ارشيف من :أخبار عالمية
إجراءات شعبية للضغط على الفرقاء

رام الله ـ ميرفت عمر
أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن استعداد الجامعة العربية لاستضافة الحوار الفلسطيني وصولا إلى إنهاء حالة الانقسام المستمرة منذ أكثر من عام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال موسى في كلمة تلاها بالنيابة عنه محمد صبيح ممثل فلسطين لدى الجامعة العربية خلال مؤتمر نظمته الحملة الشعبية للمصالحة الوطنية الفلسطينية بعنوان:" فلسطين تختار المصالحة"، قال إن الجامعة العربية لديها الاستعداد الكامل لاستضافة ورعاية الحوار الوطني الفلسطيني، موضحا أن الجامعة ومنذ اللحظة الأولى لأحداث غزة وضعت مخططا لحل مناسب للحفاظ على شرعية الرئيس الفلسطيني المنتخب وشرعية المجلس التشريعي الذي حاز على ثقة أغلبية الفلسطينيين، تفاديا لحدوث فراغ لا يستفيد منه سوى الإسرائيليين.
ويحمل مخطط الجامعة العربية دعوة لتحريم الاقتتال ووحدة الفرقاء من خلال توحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية تحت سلطة "الدولة" وليس تحت سلطة فصيل بعينه، ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية من خارج الفصيلين، وتشكيل لجنة متابعة منبثقة عن الجامعة العربية لمتابعة الاتصال بالأطراف المختلفة.
وبناء على ذلك التقى موسى بالرئيس الفلسطيني مؤخرا وبقادة الفصائل الفلسطينية، مؤكدا على استعداد الجامعة العربية لرعاية الحوار الفلسطيني وصولا إلى تنفيذ خطة محددة لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل أحداث غزة.
وشدد صبيح في كلمة الأمين العام للجامعة العربية أن على الفلسطينيين أن يتناسوا كل الخلافات الثانوية وان يلتفتوا للصراع الرئيس الأول مع الاحتلال.
بدوره، كشف عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد الحوراني عن أن المشاورات والاستعدادات الفلسطينية لإنجاز حوار وطني شامل ستنطلق قريبا في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك بمثيل فصائلي على أعلى المستويات بما فيها حركة فتح التي ستمثل برئيس لجنتها المركزية.
وشدد الحوراني أن الفلسطينيين وصلوا إلى إجماع بحالجتهم إلى رعاية الجامعة العربية للحوار فيما بينهم، مبينا أن جولة الرئيس الفلسطيني الأخيرة التي شملت مصر جاءت للتنسيق لعقد هذه الحوارات.
وكشف الحوراني عن أن لجامعة العربية الآن بصدد توجيه دعوات لكل الأطراف الفلسطينية للمشاركة في الحوار. ومن ثم البدء بحوار وطني تحضره كل الأطراف وليس فقط فتح وحماس، مؤكدا أنه ورغم أن المشكلة الأساسية وقعت بين هذين الفصيلين إلا أن الحوار يجب أن يكون شاملا لأن حالة الانقسام تأثر منها كل الفلسطينيين.
أما عن أجندة هذه اللقاءات، فقد أوضح الحوراني أن الوارد في كافة النقاشات يتعلق بمحاور مختلفة أهمها إعادة غزة إلى الوضع الذي كانت عليه والاتفاق على إجراء انتخابات مبكرة أو غير مبكرة حسبما يتوصل اليه الطرفين.
ويتلو الحديث عن هذه المواضيع تناول موضوع منظمة التحرير وإصلاحها تمهيدا لإدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي ضمن صفوفها، في حين شدد الحوراني على أن هذا النقاش يفترض أن يكون من منطلق احترام منظمة التحرير وليس للتشكيك في شرعيتها.
وأكد الحوراني أن المطلوب ليس حوار يتناول جزء دون الآخر، وإنما انجاز تفاهم استراتيجي وطني داخل يتناول كل القضايا بما فيها ما حدث في غزة وتصويب وضع منظمة التحرير بما يؤدي إلى وجود كل الأطراف داخل إطار واحد.
وفي هذه الأثناء أكد الحوراني أن رئيس السلطة الفلسطينية يتعرض لضغوط أمريكية وإسرائيلية ليس فقط فيما يتعلق بوقف الحوار وإنما في موضوع زيارته لبلد مثل سوريا، مشددا على أن عباس ورغم سيزور سوريا قريبا.
وقال الحوراني أنه لا يستطيع أحد إنكار أن هناك محاولات منع للحوار لأن في ذلك مصلحة إسرائيلية، لكن هذا لا يجب أن يكون ذريعة لأحد لأن يتحلل من مسؤوليته بدعوى أن إسرائيل وأميركا ستمنع الحوار. مضيفا أنه وفي حال أبدت حماس استعداداتها لإعادة غزة لنطاق الشرعية فإن كل ضغط مهما كان سيتسم تجاوزه.
وعن الهدف من عقد مؤتمر " فلسطين تختار المصالحة"، قال رئيس اللجنة الشعبية للمصالحة الوطنية الدكتور حسن خريشة إنها محاولة للممارسة مزيد من الضغوط على كل الأطراف من أجل بدء الحوار، خاصة بعد مرور 20 يوما على إطلاق مبادرة الرئيس عباس، " التي على ما يبدو باتت حبيسة الأدراج".
وشدد خريشة على أن الفلسطينين يريدون القول إن المبادرات الفلسطينية والعربية كافة يجب أن تفعل فورا، وان يشكل لجنة من أجل بدء الحوار الوطني بناء على دعوة الرئيس.
وتحدث خريشة عن استعدادات شعبية عارمة في كافة المدن الفلسطينية للخروج في مسيرات داعمة للحوار الوطني للضغط على الفرقاء من أجل الانطلاق به فورا.
وغي هذا السياق، قال خريشة إن هناك أطراف فلسطينية داخلية تتعارض مصالحها مع الحوار وتتقاطع مع الانقسام ستعيق محاولات الحوار الوطني،لكن بالمقابل هناك أطراف جدية جدا من الطرفين تدفع باتجاه أن يكون الحوار وتحدي إرادة المعارضين له.