ارشيف من :أخبار عالمية

حمدان: زيارات عباس محاولة لتكريس دعم منطق المفاوضات والتسوية مع الاحتلال

حمدان: زيارات عباس محاولة لتكريس دعم منطق المفاوضات والتسوية مع الاحتلال
الإنتقاد .نت ـ حسين عواد

ربما أحسن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اختيار توقيت زيارته الى بيروت كما قال البعض، لكن لم يتضح بعد هدف الزيارة حتى الآن، فلا هي لتحقيق المصالحة الفلسطينية ولا هي لتحصيل الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينين في المخيمات وخصوصا ان لقاءاته اقتصرت على زيارة المسؤولين السياسيين اللبنانيين الرسميين ولم تتعدَّها الى المخيمات ومعاناتها، ما يضعها في خانة تعزيز دوره في السلطة وحشد الدعم والتأييد الرسمي العربي لتوجهاته نحو التسوية بعدما فقد شرعيته كرئيس للسلطة الفلسطينية جراء انتهاء ولايته.

"الانتقاد.نت" التي واكبت زيارة عباس الى لبنان، توقفت عند أهداف الزيارة، وحاولت القراءة في خليفاتها مع ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان، الذي اعتبر أن مثل هذه الزيارات تأتي في اطار محاولة تكريس دعم منطق المفاوضات، ومنطق التسوية مع الاحتلال.

ما هي قراءتكم الأولية لزيارة محمود عباس إلى بيروت؟
ـ في الحقيقة الزيارة سبقتها ابتداءً حوادث سياسية، وفي نفس الوقت إشاعات سياسية، وتمثلت الحوادث بفشل التسويات لدرجة دفعت محمود عباس للخروج على الملأ والحديث عن رغبته بعدم الترشح بسبب فشل عملية التسوية لأي انتخابات قادمة، فضلاً عن تصريح رئيس وزراء حكومة رام الله سلام فياض بقوله ان ستة عشر عاماً من المفاوضات كانت عبارة عن عملية عبثية، وهذا كله يستدعي تغييراً في المسار السياسي لهذه السلطة، ولكن على ما يبدو ان هذه الزيارة وغيرها من الزيارات تأتي في محاولة لتكريس دعم منطق المفاوضات، ودعم منطق التسوية مع الاحتلال.
هذا من جانب، ومن جانب آخر هذه الزيارة لا تأتي في سياق البحث عن استحقاق دعم لخيارات وطنية فلسطينية بقدر ما تأتي في سبيل محاولة حشد دعم ما لمصلحة خيار التسوية.
الجانب الثالث من الزيارة أن هذه الزيارة سبقتها العديد من التسريبات الإعلامية والمعلوماتية حول بعض القضايا التي سيطرحها ابو مازن، والتي إن صح أنها طرحت، أو كانت على قائمة المواضيع، فهي لا شك تشكل سلوكاً سلبياً تجاه مجمل الحقوق الفلسطينية، لا سيما حق العودة، كما قيل في الإعلام على سبيل المثال ان ابو مازن بصدد طرح إصدار جوازات سفر فلسطينية..

.. أبو مازن نفى ذلك؟
ـ نفى ذلك، أنا أقول ان الإشاعات التي سبقت هذه الزيارة كانت تدفع إلى القلق في الحقيقة عمّا يمكن ان يقدم عليه أبو مازن، فكونه نفى، هذا لا يكفي، يجب ان يكون هناك اطمئنان إلى أن احداً آخر لا يطرح هذه الأفكار، وعلى كل الأحوال فعلى ما يبدو، ان مثل هذه الأفكار، وان طرحت فانها لم تكن لتلقى قبولاً هنا على المستوى اللبناني.

هذه الزيارة ألم تنطوِ على مفاعيل تصب في مصلحة المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟
ـ لا.. ابو مازن لم يكن معنياً بهذا الاتجاه في زيارته، وإن كان كما علمنا انه سمع كلاماً واضحاً من الجانب اللبناني بضرورة الذهاب الى الوحدة وعدم تضييع الوقت، وان الكثير من التحديات يمكن ان تواجه بموقف فلسطيني موحد، بدل ان يكون الموقف الفلسطيني منقسماً.

.. ألم تترك هذه الزيارة مفاعيل إيجابية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

ـ حتى الآن لا يوجد ما يمكن البناء عليه، كما فهمنا هناك جملة من الأفكار التي تحتاج إلى درس وربما إلى إجراءات، ولكن اللافت للنظر في زيارته عدم لقائه أي فلسطيني، فضلا عن انه لم يكلف نفسه عناء زيارة أي مخيم من مخيمات لبنان، ولو حصلت لربما انعكست أجواء ايجابية على الوضع الفلسطيني..
.
ماذا يعني بالسياسة عدم لقائه الفصائل الفلسطينية التي هي خارج منظمة التحرير الفلسطينية؟
ـ .. هو حتى لم يلتق الفصائل المنضوية ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية! وهذا الأمر له دلالة عامة تتعلق بعدم استعداد ابو مازن لبذل جهد ما لتحقيق متطلبات وحاجات الشعب الفلسطيني.

