ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: اقتنع أو لم يقتنع!

مجرد كلمة: اقتنع أو لم يقتنع!
كتب أمير قانصوه
لم يتوقف الكيان الصهيوني منذ الرابع عشر من آب/ أغسطس عام 2006 عن البحث في الأسباب الحقيقية لأول هزيمة من نوعها تلحق به في مواجهة أعدائه.
وقد جند الإسرائيلي الكثير من مراكز الدراسات المتخصصة ومؤسساته العسكرية لتحديد أسباب الفشل الذي لحق بجيشه خلال حرب لم يتعدَّ زمانها 33 يوماً، لاستخلاص العبر الضرورية تحسباً لأي مواجهة مستقبلية أو عدوان قد يشنه على لبنان أو ضد أي من أعدائه.
ولم يكن العدو بحاجة الى وقت طويل لإدراك حجم الهزيمة، فمن الساعة التي توقفت فيها الحرب بدت الهزيمة واضحة على كل مفاصله السياسية والعسكرية والأمنية. حتى أن مسلسل الاستقالات في المؤسسة العسكرية لم ينتظر انتهاء الحرب ليبدأ، من قائد المنطقة الشمالية عودي آدم الى رأس الهرم المتمثل برئيس الأركان دان حالوتس. والتأثيرات لم تتوقف عند حد المؤسسة العسكرية المعنية مباشرة بنتائج الفشل، بل انسحبت الى المؤسسة السياسية، فكانت استقالة رئيس الحكومة إيهود أولمرت قبل أشهر قليلة (تحت عنوان اتهامه بالفساد)، وهو الذي حُمل الكثير من تبعات قرار تلك الحرب، ليؤكد أن تبعات تلك الهزيمة مفتوحة الى زمن طويل.
هذا عدا ما توصلت اليه لجنة فينوغراد، التي لم يكن دورها يومها تحديد ما اذا كانت "اسرائيل" قد هُزمت في تلك الحرب أم لا، بل لماذا هُزمت؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وقد انتهت لجنة فينوغراد الى وضع خاتمها الرسمي مصدقة على الهزيمة من دون أن تصرح بمن يتحمل المسؤولية. وكان ذلك كافياً ليؤكد للقاصي والداني حجم الخسارة التي مُنيت بها "اسرائيل" في عدوان تموز/ يوليو.
وإذا ما جال نظرنا في العالم، فإن الولايات المتحدة التي كانت تعوّل على تلك الحرب، بما يجعل ولادة مشروعها "شرق الأوسط الجديد" ممكنة، لم تتوانَ عن الاعتراف بالهزيمة. حتى أن الرئيس الأميركي جورج بوش خاطب أولمرت بعيد الحرب مباشرة بالقول: "جيشك بحاجة الى تدريب جيد". هذا عدا كل التغييرات التي شهدتها المنطقة بفعل سقوط المشروع الأميركي بمفاعيل الهزيمة الإسرائيلية أمام المقاومة في لبنان.
"اسرائيل" وكل العالم، القريب والبعيد، أقر بهزيمة "إسرائيل" وانتصار المقاومة، إلا واحدا هنا في لبنان لم يقتنع حتى الآن، وربما لا يريد أن يقتنع.
وبالتأكيد فإن قناعته لن تغير في الحقيقة شيئاً.
الانتقاد/ العدد 1309 ـ 24 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
2008-10-24