ارشيف من :أخبار عالمية
الرياح الاوروبية تجري بما لا تشتهي السفن الاميركية وزيارة سولانا لدمشق ترسم خارطة الطريق الدولية للمنطقة من بوابة سوريا
كتب علي عوباني
يبدو ان الرياح الاوروبية تجري بما لا تشتهي السفن الاميركية ، ففي وقت شدد فيه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد ولش امس على استمرار بلاده في سياسة العزلة تجاه سوريا نافيا اجراء ادارة بلاده اي تقييم لسياساتها تجاه سوريا ، واصلت الدول الاوروبية انفتاحها على سوريا وفك طوق العزلة عنها ، واستمر التوافد الاوروبي الى العاصمة السورية دمشق ، فبعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي شكلت مفصلا تاريخيا فتح الابواب على مرحلة جديدة من العلاقات الاوروبية مع سوريا بعد سنتين من العزلة جاءت اليوم زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ومستشار رئيس الوزراء البريطاني سايمون ماكدونالد لترسم خارطة الطريق الدولية تجاه المنطقة من البوابة السورية .
وفي هذا الاطار أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدور الأوروبي في عملية السلام مهم وأساسي مشيرا الى ان سوريا تعلق أهمية كبيرة عليه ومشدداً على أن السلام يضمن الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أوروبا والعالم. كلام الاسد جاء خلال استقباله صباح اليوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حيث بحث معه التطور المتنامي للعلاقات السورية الأوروبية وآفاق تعزيز التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي على جميع الصعد.
الاسد : الدور الأوروبي في عملية السلام مهم وأساسي وسوريا تعلق آمالا عليه |
بدوره أكد سولانا أن الاتحاد الأوروبي يدعم بقوة عملية السلام ويسعى للعب دور بناء فيها مشيداً بالجهود التي تبذلها سوريا من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما جرى استعراض تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتطرق إلى الأزمة الاقتصادية العالمية حيث اطلع الرئيس الأسد من سولانا على الخطوات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الواقع الاقتصادي الجديد.
وجرى الاتفاق خلال المحادثات على ضرورة تبادل وجهات النظر واستمرار التشاور بين سوريا والاتحاد الأوروبي بشأن القضايا المحورية في المنطقة والعالم حيث رحب الرئيس الأسد بالدور الأوروبي النشيط بقيادة فرنسا وبالتحاور والتعاون وأهمية إيجاد الفرص المناسبة لتنسيق الجهود ومعالجة الأزمات التي تواجهها المنطقة وأوروبا والعالم ككل.
وفي الإطار ذاته التقى نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع خافيير سولانا بحضور الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والوفد المرافق لسولانا.
كما التقى الوزير المعلم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الاوروبي بحضور معاون وزير الخارجية الدكتور عمورة ومديرة الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية.
سولانا: توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية العام المقبل
وفي تصريحات للصحفيين وصف سولانا اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه كان جيداً جداً وشمل العديد من قضايا المنطقة وكيفية القيام سوية بالمضي قدماً في تحريك ملفات المنطقة و ان الاتحاد الاوروبي مشارك في كيفية تحقيق تقدم في هذه الملفات.
ووصف سولانا الدور السوري في المنطقة بالبناء مشيراً إلى أن ما تم في لبنان مؤخراً من تطورات مهم جداً.
ورداً على سؤال حول العلاقات الأوروبية السورية قال سولانا.. إن هذه العلاقات في تنام مستمر لافتاً إلى أن زيارته وزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى سورية في أيلول الماضي والعمل كمشاركين معاً في الحوار من أجل المتوسط يؤكد ذلك.
سولانا : الدور السوري في المنطقة بناء وما تم في لبنان مؤخراً من تطورات مهم جداً |
وأعرب سولانا عن أمله في أن يتم توقيع اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية العام المقبل وخاصة ان لدى الجانبين أسس الاتفاقية التي تفاوضنا حولها.
