ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: البوكمال تشيع ضحايا العدوان الأميركي

دمشق ـ راضي محسن
وسط زغاريد النساء وتكبيرات الرجال، وبمشاركةٍ شعبيةٍ ورسميةٍ واسعة، شيعت مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق الاثنين شهداء الاعتداء الأميركي الذي استهدف مدنيين أبرياء في بلدة السكرية التابعة للمدينة.
وقال بعض المشاركين في التشييع لـ"الانتقاد.نت" في اتصال هاتفي إن الآلاف من أبناء المنطقة رافقوا موكب التشييع الجماعي الذي اصطفت النسوة على جانبيه حتى وصوله إلى قرية حمدان حيث ووريت جثامين الشهداء الثرى في مثواها الأخير.
وهتف المشيعيون ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية التي أحرقوا علمها وحملوا لافتات تؤكد على الصمود في وجه الغطرسة الأميركية ورفض الانصياع لها.
وشارك في التشييع الفعاليات الشعبية والرسمية في المحافظة والمكلف بأمانة فرع دير الزور لحزب البعث الحاكم ومحافظ دير الزور وأهالي المنطقة وأبناء البوكمال.
وما زال سكان المنطقة يتوافدون لتفقد مكان الاعتداء الأميركي، وروى أهالي وشهود عيان وأقارب الضحايا المدنيين الأبرياء الذين سقطوا جراء العدوان الأميركي تفاصيل الاعتداء الذي قام به الجنود الأميركيون الأمر الذي يدحض جملة وتفصيلاً الادعاءات التي ساقتها القوات الأميركية المعتدية لتبرير هذه الجريمة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن سعاد الجاسم زوجة أحد الضحايا التي نجت من المجزرة الأميركية بأعجوبة وشهدت بأم عينها مقتل زوجها وإصابة أحد أطفالها وتشريد الباقين قولها: فوجئنا حوالي الساعة الخامسة عصراً بهبوط طائرتين في مكان إقامتنا ترجل منهما عدد من الجنود الأمريكيين بينهم من يتكلم العربية ودخلوا الخيمة التي أسكن فيها أنا وزوجي الذي يعمل حارساً للمشروع وأولادي .
وأوضحت أن أطفالها أصيبوا بالذعر الشديد وحاولوا الفرار من الخيمة التي دخلها الجنود الأمريكيون وعندما حاولت تهدئتهم وبمجرد توجهها نحوهم بدأ الجنود بإطلاق النار عليهم دون مبرر علماً أنه لم يكن هناك ما يهددهم ثم أطلقوا النار على العمال الموجودين في الموقع والذين كانوا يؤدون عملهم في المبنى والذي ينحصر في إطار أعمال البناء لتغادر بعدها الطائرات الموقع بعد أن أطلقت النار على شخص آخر هو صياد سمك خارج المبنى مؤكدة أن الذعر أدى بها إلى الإغماء ولم تصح إلا في المشفى لتعرف أن الجنود الأميركيين قتلوا زوجها الذي يعمل حارساً في المبنى لإعالة أسرته وأطفاله إضافة إلى سبعة آخرين هم عمال البناء.
الموقع المستهدف يقع ضمن منطقة زراعية وهو عبارة عن مزرعة حديثة العهد وقيد الإنشاء محاذية لنهر الفرات
|
وبث التلفزيون السوري صوراً للمزرعة التي استهدفها الاعتداء.
وظهرت المزرعة التي قدرت مساحتها بنحو ثلاثة دونمات محاطة بأسوار مرتفعة من جهاتها الأربع وفيها خيمة صغيرة، كما ظهرت شاحنة عليها آثار إطلاق الرصاص ودماء تغطي الأرض.
وبينت الصور أن صاحب المزرعة يقوم بالخطوات الأولى اللازمة لبناء منزل والمتمثلة بتشييد أساساته الإسمنتية وذلك على رقعة من أرض المزرعة مساحتها حوالي 500 م2 .