ارشيف من :أخبار عالمية

مؤتمر كوبنهاجن : لتغيير التأثيرات السلبية على المناخ أم تغيير تنمط العلاقة بين الدول النامية و الدول المتطورة ؟

مؤتمر كوبنهاجن : لتغيير التأثيرات السلبية على المناخ أم تغيير تنمط العلاقة بين الدول النامية و الدول المتطورة ؟

يبدأ انعقاد المؤتمر الدولي للتغير المناخي، والذي ترعاه الأمم المتحدة، يوم السابع من كانون الأول الجاري في كوبنهاجن. وليس متوقعاً لهذا المؤتمر أن يصل إلى أي اتفاقيات ملزمة قانوناً فيما يتصل بالحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي. وتعتبر السيطرة على هذه الانبعاثات الغازية حاسمة ولا مناص منها لخفض معدل ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض خلال القرن الحالي.

و في هذا الإطار ، تعهدت ست دول صغيرة من قارات مختلفة بينها كوستاريكا وأيسلندا وسنغافورة اليوم بالعمل على إنجاح مؤتمر كوبنهاجن للتغير المناخي المزمع الأسبوع المقبل. وأضافت أن الدول النامية الجزرية تحتاج للدعم لمواجهة التهديد القائم الناتج عن ارتفاع مستويات البحر.

في حين أعلن خبراء ايطاليون إن الصين ستلعب على نحو حتمى دورا رئيسيا فى مؤتمر كوبنهاجن حول تغير المناخ، الذى من المقرر أن تفتتح أعماله فى 7 ديسمبر الجارى.

وأشاد كارلو اندريا بولينو، استاذ العلوم الاقتصادية بجامعة لويس فى روما، بالخطة الصينية الأخيرة لخفض كثافة انبعاثات ثانى اكسيد الكربون لكل وحدة من اجمالى الناتج المحلى بنسبة تتراوح بين 40 الى 45 فى المائة بحلول عام 2020.

بدورها أملت الصين ان يحقق المؤتمرنتائج "معقولة وقابلة للتنفيذ". وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية تشين قانغ في مؤتمر صحفي عادي ان الصين تؤيد اتفاقية الامم المتحدة الاطار بشان تغير المناخ وبروتوكول كيوتو وخريطة طريق بالي، وتتبنى مبادئ المسئوليات المشتركة لكن المتباينة.

وقال تشين ان "كافة الوثائق او النتائج من المؤتمر ينبغي ان تتفق مع البنود الواردة بهذه الاتفاقيات، وستمهد الطريق لتعاون المجتمع الدولي في السنوات القادمة."
كما اكد مرة اخرى انه ينبغي على الدول المتقدمة والمجتمع الدولي ان يولوا اهتماما كافيا باهتمامات الدول النامية.

واضاف انه "ينبغي على الدول المتقدمة الوفاء بتعهدها بتحقيق او وضع مستهدف متوسط المدى لخفض الانبعاثات من ناحية، وتقديم التمويل ونقل التكنولوجيا ودعم بناء القدرة للدول النامية من ناحية اخرى."

وعلى الجانب الآخر، قال انه ينبغي على الدول النامية اتخاذ خطوات مناسبة تتكيف مع وتبطئ من التغير المناخي في ظل وضعهم الوطني وفي اطار التنمية المستدامة.
ويشار الى ان ممثلين من الصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا والسودان الدولة التي تراس مجموعة ال77 التقوا في بكين في 27 و28 نوفمبر للاعداد لمؤتمر كوبنهاجن.

واتفقوا على ان نتائج المؤتمر ينبغي ان تشمل خطوات تعاونية طويلةالمدى بشأن التغير المناخي والحد من انبعاثات الاحتباس الحراري والتكيف مع اثار التغير المناخي وكذا تقديم الدعم المالي والتكنولوجي.وقال تشين ان "الاتفاقيات ستعكس الاهتمام بالدول النامية وتأييدها، وتستحق اهتماما كبيرا من جانب الدول المتقدمة."

يذكر ان المؤتمر الخامس عشر للاطراف الموقعة على اتفاقية الامم المتحدة الاطار بشأن تغير المناخ سينعقد خلال الفترة من 7 الى 18 كانون الأول في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن. وسيحضر رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو هذا المؤتمر.

ومن حسن الحظ أن الولايات المتحدة الأميركية والصين -وكلتاهما تتصدران قائمة الدول عالمياً من حيث نصيب كل منهما في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات بيت الزجاج- سوف تحضران مؤتمر كوبنهاجن، وقد اتفقتا فيما بينهما على تقديم أهدافهما وحلولهما لمشكلة التغير المناخي. غير أن واجب تحديد هذه الأهداف يظل قائماً، مع عدم وجود أي أمل في الوقت الحالي لأن يكون هذا الخفض جزءاً من أي اتفاق دولي.

وبالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فمن المتوقع أن يواجه الرئيس أوباما معارضة قوية من قبل الكونجرس لتمرير أي تشريع مضاد للانبعاثات الكربونية والغازية، بالنظر إلى التكلفة الاقتصادية القصيرة المدى لأي تشريع من هذا النوع، بصرف النظر عن الوعود التي يقطعها أوباما على نفسه في كوبنهاجن. وهذه هي المعضلة التي يواجهها قادة كافة الدول الصناعية المتقدمة الحاضرون في المؤتمر.

فكلما زادت فعالية الاستراتيجيات الهادفة للحد من انبعاثات الغازات، كلما ارتفعت تكلفتها قصيرة المدى، مالية كانت أم سياسية. أما على المدى البعيد، فمن المتوقع أن تكون التكنولوجيا الجديدة الخضراء عاملاً رئيسياً يسهم في تراكم الثروات والتقدم. وفي الوقت نفسه يتوقع للحد من معدلات التلوث البيئي أن يسهم كثيراً في توفير المنافع الصحية وسعادة المجتمعات ورفاهها على المدى البعيد.

لكن المعضلة الرئيسية هي أن العالم بدأ يتعافى للتو من تأثيرات أسوأ أزمة ركود اقتصادي يشهدها منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وعليه فإن أولوية غالبية الدول هي تسريع معدلات نموها الاقتصادي قبل أي شيء آخر.

خلاصة القول، إن التحدي الرئيسي الذي يواجهه قادة العالم الذين سيجتمعون الأسبوع المقبل في كوبنهاجن، هو اتفاق الجميع تقريباً على أن نظافة وخضرة العالم تصبان في مصلحة الجميع على المدى البعيد، لكن قلة هم الذين يبدون استعداداً يذكر لتحمل تكلفة خضرة ونظافة العالم اللتين تنشدهما البشرية.



المحرر الدولي

2009-12-04