ارشيف من :أخبار عالمية

قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام السيد علي الخامنئي في خطبة عيد الغدير

قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام السيد علي الخامنئي في خطبة عيد الغدير

استقبل قائد الثورة الاسلامية في ايران الامام السيد علي الخامنئي صباح أمس الاحد الموافق للثامن عشر من شهر ذي الحجة آلاف المواطنين من مختلف شرائح الشعب بمناسبة عيد الغدير الأغر.

وقدم سماحته في بداية اللقاء تهانيه الى الشعب الايراني وعموم المسلمين في العالم بمناسبة حلول عيد الغدير السعيد مستعرضاً سبب تسميته بعيد الله الأكبر بالقول" إن واقعة الغدير هي أكثر مغزى من الأعياد الإسلامية الأخرى وذلك لأنها حددت تكليف المسلمين وفقاً للمعايير الإسلامية حيال موضوعي الهداية والخلافة".


كما أشار الإمام الخامنئي إلى آيات من القرآن الكريم حول إكمال الدين الإسلامي في واقعة غدير خم ويأس الأعداء والكفار بعد هذه الحادثة التاريخية العظيمة وأضاف "إن إعلام مسالة الولاية واختيار أمير المؤمنين (ع) كخليفة للنبي الأعظم (ص) كان في الحقيقة اختياراً من قبل الله تعالى، والنبي الأكرم (ص) من خلال إعلامه هذا أتمّ رسالته".


واعتبر سماحته، استناداً إلى شأن نزول بعض الآيات من الذكر الحكيم والنصوص الإسلامية الموثقة، الإمام علي بن أبي طالب (ع) أبرز وأفضل شخصية في تاريخ الإسلام من حيث العلم والتقوى والإيثار والجهاد والإنفاق وسائر الفضائل الأخلاقية الأخرى، داعياً المسلمين إلى مطالعة هذه الحقائق والتدبر فيها.


و جدد الإمام الخامنئي تأكيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمر على ضرورة الوحدة الإسلامية قائلاً "إننا لا نصر على أن تقبل فرقة ما بعقائد وأفكار فرقة إسلامية أخرى، ولكن لدينا طلب منطقي وهو أن يتدبر جميع المسلمين في العالم في الحقائق التي قدمها علماء عظام مثل العلامة السيد شرف الدين العالمي والعلامة الأمين حول أمير المؤمنين (ع) ويمحصونها".


ورأى سماحته أن فترة الشباب النقية والنزيهة لأمير المؤمنين (ع) هي أنموذج يحتذى به من قبل الشباب، داعياً مختلف الشرائح إلى الاقتداء بأعمال وأفعال ذلك الإمام الهمام في جميع شؤون حياتهم.


واعتبر قائد الثورة الإسلامية ان فكرة التشيع منبثقة من الإيمان الصحيح والسليم والأصيل بالوحي الإلهي والقيم والمعايير القرآنية، مشيراً إلى الإعلام السلبي والاتهامات الكثيرة التي تطلق بشأن هذه المسألة واعتبارها سياسية ومفبركة مؤكداً "ان مسالة الغدير التي هي من مسلمات تاريخ الإسلام تعني هذه الاتهامات وتكشف روح وجذور التشيع بوضوح".

وفي معرض تبيينه لأسباب الإعلام المعادي للشيعة قال الإمام الخامنئي "إن مستكبري العالم يعلمون جيداً أن الشعب الإيراني من خلال تمسكه بروح الولاية وتأسيس النظام الإسلامي حقق أمل جميع المسلمين المثقفين والمفكرين في العالم الإسلامي، ولذلك هم يبذلون جهوداً حثيثة للإيهام بأن الشيعة خارجون عن دائرة عالم الإسلام".

ووصف سماحته أميركا بالعدو اللدود للشعب وبريطانيا بأكثر أعداء إيران خبثاً مضيفاً ان "الصهاينة وأميركا وسائر المستكبرين يخشون من تحول الشعب الإيراني إلى قدوة لسائر الشعوب وصحوة الأمة الإسلامية، ولذلك فإنهم على مدى الأعوام الثلاثين الماضية استخدموا جميع حيلهم ومخططاتهم لفرض العزلة على هذا الشعب والبلد ولكنهم لم يفلحوا، وبفضل الله تعالى لن يفلحوا في المستقبل أيضاً".

