ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: مهرجان حب وشعر

نقطة حبر: مهرجان حب وشعر

كتب حسن نعيم
شكل مهرجان لبنان السنوي للشعر العربي الذي عُقد مؤخراً في بيروت واستمرت فعالياته أربعة أيام متواصلة من يوم الخميس الفائت إلى يوم الأحد، خطوة باتجاه ثقافة الحياة التي أرادها منظمو المهرجان أن تصبغ وجه مدينتهم بيروت، من بعد ما أصابه ما أصابه من خدوش ثقافية لا تعبر عن الأعماق الحقيقية للمدينة العربية العريقة المناوئة للاحتلال.
لقد كان للخطوة الرائعة التي نظمها ديوان الكتاب للثقافة والنشر بالتعاون مع دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع والحركة الثقافية في لبنان واتحاد الكتاب اللبنانيين، أن تعيد للمدينة المقاومة دورها الثقافي الرائد.
لقد حظيت الدورة الأولى من المهرجان بحفاوة المثقفين اللبنانيين والعرب، لا سيما المثقفين والكتّاب اللبنانيين الكبار الذين لطالما حلموا بمهرجان كهذا يستضيف أشقاءهم العرب، بعد أن كانوا دائماً ضيوفا في المهرجان الشعرية العربية.. لقد وجدوا أنفسهم داعين لأول مرة من بعد أن كانوا دائماً مدعوين، ما أعاد إليهم الدور الثقافي التاريخي الذي أدته مدينتهم بيروت في إحياء الثقافية العربية المعاصرة عندما كانت عاصمة النشر العربي ومطبعة العرب والمنصّة التي تطلق نجوم الشعر والأدب في سماء العرب.
ما حققه مهرجان لبنان السنوي للشعر العربي في دورته الأولى يتعدّى ما  أُشير إليه من دور إحيائي لعقود النهوض الثقافي القريبة، إلى أهمية المداخلات والنقاشات التي دارت في أروقة فندق السفير الذي أقيمت فيه معظم الندوات الحوارية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي نظمت في كل من زحلة وبنت جبيل وفي قصر الأونيسكو. ولا تخفى الدلالة الثقافية لهذا التوزع الجغرافي للأمسيات الشعرية على القارئ الحصيف.
ما يمكن الخروج به من خلاصة تقييمية للمهرجان أنه اتسم بالجدّية الكاملة والمتابعة الدقيقة لأدق التفاصيل، بحيث انه لم يكن بالإمكان تسجيل ملاحظات حقيقية على أداء اللجنة التنظيمية للمهرجان التي يقف على رأسها الشاعر الشيخ فضل مخدر، وإن كان بالإمكان الحديث والنقاش طويلاً حول المستوى الشعري الذي يمثله بعض المدعوين، لا سيما اللبنانيين منهم. لا نريد أن نفسد على المنظمين فرحتهم بنجاحاتهم الحقيقية في خلق بيئة شعرية تتنفس شعراً وتناقش الشعر وتلقي الشعر في القاعات وفي أروقة فندق السفير وحتى في "الباص" الذي كان يقلهم من بيروت إلى زحلة وإلى بنت جبيل، إلى حيث تصل أصواتهم وخفقات قلوبهم.
الانتقاد/ العدد1310 ـ 28 تشرين الاول/ اكتوبر 2008


2008-10-28