كتب محمد يونس
نظر إلي أحد الأصدقاء وقال:
يحكى أن هناك منظمة دولية نشأت لتفصل في أي نزاع قد يقوم بين دولتين.
يحكى أن هذه المنظمة من مهماتها أيضا الحفاظ على الأمن والاستقرار العالمي.
يحكى أنها لهذه الغاية أنشأت مجلسا دوليا يأخذ قرارات وينفذها.
يحكى أن هذا المجلس استحصل على القوة اللازمة لتنفيذ قراراته رغما عمن يعترض.
يحكى أن هذا المجلس من أبرز أهدافه منع أي دولة من مجرد التفكير بالاعتداء على دولة أخرى.
يحكى أن تلك المنظمة الدولية وضعت مواثيق ومعاهدات وشرائع أدخلت عليها كلمات مثل إنسانية وحقوق وحرية وتقرير المصير والتعبير والمساواة والعيش الكريم والتطور والرفاهية والاستقرار والأمان والطمأنينة.
فما وجدت نفسي إلا وأردفه بالقول:
ويحكى أن دولة اصطنعت في قلب منطقة تم تهجير أهلها بالمذابح وإراقة الدماء.
ويحكى أن هذه الدولة لم تنفك تعتدي على دول المنطقة فتقتل النساء والأطفال والشيوخ، وتدمر البنى التحتية من كهرباء وماء وجسور.
ويحكى أن هذه الدولة عضو في تلك المنظمة الدولية.
ويحكى أن منظمتك الدولية لم تتمكن يوما من إصدار "بيان رئاسي" يشجب أو يأسف لأعمال هذه الدولة.
ويحكى أيضا أن دولة عظمى عضو دائما في مجلسك المذكور آنفا قامت باحتلال دولتين عضوين في منظمتك المصونة.
ويحكى أن الدولة العظمى هذه تصرف الملايين من الدولارات على خطط سرية لاغتيالات أشخاص في العالم اختاروا مصطلحات كحق التعبير والسيادة والاستقلال والحرية والعيش بكرامة والتطور الذاتي والرفاهية.
ويحكى أنها تعمل نهارا جهارا على قلب الأنظمة في الدول الأعضاء في منظمتك تلك ولا من يسأل أو يحاسب.
ويحكى أنها تقوم بانتهاك سيادات الدول وأراضيها فتقتل أبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، ثم تلقي باللائمة على هذه الدول التي ذنبها أنها لم تأخذ منها الإذن لبعض مواطنيها أن يبنوا بيتا يؤويهم من غدر الزمان وويلاته.
فأي "يحكى" أقرب إلى الحقيقة؟؟!!
الانتقاد/ العدد1310 ـ 28 تشرين الاول/ اكتوبر 2008