وأشار الإمام الخامنئي في جانب أخر من كلمته إلى الأكاذيب التي يطلقها الصهاينة والأجانب بخصوص الموضوع النووي الإيراني فائلاً "ان أعداء النظام وصلوا إلى مرحلة تضليل الرأي العام وخداعه عبر إطلاق الأكاذيب وتلفيقها، ولكن هذه الأكاذيب ستعود بالضرر عليهم في النهاية بعد أن تنكشف الحقائق، وستفضحهم أكثر من قبل كما حدث من قبل".

ونصح سماحته زعماء أميركا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى بالكف عن تلفيق وتسويق الأكاذيب، وتابع "كما قلنا تكراراً، إن الشعب الإيراني يريد الحصول على الخبرة التي تحتاجها البلاد من خلال متابعة الموضوع النووي، ويعتقد بأنه إن لم يحصل على هذه العلوم والخبرة والمعرفة اليوم فإنه سيكون متأخراً في الغد حين تكون الطاقة النووية هي المحرك الأساسي لعجلات الاقتصاد العالمي".

وأشارالامام الخامنئي الى ان "الشعب الإيراني يسعى اليوم الى الحصول على الخبرة النووية لكي لا يمد أبناء إيران والأجيال القادمة أيديهم أمام الغربيين خلال الأعوام العشرين أو الثلاثين المقبلة، ولكن الغربيين ، من خلال إثارة الضجيج وكيل الاتهامات وتسويق الأكاذيب، يحاولون الحيلولة دون تحقيق هذا التطلع الوطني".

ورداً على الهتافات الحماسية التي أطلقتها الحشود حول حق إيران البديهي في امتلاك الطاقة النووية قال الإمام الخامنئي "كونوا يقظين وتحلوا بالحكمة لأن مستكبري العالم يحاولون من خلال مكرهم السياسي والإعلامي سلب الشعب الإيراني حقه البديهي في مجال الطاقة النووية".
 
وفي معرض تبيينه للسياسات الاستكبارية الراهنة قال قائد الثورة "ان السلطويين حين يفشلون في التفوق على شعب ما عبر التهديد والهجوم العسكري والعقوبات، يحاولون من خلال استغلال أية ذريعة نشر التفرقة والخلافات والعداء بين أبناء الشعب".

وأشار سماحته إلى التركيز الإعلامي والسياسي الأجنبي لنشر الخلافات في البلاد مضيفاً انه "يجب توخي الدقة حيال كيفية استغلال العدو لكل قول أو فعل يستشف منه رائحة التفرقة ويزيد تهوره".


وفي هذا الصدد، أكد قائد الثورة الإسلامية انه "على البعض أن يحضر جواب أمام الله حيال الأعمال التي يستشف منها العدو رائحة الخلافات في البلاد وتزيد تهوره".

ووصف الإمام الخامنئي الشعب الإيراني بأنه شعب صبور وغيور وصامد قائلاً "إن قادة الاستكبار يشيرون في إعلامهم إلى نفاذ صبرهم، ولكن الجميع يعلم أن هؤلاء لم يتحلوا بالصبر حيال الشعب الإيراني أبداً خلال الأعوام الثلاثين الماضية ومتى ما استطاعوا نفذوا مؤامراتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية لهزيمة الشعب الإيراني".

وفي الختام، وصف قائد الثورة الإسلامية صبر وصمود الشعب الإيراني بأنه العنصر الأساسي في مجال استمرار مسيرة تقدم وتطور البلاد مؤكداً " ان الشعب الإيراني الحليم يتجاهل، كما هو شأنه سابقاً، الإعلام والضجيج الأجنبي المفتعل وبعون الله تعالى وإرادة شبابه يواصل النهج الذي رسمه له الإمام الراحل بيقظة وبصيرة، وسيسطر مستقبلاً لامعاً للبلاد من خلال اعتلاء قمم الفخر".

2009-12-07