سبقت الزيارة إشاعة معلومات صحفية حول تشكيل لواء فلسطيني باشراف الجيش اللبناني في المخيمات، كما تردد كلام عن أن حركة حماس أبدت موافقتها، ما حقيقة الأمر؟
ـ لا .. نحن أثرنا جملة من الاسئلة حول هذا الموضوع، وقلنا ان هذه الأسئلة بحاجة إلى اجابات قبل تحديد أي موقف، وقلنا هذا اللواء كيف سيتشكل، وممن ؟ وما هي آليات تشكيله، وما هو الإطار السياسي الذي سيحكم سلوك هذا اللواء؟ وقلنا ما هي المهمات الموكلة لهذا اللواء، ثم ان تشكيل هذا اللواء يحتاج إلى موافقة فلسطينية لبنانية، ويبدو ان المسألة لم تحظ بموافقة لبنانية، وبالتالي لماذا يثار في الاعلام، كل هذه أسئلة تحتاج إلى اجابات قبل ان يقرر الجانب الفلسطيني دعم هذه الفكرة.

ما هو تعليقكم على كلام ابو مازن ان لا بديل عن السلام إلا السلام لا المقاومة؟
ـ أعتقد ان هذا يكشف عن حالة عجز يعيشها ابو مازن.. فابو مازن قبل فترة قصيرة كان يتحدث عن انهيار عملية التسوية وفشلها وينحو باللائمة على الولايات المتحدة الأمريكية، ثم يعود ويقول لا حل إلا بالمفاوضات! اعتقد ان هذا يشير الى حالة عجز سياسي وإرادة، وأعتقد ان هذه الحالة ولو وصلها أي قائد كان على الأقل يستطيع اخذ القرار باتجاه خيارات أخرى، وبالتالي مثل هذا التصريح ينطوي على خطورة، وهو يشجع أركان العدو الصهيوني على المضي قدما في سياسية الاستيلاء على الحقوق الفلسطينية بالتدريج ما دام يرى ان الطرف الفلسطيني في نهاية المطاف سيعود إلى طاولة المفاوضات ضمن الشروط الإسرائيلية.

هل يمكن القول ان المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية وصلت الى الحائط المسدود بعد قول ابو مازن بأنه غير راض على اتفاق القاهرة إلا بشروطه؟
ـ ابو مازن لم يكن أصلا مع المصالحة، وكان يتخيّل ان ما حصل من انقسام يشكل فرصة تاريخية تساعد في إنجاز عملية التسوية والمفاوضات مع الكيان الصهيوني، ثم يضع المقاومة أمام مأزق، بالقول انه قد حقق إنجازا ما على المقاومة أن تقبله، وان رفضته فإنها ستكون في خانة معاداة الشعب الفلسطيني، وقلنا يومها لا عاقل يراهن على أعدائه، وجاءت الأيام لتؤكد ذلك بحيث لم يحصل فريق التسوية على ما سعى اليه بل دفع الى تقديم الكثير من التنازلات، ثم لم يحصل حتى على الفتات! اليوم يبدو ان التجربة ستتكرر.

باختصار، ماذا حملت زيارة عباس إلى اللاجئين الفلسطيينين في لبنان؟
ـ .. لم تأت بأي فائدة على اللاجئين الفلسطينيين، بل ان عباس يعاني مأزقاً كما قلت، وهو يحاول ان يظهر مظهر المتجلد، وانه لا شيء يمكن ان يعوق تحركه، وبالتالي يقوم بجولات مكوكية على بعض دول العالم موحيا بأنه ما زال رئيسا للسلطة الفلسطينية.

تردد حديث عن زيارة لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى بيروت، هل من ترابط بين زيارة محمود عباس وزيارته؟
ـ على الأقل من جانبنا ليس هناك من ترابط.

هل من موعد محدد لزيارة مشعل الى بيروت؟
ـ حتى اللحظة ليس هناك موعد لاعتبارات أمنية.

ماذا على جدول اعماله؟
ـ عدا عن المواضيع المتعلقة بالشأن الفلسطيني العام، لا شك ان هناك نقطتين: الأولى العلاقة الفلسطينية اللبنانية بكل أشكالها، والثانية تتعلق باعمار مخيم نهر البارد.

سؤال أخير أين أصبحت صفقة تبادل الأسرى بينكم وبين الجانب الإسرائيلي؟
ـ لا شك ان دخول الوسيط الألماني على الخط في اطار الوساطة أدى الى تفعيل هذه الوساطة وتجاوز جانب الاحتلال، ويمكن القول ان المفاوضات تسير بشكل حثيث.

تردد عن قرب الانتهاء من هذه المفاوضات، ثم جرى الحديث عن تعثر ما؟
ـ صحيح .. أنت تتكلم عن تفاوض مع عدو لا يحترم الوعود ولا المواثيق، وعلينا ان نتوقع كل شيء.
2009-12-09