ارشيف من :أخبار عالمية
تساؤلات عديدة عن توقيته وأهدافه: حوار فتح وحماس المرتقب تحت حراب التهديدات الإسرائيلية

غزة ـ عماد عيد
حراك جديد شهدته الساحة الفلسطينية باتجاه الحوار بين فتح وحماس كمقدمة لإنهاء الانقسام الذي يتسبب بتدمير كل ما له صلة بمشروع وطني فلسطيني.. ولعل ما شهدته الساحة اللبنانية من مصالحة سريعة من قبل الأطراف ساهم ولو على المستوى النفسي لدى الطرفين فتح وحماس بميلاد هذا الحراك.. الحراك بدا عندما استغل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا لمناسبة النكسة في الخامس من الشهر الجاري ليعلن استعداده للحوار الشامل بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام على قاعدة المبادرة اليمنية..
مبادرة الرئيس ردت عليها حماس وعلى لسان الدكتور محمود الزهار بشكل سريع بالترحيب وإبداء التفاؤل من موقف أبو مازن، وكان الرد الرسمي عليها من خلال خطاب مماثل من قبل رئيس الوزراء في قطاع غزة إسماعيل هنية، وان كان الترحيب هو عنوان هذا الخطاب إلا انه لم يخل من كلمات أغضبت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح من قبيل الموقف الجديد وسرد الأحداث وإلقاء اللائمة على عباس في الخطاب.
ومع ذلك فقد تحدث كثير من قيادات فتح عن الحوار كما لو كان الأمر منسقا، من بينهم عزام الأحمد الذي قال انه لا بد من إنهاء الانقسام ولا بد من حوار, واحمد قريع الذي قال إن الأمر لا يحتمل تأجيل الحوار لان استمرار الانقسام سيجعله إلى الأبد، غير أن صائب عريقات قال معلقا على خطاب الرئيس عباس إن شروط الأخير لم تتغير من الحوار، وان الأصل هو حراك من أجل تغيير موقف حماس ما دفع البعض إلى القول إن تصريحات عريقات جاءت بعد تدخل أميركا عبر وزيرة الخارجية كونداليزا رايس التي طلبت توضيحات على حد بعض المصادر من تصريحات عباس، وان كانت شروط الحوار قد تغيرت أم لا، وإنها تلقت تطمينات بأنه لا حوار بدون عودة حماس عن الانقلاب..
وبكل الأحوال فان المعلومات المتوافرة تفيد أن خطاب ابو مازن جاء عقب توجه عارم داخل حركة فتح تقوده غالبية أعضاء المجلس الثوري للحركة بعد اجتماعاته الأخيرة في رام الله، هذا التوجه يقضي بضرورة إنهاء الانقسام بأي ثمن، وانه لا يجوز المراهنة على أميركا إلى هذا الحد للحفاظ على المشروع الوطني..
وأضافت بعض المصادر أن الرئيس عباس اصيب بخيبة أمل جراء الموقف الأميركي من مسيرة التسوية، وذلك بسبب موقف الكيان الصهيوني والبدء في مسيرة الفضائح والحديث عن انتخابات مبكرة في الكيان الأمر الذي يعني توقف مفاوضات التسوية، وهو ما يعني فشل أبو مازن أمام الشعب الفلسطيني.
ولذلك فان عباس ـ حسب هذه المصادر ـ أراد من خلال هذه المبادرة أولاً أن يعيد الكرة إلى ملعب حماس من خلال دعوته الى حوار شامل دون توضيح لتفاصيل وشروط هذا الحوار من جهة، وأراد ثانيا أن يضغط على الإدارة الأميركية من خلال القول بأنه لن يصبر إلى ما لا نهاية أمام المماطلة الصهيونية بأي حجج كانت، وان القول بأن نهاية العام لن تكون موعداً لميلاد اتفاق فلسطيني صهيوني لن يمر لديه بشكل طبيعي، وانه من الممكن أن يفجر الأوضاع لدى الفلسطينيين ومن بين ذلك الإقبال على حماس بعد الإعلان أن خيار التفاوض وصل إلى طريق مسدود حتى لو أدى ذلك إلى الاستقالة من منصبه ومغادرة الأراضي الفلسطينية، وبالتالي التسبب بمشكلة جديدة للإدارة الأميركية على أبواب الانتخابات الجديدة في أميركا..
