمه الجديد في سويسرا "صول كيتشن" في 16 ديسمبر/كانون الأول 2009، وقال "أريد من خلال تخلفي عن الحضور التعبير عن استيائي، وليس بوسعي للأسف التعبير بأكثر من ذلك".
ويذكر ان السلطات السويسرية نظمت استفتاء شعبي لحسم الجدال حول وجود أربع مآذن بالبلاد، بعدما تحولت إلى مشكلة وطنية كثر عليها النقاش في الأيام الأخيرة في الأوساط السياسية والدينية مما دعا الي الاستفتاء لإزالتها أو الإبقاء عليها .
وكان "حزب الوحدة الديمقراطية" الفيدرالي، الذي ينتمي إلي اليمين المتطرف، هو الذي طلب من الحكومة تنظيم هذا الاستفتاء الشعبي بالرغم من أن المآذن رمزية وصامتة ولا يرفع فيها الأذان كما هو الحال في الدول الإسلامية والعربية، وتوجد هذه المآذن في مدن جنيف وزيوريخ ومدينة فنجان وفي ضاحية ونترهور قرب زيوريخ.
بدورها كانت منظمة العفو الدولية العاملة في مجال حماية حقوق الانسان قد أعربت عن قلقها العميق من قرار مواطني سويسرا.
الجدير ذكره أن هذا التصويت سيؤدي الى تعديل المادة 72 من الدستور السويسري التي تحكم العلاقات بين الدولة والديانات وسيدرج حظر بناء مآذن في الدستور تحت عنوان ما يسمى بإجراء "يرمي الى الحفاظ على السلام بين افراد مختلف المجموعات الدينية ".
هذا و تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في سويسرا - بحسب الإحصاءات الحكومية الأخيرة- نحو 400 ألف مسلم بينهم 50 الف ملتزم بالشعائر الدينية، من أصل تعداد سكاني يبلغ 7.5 مليون نسمة، ومعظم هؤلاء مهاجرون قادمون من دول الاتحاد اليوغسلافي السابق وتركيا، ويوجد حوالي 160 مسجداً وغرف للصلاة في سويسرا معظمها مقام في مصانع أو مخازن غير مستخدمة، مما يجعل الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية في البلاد.
وقد بُنيت أربع مآذن حتي الآن في سويسرا. وتتوقع استطلاعات الرأي رفض اقتراح الحظر بغالبية 53% من السويسريين حتي وإن كان الفريق المعارض لبناء المآذن سجل تقدماً طفيفاً في آخر الحملة بحسب استطلاعات أخيرة.
المحرر الدولي + وكالات
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018