ارشيف من :أخبار عالمية
"نيويورك تايمز" : أزمة ديون دبي أحدثت هزة في مختلف أسواق العالم
في تعليقها على ازمة ديون دبي قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حاكم هذه الدولة المدينة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اشتهر في كل مكان برؤيته التي تذهب لآفاق بعيدة، وبتصميمه على بناء ما يمكن وصفه بـ "تحفة القرن العشرين في الصحراء" على الرغم من معارضة النقاد الذين قالوا ان من الصعب تحقيق ذلك. وعلى الرغم من ذلك نراه يقول للزائرين عادة: "ان نسبة ما حققته من رؤيتي في دبي لا تتجاوز %10 فقط".
بيد أن هذه الرؤية تلقت ضربة قوية بعد ان طلبت دبي، التي تنوء تحت ضغط ديون تبلغ 80 مليار دولار، فجأة تأجيل مدفوعات شركتها دبي العالمية من الديون مما احدث هزة في مختلف أسواق العالم. في الوقت الذي يؤكد فيه البعض ان دبي تدفع ثمن طموحها الزائد.
وفي هذا الاطار، يعرب مستشاروه الراهنون والسابقون تضيف "نيويورك تايمز" عن اعتقادهم ان مساعدي الشيخ محمد لم يبلغوه منذ أسابيع عدة أو حتى اشهر بأن مشكلات دبي في تزايد، وأن مئات المشاريع العقارية قد تجمدت بالاضافة لمغادرة الممولين الغربيين الذين كانوا يتقاطرون الى دبي سابقا...
لذا، يعتمد الكثير الآن على طريقة معالجة الشيخ لهذه الازمة، بدءا من دور دبي كمثال مضيء للنجاح الاقتصادي العربي الى بنية الامارة السياسية الفيدرالية التي يرى بها البعض نموذجا يحتذى به ايضا.
ويذكر أن الاعلان عن ازمة الدين، الذي كان مدويا، أثار تساؤلات كثيرة حول احتمال حدوث توتر مع أبوظبي، الامارة الشقيقة الفتية بالنفط، التي توقع الكثيرون أنها سوف تسارع لمساعدة دبي ماليا.غير ان الشيخ محمد لم يلتفت الى مثل هذه التكهنات، وسخر من التوقعات التي تحدثت حول انهيار دبي باعتبارها نابعة من الحسد.
تضيف الصحيفة الامريكية لكن يتفق معظم المحللين ان جذور المشكلات الراهنة في الامارة، التي نهضت على نحو مذهل خلال العقود الثلاثة الماضية، تعود لحماس الشيخ محمد المنقطع النظير للتغلب على المستحيل، كما يقول في كتابه الذي يحمل عنوان: رؤيتي.
الحقيقة ان احلام الشيخ مكتوم فيما يتعلق بدبي تتجاوز مسألة جعلها عاصمة مالية عالمية فهو يقول انه يريد ان يقود نهضة عربية شاملة لتحويل المنطقة، ليس الى «لوس انجلوس» اخرى، كما يعتقد بعض زائريه، بل لجعلها مماثلة لقرطبة القرن العاشر، المدينة الاسبانية التي حكمها العرب وكانت منارة للتقدم والمعرفة في اوروبا.
غير انه حتى اشد معجبيه يعترفون ان الشيخ حاول انجاز الكثير جدا بوقت قصير ايضا. ويبدو انه كان مستاء من الاعتماد على أبوظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة التي تعطي دبي مبلغا سنويا يصل الى حوالي 2 مليار دولار، واستمرت في هذا حتى عام 2002 على الاقل، لذا، عمل الشيخ من اجل الحصول على عوائد مالية من المشاريع الاقتصادية والمالية لتعويض افتقار دبي للنفط.
لكن عندما خرج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن صمته اخيرا بشأن «عالم دبي» خلال الاحتفال بالعيد الوطني، قلل من اهمية مشكلة الديون، واتهم وسائل الاعلام بالمبالغة بها قائلا: "ان الشجرة المثمرة هي التي تصبح هدفا لرماة الحجارة. لقد تعودنا على مواجهة مثل هذه الحملات وضجيج وسائل الاعلام".
"الانتقاد.نت"
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018