ارشيف من :أخبار لبنانية
النائب السابق عدنان عرقجي لـ"الانتقاد": اذا لم توسع طاولة الحوار فهي مضيعة للوقت

أجرى الحوار: حسين عواد
يتباهى ابن بيروت النائب السابق عدنان عرقجي بأنه "وديعة سوريا" مقابل "وديعة رابين"، وهو ما كان كرره مراراً أمام الرئيس رفيق الحريري عندما جاء من يقول للأخير إن عرقجي "تابع لسوريا". وحتى اليوم فإن عرقجي يفتخر بأنه "يزور سوريا من وقت لآخر لأنه يدرك ان سوريا تشكل جبهة التصدي والصمود مع المقاومة الاسلامية والوطنية".
عرقجي لا يعول كثيراً على طاولة الحوار لكونها مضيعة للوقت.. وحتى المصالحة الجارية يشكك فيها، لكون "جماعة 14 آذار/ مارس غير صادقين في توجهاتهم" على حد تعبيره. ويضيف: "ان مجيء الموفد المخابراتي المصري ربما من قبيل تسوية الأوضاع مع المعارضة بعدما استضافت مصر مؤخراً قاتل رشيد كرامي".
"الانتقاد" التقت النائب عرقجي وسألته عما يدور على الساحة الداخلية، ولا سيما موضوع طاولة الحوار:
نبدأ معك من زيارتك الأخيرة إلى سوريا (قبل يومين)، ما سر هذه الزيارات المتكررة؟
ـ أولا أنا رجل أعمال، وأتعهد مشاريع ألمنيوم وزجاج، ولي أعمال كثيرة في سوريا، وسبق لي أن تعهدت ضمن اختصاصي قصر المؤتمرات وقصر الشعب ووزارة التعليم العالي وأخيرا جامعة تشرين.. ثانياً كما تعلمون فإن جبهة التصدي والصمود في البلاد العربية هي الشقيقة سوريا، لذلك نحن نزورها من وقت لآخر للوقوف على آراء أصحابها في ما يخص الوضع في الشرق الأوسط، وخصوصاً ان هذا المشروع بدأ يتهاوى، وهو تلقى ضربة قاصمة من المقاومة الإسلامية والوطنية بمساندة الشقيقة سوريا وبعض العرب الشرفاء. واليوم أصبحنا على نهاية ولاية بوش وديك تشيني وكونداليسا رايس، وهذه الإدارة العفنة التي ظنت ان بقوتها وجبروتها تستطيع ان تفرض نفسها وإرادتها، لكن تبين انه باستطاعة أي بلد صغير مثل لبنان ان يقف في وجهها. ثم ان هذا المارد هو من ورق، وأكبر دليل على ذلك ما يحصل في أميركا اليوم من أزمة مالية كبيرة.
زيارتك الى سوريا اليوم تحمل طابعاً سياسياً ام لمتابعة أعمالك؟
ـ الاثنين معاً.. يا أخي لا أحد يتلو فعل الصلاة إلا لطلب الغفران.. ولا ضير ان نستشرف ما يدور من حولنا.
من ستلتقي؟
ـ لن أبوح، أنت تريد أن تورطني بمن سألتقي.. أولا لأسباب أمنية، وثانياً لا أعرف إذا كان هؤلاء المسؤولون سيكونون موجودين في سوريا.. ونحن نزور سوريا عادة دون مواعيد مسبقة.
حتى أنت تخضع لترتيبات أمنية في سوريا؟
نحن أولاد بيروت وهم موجودون في الحكم باسم بيروت ولكن بإغراء المال |
هل تخاف على نفسك من التنقل؟
ـ من لا يخاف على نفسه؟ لكن في سوريا لا نخاف، فنحن نكون تحت حماية الدولة السورية.
قلت انك ستلتقي الرئيس بشار الأسد؟
ـ نحن وضعنا اسمنا على لائحة طالبي المواعيد، نأمل أن يأتي دورنا في القريب العاجل.
ألا تخشى ان ينعتوك بالتابع لسوريا؟
ـ عندما كنا مع الرئيس رفيق الحريري جاء من يقول له إننا وديعة سوريا.. استنكر حينها الرئيس الحريري، وقلت يومها أمامه: الحمد الله أنهم ينعتونني بهذه الوديعة، لأنه في المقابل هناك وديعة رابين.