حماس من جانبها ردت على المبادرة، غير أنها أكدت بشكل أو بآخر على تمسكها بالموقف القاضي بإنهاء كل القضايا العالقة التي سببت الانقسام قبل الشروع في خطوات عملية كبيرة بالتراجع عن السيطرة على القطاع، وذلك من خلال ضمانات عربية ودولية لذلك، وعليه فان أكثر ما تنظر إليه حماس في هذه المرحلة هو الضمانات التي تضمن تنفيذ أية اتفاقات يتم التوصل إليها من خلال حوار فلسطيني فلسطيني برعاية عربية، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.
ومع ذلك فقد أكد غير مسؤول في حماس استعداد الحركة لتسليم المقرات، بل وتسليم مقر الرئاسة بشكل عاجل كخطوة لحسن النوايا ومقدمة لإطلاق الحوار شريطة أن يتقدم طرف عربي بمثل هذه الضمانات..
وعلى هذه الخلفية فان المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من الحراك على هذه المبادرة من أطراف عربية عدة وبشكل أساسي في ظل الجامعة العربية، ولكن ما زال الشك يخيم على نتيجة هذا الحراك والى أين سيصل بالفلسطينيين؟ هل سيصل بهم إلى وفاق من جديد أم إلى مزيد من الانقسام، أم أن الأمر سيستغل من قبل الكيان الصهيوني كورقة انتخابية جديدة، وبالتالي ضربة موسعة لقطاع غزة، وهو احتمال ثالث يضعه بعض المحللين الذين يرون أن الخشية لدى رئيس السلطة الفلسطينية من قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية واسعة وعلمه باقترابها، دفعته إلى محاولة دفع المسؤولية بعيداً عنه.
الانتقاد/ العدد1271 ـ 10 حزيران/ يونيو 2008
حراك جديد شهدته الساحة الفلسطينية باتجاه الحوار بين فتح وحماس كمقدمة لإنهاء الانقسام الذي يتسبب بتدمير كل ما له صلة بمشروع وطني فلسطيني.. ولعل ما شهدته الساحة اللبنانية من مصالحة سريعة من قبل الأطراف ساهم ولو على المستوى النفسي لدى الطرفين فتح وحماس بميلاد هذا الحراك.. الحراك بدا عندما استغل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا لمناسبة النكسة في الخامس من الشهر الجاري ليعلن استعداده للحوار الشامل بين فتح وحماس لإنهاء الانقسام على قاعدة المبادرة اليمنية..
مبادرة الرئيس ردت عليها حماس وعلى لسان الدكتور محمود الزهار بشكل سريع بالترحيب وإبداء التفاؤل من موقف أبو مازن، وكان الرد الرسمي عليها من خلال خطاب مماثل من قبل رئيس الوزراء في قطاع غزة إسماعيل هنية، وان كان الترحيب هو عنوان هذا الخطاب إلا انه لم يخل من كلمات أغضبت الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح من قبيل الموقف الجديد وسرد الأحداث وإلقاء اللائمة على عباس في الخطاب.
ومع ذلك فقد تحدث كثير من قيادات فتح عن الحوار كما لو كان الأمر منسقا، من بينهم عزام الأحمد الذي قال انه لا بد من إنهاء الانقسام ولا بد من حوار, واحمد قريع الذي قال إن الأمر لا يحتمل تأجيل الحوار لان استمرار الانقسام سيجعله إلى الأبد، غير أن صائب عريقات قال معلقا على خطاب الرئيس عباس إن شروط الأخير لم تتغير من الحوار، وان الأصل هو حراك من أجل تغيير موقف حماس ما دفع البعض إلى القول إن تصريحات عريقات جاءت بعد تدخل أميركا عبر وزيرة الخارجية كونداليزا رايس التي طلبت توضيحات على حد بعض المصادر من تصريحات عباس، وان كانت شروط الحوار قد تغيرت أم لا، وإنها تلقت تطمينات بأنه لا حوار بدون عودة حماس عن الانقلاب..
