ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: طرابلس تشع بالوحدة الإسلامية في "يوم مشهود"

خاص الانتقاد.نت ـ فادي منصور
شهدت مدينة طرابلس يوما وحدويا اسلاميا تجلى في الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في زيارة هي الاولى له الى ربوع الفيحاء حيث كان في استقباله عند مدخل المدينة مفتي طرابلس والشمال القاضي مالك الشعار ورئيس جبهة العمل الاسلامي الداعية فتحي يكن على رأس وفد قيادي في الجبهة ورؤساء المحاكم الشرعية السنية والجعفرية وقضاة الشرع فيها وحشد سياسي وديني .
بعد حفل الاستقبال الذي اقيم عند مدخل المدينة وسط اجراءات امنية مشددة أقيمت صلاة الظهر في مسجد الصديق حيث ام المصلين مفتي الشمال, وانتقل الوفد بعدها الى قاعة المسجد حيث عقدت خلوة جمعت علماء الدين السنة والشيعة تلاقوا تحت لافتة كتب عليها الاية الشريفة: "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".
الشعار
مفتي طرابلس والشمال القاضي مالك الشعار الذي رحب بالوفد العلمائي وصف اليوم بأنه يوم مشهود ,مثنيا على مواقف الامير قبلان الصادقة التي حفظت الوطن وأهله مؤكدا ان طرابلس كانت وستبقى عصية على الفتن والفرقة والتمزق وسيبقى علماؤها صخرة بوجه كل من يريد الشر بالوطن .
وعن الافتراءات التي ترمى بان طرابلس تأوي الارهاب قال الشعار بامكان العالم بأكمله ان يزور المدينة ويبحث في شوارعها وأزقتها ولن يجد فيها الا القيم الاخلاقية والدينية وبأنها مدينة العلماء ,قد يحدث ما يعكر الصفو لكنه سحابة عابرة لا قيمة له وطرابلس كانت ولا زالت صلبة وهي اختارت الدولة محضنا لها وتفاخر بانتمائها الوطني .
طرابلس التي استقبلت رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والشاب الشيخ سعد الحريري تستقبل اليوم من جديد أحد قادة الفكر الاسلامي المستنير الذي حمل هموم الوطن وقدم كل امكاناته من أجل امن هذه المدينة لتعيش بأمن واستقرار .
قبلان
بدوره وصف نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان مدينة طرابلس بأنها ثغر من ثغور الاسلام التي نعتز بها ونفتخر بزيارتها كيف لا وهي التي صمدت وتصدت لكل الغزوات في التاريخ من العهد القديم الى يومنا هذا .
وشدد الشيخ قبلان على ان طرابلس لا يمكن ان تأوي يوما الارهاب والارهابيين فهي مدينة عبد الحميد كرامي ورشيد كرامي وهي لطالما جمعت كل العلماء سنة وشيعة ورجال الدين المسيحيين ونحن اليوم لسنا غرباء عن هذه المدينة, ونحن جئنا اليوم لنعزز الصلة بيننا وبين علماء المدينة ولنبارك ونحيي جهود المفتي الشعار الذي لطالما كان سباقا لكل فضيلة ,ولنقوي الثقة فيما بيننا ولنبارك للمفتي منصبه الكريم .
واسف قبلان لما يحدث من تهجير للمسيحيين على ارض الرافدين معتبرا ان هذه المؤامرة حيكت على يد العدو الصهيوني الذي سبق له ان هجر الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه .
وشدد الشيخ قبلان على دعم الجيش اللبناني لأننا في طرابلس ننطلق من وحدة الجيش ودعم عناصره لأن أمن طرابلس من أمن الجنوب, فاذا سلمت طرابلس سلم الجنوب واذا ضيق على طرابلس ضيق على الجنوب ,ويجب علينا ان لا نفرق بين مسلم ومسلم او بين مسلم ومسيحي لأن لبنان لا يمكن له ان يستقيم الا بالوحدة, فوحدتنا الاسلامية والوطنية هي الرادع لمن يضمر الشر لهذا الوطن ,نحن لم ندنس بيروت بل كنا دائما مع العاصمة ولم نكن غرباء يوما عن بيروت وأهلها الوطنيين ,نحن نريد ان نكون أمة واحدة نتحاورنتواصل ونتشاور نحن لا عادي احد وعندنا عدو قاهر هو العدو نحن لا نريد ان نحفظ فئة في لبنان بل نريد ان نحمي الوطن بأكمله نحمي الوطن بوحدتنا لان لبنان لا يستقيم الا بوحدة ابنائه وبوحدتنا الاسلامية المسيحية وهي ستكون الرادع لمن يضمر الشر بوطننا وبامتنا وعلينا ان نلتف جميعا حول المقاومة من الشمال الى الجنوب الى البقاع فهذه أرضنا وعليا ان نحميها بتعاوننا وبموقفنا الموحد .فاذا لم نتوحد فعلى الدنيا السلام . الاصلاح هو هدفنا وقد تحقق في لبنان عدة انجازات تمثلت بانتخاب الرئيس ميشال سليمان وبحكومة الوحدة الوطنية ,لذا نطالب المسلمين بأن يكونوا يدا واحدة.
يكن
من ناحية ثانية وتعليقا على زيارة الامام قبلان لمدينة طرابلس أدلى الداعية الدكتور فتحي يكن بالتصريح التالي :
ان من تجليات وأبعاد هذه الزيارة التي يقوم بها سماحة الشيخ عبدالأمير قبلان الى طرابلس قلعة العلم والوطنية والعروبة والاسلام، أنها تسقط الى غير رجعة المشروع الصهيوني الأميركي الذي وظف أخطر سلاح ضد الأمة وهو سلاح المذهبية والطائفية ، بعد أن سقط مشروع الشرق أوسط الجديد ، وفشلت أسلحة الدمار الشامل في تركيع هذه الأمة واخضاعها .
يجب ان يعرف القاصي والداني أن الصراع القائم هو صراع سياسي بين مؤيدي السياسة الأميركية وبين مناهضيها .
ففي فلسطين الصراع عينه بين السلطة والحكومة ، بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية ، بين محمود عباس واسماعيل هنية وكلاهما سني يؤكد اللامذهبية فيما يجري .
وفي العراق صراع بين سنة وشيعة يؤيدون السياسة الاميركية وبين سنة وشيعة يعارضون هذه السياسة ، بل يقاومونها .
يبقى أن يدرك الجميع سنة وشيعة ،علويين ودروزا ، مسلمين ومسيحيين ، أن يدركوا هذه الحقيقة ، وينعتقوا من أسر الشحن المذهبي الذي يمارسه أعداء هذه الأمة للإجهاز على الجميع وبدون استثناء.