ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: من ينتصر

باختصار: من ينتصر
كتب محمد يونس
من ستكون له الكلمة الأخيرة، العراقيون المحتلة بلادهم أم المحتلون الأميركيون الذين دمروا كل البنى التحتية والوطنية والأمنية فور احتلالهم بغداد؟
سؤال ربما ينتظر كل العالم الأيام المقبلة أن تجيب عنه في ظل السجال الدائر بين الطرفين حول الاتفاقية الأمنية، وفي ظل التهديدات الأميركية التي بدأت تتصاعد فيما يبدو أنه بداية استشعار أميركي بأن العراقيين سيؤجلون التوقيع إلى حين مجيء الإدارة المقبلة.
ولكن مهما يكن من أمر فإن الواضح أن الأميركيين وبعدما لاحظوا تململا عراقيا رسميا من الاتفاقية مستندا إلى رفض شعبي عارم بدأت الفئران تلعب في صدورهم، فحاولوا الضغط باتجاه توقيع الاتفاقية فجاءهم الرفض الأولي وبدأت سلسلة جولات تفاوضية لتعديل الاتفاقية، ولكنهم دخلوا في الربع الأخير من اللعبة ويقتربون من الوقت المستقطع الذي لن يكون طويلا على ما يبدو، وهذا ما دفعهم لإظهار وجههم الحقيقي ليؤكدوا ثابتة تاريخية في العلاقة بين المحتل والمحتلة أرضه حيث لا رأي للثاني بما يخالف رأي الأول.
وطفت التهديدات الأميركية بالعواقب الوخيمة التي سيواجهها العراق والعراقيون بسبب رفضهم التوقيع، ومن بين هذه العواقب العقاب الأمني، وهو عقاب تبرع فيه وكالات الاستخبارات الأميركية على تنوعها.
إذاً هذه هي الديمقراطية؛ تقوم باحتلال بلدك بالقوة العسكرية ثم وبعد ما يقارب الست سنوات من الاحتلال تهددك بأمنك إن لم تسر كما ترتئي، فهي الديمقراطية، وهي تعلم أكثر منك مصلحتها عفوا مصلحتك.
ولكن برغم ذلك الكلمة الأخيرة لن تكون إلا للعراق وشعبه، فهو القادر على الخنوع وهو القادر على المقاومة، وما دام متمسكا بحقه فإن أحدا في العالم لن يستطيع سلبه هذا الحق.
الانتقاد/ العدد 1309 ـ 24 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
2008-10-24