وحول عملية السلام قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي .. إننا منخرطون في هذه العملية ونعتقد أنها يجب أن تكون شاملة مؤكداً أن الدور السوري أساسي فيها.
وبشأن المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية قال سولانا إن أوروبا تدعم بشكل كامل هذه المحادثات شاكراًَ تركيا على الدور الذي تقوم به ومؤكداً استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم أي دعم ممكن عندما يطلب منه ذلك.
ورداً على سؤال حول توقعاته بتوصل الفلسطينيين وإسرائيل إلى اتفاقية سلام قبل نهاية العام قال سولانا.. من الصعب جداً الإجابة عن هذا السؤال لكن رغبتي.. لو وقعت هذه الاتفاقية منذ سنوات.
وتأتي زيارة سولانا إلى دمشق في إطار تنامي العلاقات السورية الأوروبية وعودة الدور الأوروبي وتفعيله تجاه قضايا المنطقة وفي ضوء اهتمام الاتحاد الأوروبي بسورية والجهود التي تبذلها لتوفير متطلبات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وتحقيق السلام العادل والشامل.
وفي هذا السياق كانت زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رئيس الاتحاد الأوروبي إلى دمشق في أيلول الماضي وتأكيده الالتزام بتفعيل العلاقات مع سورية في بعدها الثنائي وعلى المستوى الأوروبي واتخاذ الإجراءات المناسبة لتوقيع اتفاق الشراكة مع سورية في اقرب وقت ممكن.
ودخلت العلاقات السورية الأوروبية خلال الأشهر الماضية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق وبرز ذلك في الزيارات المتتالية لكبار المسؤولين الأوروبيين من رؤساء ووزراء خارجية إلى دمشق.
يشار إلى أن سولانا زار سورية في آذار من العام الماضي وتناولت مباحثاته مع الرئيس الأسد آفاق التعاون والرؤى المستقبلية للعلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي وتم الاتفاق على استمرار التشاور بين الجانبين.
الرئيس الأسد لمستشار الرئيس البريطاني : المسائل في منطقة الشرق الأوسط متداخلة ولا بد من معالجتها ككتلة واحدة
من جهة ثانية استقبل الرئيس الأسد مستشار رئيس الوزراء البريطاني سايمون ماكدونالد وبحث معه العلاقات السورية البريطانية وسبل تعزيزها فى المجالات كافة.
ونقل ماكدونالد للرئيس الأسد تحيات رئيس الوزراء البريطانى غوردن براون وسعادته بعودة الدفء إلى العلاقات السورية البريطانية.
كما جرى الحديث حول المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم والأخطار التي تواجهها منطقتا الشرق الاوسط وأوروبا.
وفي استعراضه للأوضاع في العراق وفلسطين أكد الرئيس الأسد أن المسائل في منطقة الشرق الأوسط متداخلة ولابد من معالجتها ككتلة واحدة.
من جانبه قال السيد ماكدونالد أن سورية لاعب أساسي ودورها مفتاحي في أي عمل يهدف إلى السلام والاستقرار في المنطقة .. وعبر عن أمله في نجاح عملية السلام من أجل تجنيب المنطقة المزيد من الحروب والعنف.
وفي هذا الصدد تم التطرق إلى الانتخابات الأميركية والأمل في أن تكون الإدارة القادمة أكثر تصميماً على تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط.
ووصف ماكدونالد في تصريح للصحفيين لقاءه مع الرئيس الأسد بأنه كان جيداً جداً وقال.. أجريت محادثات ممتازة نقلت خلالها انطباعات رئيس الوزراء البريطاني عن التطورات الجارية في سورية وأجرينا الكثير من المناقشات وتوصلنا إلى تفاهمات جيدة جداً.
وأضاف ماكدونالد.. تناولت المحادثات أيضاً الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ودور سورية الإيجابي في التغييرات الحاصلة فيها إضافة إلى المحادثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية والأسباب التي أدت إلى توقفها في السابق.