في الوضع الداخلي أنت طالبت رئيس الجمهورية بتوسيع طاولة الحوار، فيما البعض نقل عنه عدم رغبته بذلك؟
ـ ما قصدته ان هناك قوى على الأرض لا يستطيع احد ان ينكرها، وأسال: هل يجوز ان يكون بطرس حرب وأمين الجميل على طاولة الحوار فيما سليمان فرنجية وعمر كرامي وسليم الحص وطلال أرسلان وأسامة سعد ونحن في الاتحاد البيروتي خارج طاولة الحوار؟ من يمثل هؤلاء؟ إذا كان هناك من يريد حواراً سليما فيفترض ان تكون تلك الأسماء على الطاولة، وبالتالي نؤمن ان ما يُتفق عليه لا يخضع للانتكاسة مجدداً.
ولكن ألا تعتقد انه بكثرة الطباخين "تشوط الطبخة"؟
ـ (يرتفع صوته) لا.. بل بكثرة الطباخين الذين لا يجيدون فن الطبخ.
هل تأمل ان تخرج طاولة الحوار في موعدها الثاني في الخامس من تشرين الثاني بنتائج ايجابية؟
ـ طاولة الحوار بما هي عليه اليوم مضيعة للوقت.
لماذا؟
ـ لأنها لن تخرج بنتائج، ولكون المعارضة ستكون صادقة.. أما جماعة 14 آذار فتسعى لإضاعة الوقت. وعلى كل حال لم يعد هناك من وقت، فبوش خلال أيام سيرحل، وإذا كانوا ينتظرون من يأتيهم ليحيي العظام وهي رميم فلينسوا الموضوع.
إلى هذا الحد هم يراهنون على الخارج؟
أنا وديعة سوريا وهناك من هم وديعة رابين |
ماذا عن المصالحات الحاصلة؟ هل ستفضي الى التخفيف من حدة الاحتقانات؟
ـ لنكن صريحين، لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين، هؤلاء الجماعة مثل الزيتون لا يؤكل الا بعد "رصّه".
ألا تعتقد انك تظلمهم حين تقول عنهم ذلك؟
ـ نحن أعطيناهم أكثر مما يستحقون، فكانوا يعدوننا بشي ويفعلون نقيضه في اليوم التالي، لأن قرارهم ليس بيدهم. نحن مع إجراء المصالحات، ولكن مشكلتهم أنهم ينتظرون الغيث.
من أين؟
ـ من حلفائهم! هؤلاء الجماعة خسروا المعركة، ويحاولون تأخير تجرع الكأس المرة عن شفاهم من خلال إيجاد تسويات معينة.
لماذا دوماً تتهجم على الرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري؟
ـ لأنني أنا ابن بيروت، أما هم فلا.
هم أبناء من؟
ـ نحن أولاد بيروت الحقيقيون، هم موجودون بالحكم باسم بيروت، ولكن بقوة المال وبإغراء الناس.
لكن بالنتيجة هم ممسكون بالشارع السني؟
ـ على أي حال الأيام بيننا.
كيف قرأت أبعاد زيارة الموفد المخابراتي المصري الى بيروت؟
ـ كنا استبشرنا خيراً بأن مصر فتحت على المعارضة، ولكن استقبالها مؤخرا سمير جعجع قاتل رشيد كرامي، طرح علامات استفهام، وإذا أرادوا ان يساوونا بجعجع فنحن لا نريدهم. ولا أعرف إذا كان مجيئه الى لبنان من قبيل انهم شعروا بعقدة الذنب من خلال استقبالهم جعجع فأرادوا تصحيح الوضع مع المعارضة.. نأمل ان لا تقف مصر مع فريق ضد آخر. أما إذا كان هدفهم كما يقال إيجاد قواسم مشتركة بين الموالاة والمعارضة تقطيعاً لمرحلة الانتخابات، فنحن لسنا بحاجة لهم، هناك رئيس الجمهورية هو من سيكون الحكم بين الطرفين.
ماذا عن مطالبة الرئيس سليمان بإيجاد كتلة برلمانية وطنية محايدة؟
ـ لن أستطيع أن أتحدث نيابة عن رئيس الجمهورية.
هل ترغب بالانضمام اليها؟
ـ لوقتها.
الانتقاد/ العدد1310 ـ 28 تشرين الاول/ اكتوبر 2008