المحرر الدولي

أطلقت الهند بنجاح، اليوم الاربعاء، أول مركبة فضائية الى القمر في خطوة تاريخية ستسمح لهذه القوة الآسيوية الكبرى الارتقاء الى مستوى الصين واليابان. واطلق الصاروخ "بي اس ال في" وهو يحمل المركبة الفضائية "شاندرايان 1" من مركز ساتيش داوان في شبه جزيرة سريهاريكوتا الواقعة جنوب شرق الهند على بعد تسعين كيلومترا شمال مدراس.
وقال رئيس المنظمة الهندية للابحاث الفضائية جي مادافان ناير وسط تصفيق المهندسين "انها لحظة تاريخية. بدأنا رحلتنا الى القمر". وعبر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي يقوم بزيارة الى اليابان عن ارتياحه لهذه الخطوة. وقال ان "علماءنا يثيرون من جديد اعتزاز بلدنا بنفسه والامة تحييهم".
ويفترض ان تستغرق هذه المهمة التي لا سابق لها الى القمر سنتين. وبعد عشرين دقيقة من اطلاقه وضع الصاروخ المركبة "شاندرايان 1" في مدار 
انتقالي حول الارض. ويفترض ان تبلغ المركبة التي تنقل اجهزة علمية هندية واوروبية واميركية مدارها القمري على ارتفاع 385 كلم عن الارض. خلال اسبوعين. وستقوم المركبة بتجارب وعمليات مراقبة حول القمر وفوقه مثل دراسات لطبقات سطحه
وعمليات بحث عن المياه ومعادن ومواد كيميائية خصوصا بفضل انزال مسبار صنع في الهند على سطح القمر.   وتريد هذه الدولة الآسيوية العملاقة ان تبرهن انها اصبحت قوة ريادية في صناعة الفضاء على غرار الصين واليابان.
لكن منافستها الصين تتقدم عليها بفارق كبير بعد نجاحها في اطلاق مركبة مأهولة الى الفضاء في ايلول/سبتمبر الماضي وتأكيدها من جديد مشروعها لرحلة مأهولة الى القمر.
وبعد هبوط مركبات فضاء مأهولة على سطح القمر في اطار البرنامج الاميركي ابولو بين 1969 و1972. تتنافس القوى الكبرى في آسيا -- الهند والصين واليابان -- على غزو القمر الذي تريده ان يكون محطة لاستكشاف الفضاء والمريخ.
والى جانب اطلاق مركبة مأهولة الى القمر تريد الصين بناء مختبر في الفضاء ينافس محطة الفضاء الدولية. واطلق اليابان مسبارا الى القمر في نهاية 2007 وتريد ارسال رائد فضاء قبل 2020 .
اما الهند فقررت اطلاق ستين رحلة فضائية من الآن وحتى 2013 بما في ذلك الى القمر والمريخ. وقالت وكالة الفضاء الهندية ان "شاندرايان 1" التي تبلغ ميزانيتها ثمانين مليون دولار ستقوم برحلتين اخريين في 2010 و2012.
وتحلم الوكالة بارسال هندي الى الفضاء.
وقال المكتب الاوروبي "يوروكونسولت" ان الولايات المتحدة وروسيا والصين واوكرانيا ووكالة الفضاء الاوروبية تتقاسم هذه السوق التي تبلغ قيمتها 145 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة.
وكانت الهند حققت في نيسان/ابريل الماضي انجازا عالميا باطلاق عشرة اقمار
اصطناعية -- بينها ثمانية اجنبية -- بصاروخ واحد. ووضعها في المدار. وحددت الهند سعرا اقل ب35% من وكالات الفضاء الدولية الاخرى مقابل عمليات
الاطلاق هذه.
وكان البرنامج الفضائي لهذه القوة النووية العسكرية بدأ في 1963 لكنه خصص
لاقمارها الاصطناعية التي اطلق اولها في 1980. ولم تعد الهند تتردد في تقديم خدماتها في الفضاء للامن الاقليمي. فقد اطلقت وكالتها الفضائية في كانون الثاني/يناير قمرا اصطناعيا اسرائيليا للتجسس هدفه مراقبة المنشآت النووية الايرانية. مثيرة بذلك غضب طهران.