ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: الآخر حين يكون مسلماً

كتب حسن نعيم
في إحدى مقالات صحيفة "جلوب أندميل" الكندية كتبت "مارجريت ونيت" ذات مرة تقول: "أبناء الصحراء النائية الذين يحملون معهم ثقافة القبيلة القديمة التي تمتزج بالدم والثأر, والمسكونون بالمعتقدات الجامدة والكراهية اللدودة, الذين لا يقيمون وزناً للحياة البشرية ويرتكبون جرائمهم باسم الله, ويبدون استعداداً مذهلاً للتضحية بأنفسهم وهم يقتلون الآخرين".
على هذا النحو التعميمي تندرج معظم الكتابات العدائية الغربية التي استفادت من واقعة 11 أيلول/ سبتمبر لتثير حملة من الكراهية الواسعة ضد كل ما هو عربي ومسلم, حملة انضوى تحت لوائها الكثير من الأصوات التي راحت تتصايح وتتنافس في الدعوة الى استئصال "الشر الإسلامي" من جذوره, واجتثاث تلك الكتلة البشرية المسماة بالعالم الإسلامي، وإخراجها من الصنف البشري... فأصدقاء الصحراء يريدون أن يمدوا صمت صحاريهم على مدن العالم الضّاجة بالحركة والحيوية, ويسعون الى تحويلها هياكل خرساء.
هكذا تتم نمذجة الانسان المسلم والعربي في الصحافة الأميركية والغربية "أبلسة الإنسان العربي" على حد تعبير نعوم تشومسكي. لقد اكتملت صورة العربي عندهم بعد أن أغدقوا عليه صفات الشر المطلق: انه انسان شرير وكتابه القرآن يحضّ على العنف والإرهاب, وذلك بحثاً عن المجد الضائع على حد تعبير برنارد لويس.
صورة العربي عندهم هي صورة نمطية تنطلق من الذات أولاً لتصل الى الآخر حيث تتم عملية البحث عن المصاديق التي تؤكد صورته المعدّة له سلفاً. لكن هذه الصورة ليست كما يتوهم البعض خلاصة تراكمية معرفية لما استقر في أذهانهم عن العربي المسلم حتى ينبري المسلمون للدفاع عن أنفسهم. هذه الصورة هي محض اعتداء آثم تمارسه أجهزة الإعلام الغربية والأميركية بإصرار وتقصّد, والرد على هذا العدوان الإعلامي ينبغي أن يتجاوز حالة الدفاع الى تكوين مناخات إعلامية عالمية ترد الحجر من حيث جاء.
الانتقاد/ العدد 1309 ـ 24 تشرين الاول/ أكتوبر 2008
في إحدى مقالات صحيفة "جلوب أندميل" الكندية كتبت "مارجريت ونيت" ذات مرة تقول: "أبناء الصحراء النائية الذين يحملون معهم ثقافة القبيلة القديمة التي تمتزج بالدم والثأر, والمسكونون بالمعتقدات الجامدة والكراهية اللدودة, الذين لا يقيمون وزناً للحياة البشرية ويرتكبون جرائمهم باسم الله, ويبدون استعداداً مذهلاً للتضحية بأنفسهم وهم يقتلون الآخرين".
على هذا النحو التعميمي تندرج معظم الكتابات العدائية الغربية التي استفادت من واقعة 11 أيلول/ سبتمبر لتثير حملة من الكراهية الواسعة ضد كل ما هو عربي ومسلم, حملة انضوى تحت لوائها الكثير من الأصوات التي راحت تتصايح وتتنافس في الدعوة الى استئصال "الشر الإسلامي" من جذوره, واجتثاث تلك الكتلة البشرية المسماة بالعالم الإسلامي، وإخراجها من الصنف البشري... فأصدقاء الصحراء يريدون أن يمدوا صمت صحاريهم على مدن العالم الضّاجة بالحركة والحيوية, ويسعون الى تحويلها هياكل خرساء.
هكذا تتم نمذجة الانسان المسلم والعربي في الصحافة الأميركية والغربية "أبلسة الإنسان العربي" على حد تعبير نعوم تشومسكي. لقد اكتملت صورة العربي عندهم بعد أن أغدقوا عليه صفات الشر المطلق: انه انسان شرير وكتابه القرآن يحضّ على العنف والإرهاب, وذلك بحثاً عن المجد الضائع على حد تعبير برنارد لويس.
صورة العربي عندهم هي صورة نمطية تنطلق من الذات أولاً لتصل الى الآخر حيث تتم عملية البحث عن المصاديق التي تؤكد صورته المعدّة له سلفاً. لكن هذه الصورة ليست كما يتوهم البعض خلاصة تراكمية معرفية لما استقر في أذهانهم عن العربي المسلم حتى ينبري المسلمون للدفاع عن أنفسهم. هذه الصورة هي محض اعتداء آثم تمارسه أجهزة الإعلام الغربية والأميركية بإصرار وتقصّد, والرد على هذا العدوان الإعلامي ينبغي أن يتجاوز حالة الدفاع الى تكوين مناخات إعلامية عالمية ترد الحجر من حيث جاء.
الانتقاد/ العدد 1309 ـ 24 تشرين الاول/ أكتوبر 2008