وبكل الأحوال فان المعلومات المتوافرة تفيد أن خطاب ابو مازن جاء عقب توجه عارم داخل حركة فتح تقوده غالبية أعضاء المجلس الثوري للحركة بعد اجتماعاته الأخيرة في رام الله، هذا التوجه يقضي بضرورة إنهاء الانقسام بأي ثمن، وانه لا يجوز المراهنة على أميركا إلى هذا الحد للحفاظ على المشروع الوطني..
وأضافت بعض المصادر أن الرئيس عباس اصيب بخيبة أمل جراء الموقف الأميركي من مسيرة التسوية، وذلك بسبب موقف الكيان الصهيوني والبدء في مسيرة الفضائح والحديث عن انتخابات مبكرة في الكيان الأمر الذي يعني توقف مفاوضات التسوية، وهو ما يعني فشل أبو مازن أمام الشعب الفلسطيني.
ولذلك فان عباس ـ حسب هذه المصادر ـ أراد من خلال هذه المبادرة أولاً أن يعيد الكرة إلى ملعب حماس من خلال دعوته الى حوار شامل دون توضيح لتفاصيل وشروط هذا الحوار من جهة، وأراد ثانيا أن يضغط على الإدارة الأميركية من خلال القول بأنه لن يصبر إلى ما لا نهاية أمام المماطلة الصهيونية بأي حجج كانت، وان القول بأن نهاية العام لن تكون موعداً لميلاد اتفاق فلسطيني صهيوني لن يمر لديه بشكل طبيعي، وانه من الممكن أن يفجر الأوضاع لدى الفلسطينيين ومن بين ذلك الإقبال على حماس بعد الإعلان أن خيار التفاوض وصل إلى طريق مسدود حتى لو أدى ذلك إلى الاستقالة من منصبه ومغادرة الأراضي الفلسطينية، وبالتالي التسبب بمشكلة جديدة للإدارة الأميركية على أبواب الانتخابات الجديدة في أميركا..
حماس من جانبها ردت على المبادرة، غير أنها أكدت بشكل أو بآخر على تمسكها بالموقف القاضي بإنهاء كل القضايا العالقة التي سببت الانقسام قبل الشروع في خطوات عملية كبيرة بالتراجع عن السيطرة على القطاع، وذلك من خلال ضمانات عربية ودولية لذلك، وعليه فان أكثر ما تنظر إليه حماس في هذه المرحلة هو الضمانات التي تضمن تنفيذ أية اتفاقات يتم التوصل إليها من خلال حوار فلسطيني فلسطيني برعاية عربية، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.
ومع ذلك فقد أكد غير مسؤول في حماس استعداد الحركة لتسليم المقرات، بل وتسليم مقر الرئاسة بشكل عاجل كخطوة لحسن النوايا ومقدمة لإطلاق الحوار شريطة أن يتقدم طرف عربي بمثل هذه الضمانات..
وعلى هذه الخلفية فان المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من الحراك على هذه المبادرة من أطراف عربية عدة وبشكل أساسي في ظل الجامعة العربية، ولكن ما زال الشك يخيم على نتيجة هذا الحراك والى أين سيصل بالفلسطينيين؟ هل سيصل بهم إلى وفاق من جديد أم إلى مزيد من الانقسام، أم أن الأمر سيستغل من قبل الكيان الصهيوني كورقة انتخابية جديدة، وبالتالي ضربة موسعة لقطاع غزة، وهو احتمال ثالث يضعه بعض المحللين الذين يرون أن الخشية لدى رئيس السلطة الفلسطينية من قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية واسعة وعلمه باقترابها، دفعته إلى محاولة دفع المسؤولية بعيداً عنه.
الانتقاد/ العدد1271 ـ 10 حزيران/ يونيو 2008