ارشيف من :أخبار لبنانية

اللقاء المفصلي بين السيد نصر الله والنائب الحريري أرخى بظلاله على الساحة السياسية المحلية وطوى صفحة من التباعد السياسي

اللقاء المفصلي بين السيد نصر الله والنائب الحريري أرخى بظلاله على الساحة السياسية المحلية وطوى صفحة من التباعد السياسي

كتب علي عوباني


شهدت الايام الاخيرة سلسلة خطوات ولقاءات تصالحية توّجت بلقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ، والتي كان قد سبقها زيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الى طرابلس ولقااءته المسؤولين السياسيين والروحيين فيها ، فضلا عن لقاء وفد تجمع العلماء المسلمين مع مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار .
اللقاء المفصلي الاول وغير اليتيم بين السيد نصر الله والنائب سعد الحريري بعد سنتين من الافتراق السياسي الحاد أرخى بظلاله على الساحة السياسية المحلية وطوى صفحة من التباعد السياسي بين الطرفين فاتحا صفحة جديدة في العلاقات بينهما فيما يتوقع ان تمتد تداعيات هذا اللقاء من بيروت الى الشمال والجنوب والبقاع وتشمل مختلف الاطراف السياسية الاخرى ما يعني ان هذا اللقاء ربما يكون فاتحة للقاءات اخرى لم نعتد عليها خلال سنتين ونيف من التأزم والاصطفاف السياسي في البلد .
وفي وقائع اللقاء فقد روى مستشار الحريري الاعلامي مصطفى ناصر بعضا من جوانب اللقاء الذي دار بين السيد نصر الله والنائب الحريري لافتا الى انه ظهر من الحوار بين الطرفين  ان هناك "نقاط مختلفين عليها ونقاط وصلت ناقصة من طرف الى الثاني لكنهم كانوا متفقين على الاشياء الاساسية " وقال :" انا تفاجأت بسهولة التعبير عن كمية الاتفاق وبنقاط اساسية جدا والتي صدر منها في البيان كمية كبيرة " وكشف ان اللقاء :"  لن يكون اللقاء يتميا ومضرا بالاطراف الاخرى لأن كل واحد في موقعه السياسي وتحالفاته". كما تحدث ناصر في حديث لقناة المنار عن حجم الاتصالات الداخلية والخارجية المهنئة والفرحة بحصول هذا اللقاء بوصفه حاجة للاستقرار في لبنان.
وفي هذا الاطار انعكست اليوم نتائج اللقاء بين السيد نصر الله والنائب الحريري بسرعة كبيرة على المنابر السياسي والاعلامية في وقت توالت  فيه المواقف وردود الفعل المؤيدة والمرحبة باللقاء ، وانعكاساته الايجابية سواء على صعيد تنفيس الاحتقان في الشارع وتهدئة التشنج في الخطاب السياسي والاعلامي او اعادة الامور الى نصابها الطبيعي من خلال وضع الخلاف السياسي في اطارة الصحيح وابعاده عن الاستغلال وتحويره لخلافات مذهبية وطائفية . 
رئيس مجلس النواب نبيه بري اعرب لصحيفة السفير عن ارتياحه للقاء لافتا الى أن الأمور تسير في الاتجاه الأكثر ايجابية.. ومشيرا الى إن الربيع السياسي الذي نعيشه، مرشح لأن يترسخ أكثر فأكثر وصولا إلى الربيع الدائم.  كما اعتبر بري أن من شأن ذلك أن ينعكس مزيدا من الايجابية والارتياح الداخلي وأن يعزز المصالحات بين الفرقاء. وفي رأي بري، أن ايجابية اللقاء، قد تنعكس على أجواء مؤتمر الحوار الوطني في الخامس من تشرين الثاني المقبل، وتسهل المناقشات المتصلة بالاستراتيجية الدفاعية.
من جهة اخرى نقل زوار بعبدا عن  رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ارتياحه أيضا لحصول اللقاء وتعويله عليه من أجل إعطاء دفع للعمل الحكومي والمجلسي باتجاه استكمال المصالحات. وأجرى سليمان اتصالات تهنئة بكل من بري والحريري والمعاون السياسي للأمين العام لـ»حزب الله« الحاج حسين خليل، وبدا مرتاحا لأن المصالحة بين نصر الله والحريري حصلت عشية الجولة الثانية من مؤتمر الحوار التي ستبدأ بمناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية في مناخات هادئة، ولو أن قضية التوسيع تشكل عقبة جدية حتى الآن.
نائب رئيس مجلس النيابي الاسبق إيلي الفرزلي اعرب خلال لقاء كهنوتي مسيحي موسع في جب جنين، عن سعادته للقاء الذي جمع النائب سعد الحريري والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله واضعا اياه في خانة تأكيد الوحدة ومساعي المصالحة الكبرى.
بدوره حيا الوزير الاسبق عبد الرحيم مراد بعد  لقائه نائب رئيس الإستخبارات المصرية اللواء عمر قناوي  سلسلة المصالحات على الساحة اللبنانية والتي توجت أخيرا بلقاء الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري، مرحبا كثيرا بهذا اللقاء وقائلا :" ربما يحصل لقاء آخر بين السيد حسن و"حزب الله" وأي فريق آخر، ونحن نرحب به لأنه يصب في مصلحة البلد".
من جهته بارك منبر الوحدة الوطنية اللقاء الذي تم بين السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري راجيا ان تتوالى المصالحات ترسيخا للاستقرار الوطني.
اما أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان فاعتبر في حديث صحفي ان اللقاء بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري يؤسس لاسلوب جديد في التعاطي قائم على التواصل وعلى استراتيجية التفاهم من ضمن القناعات السياسية، معتبرا ان اللقاء يمهد لمناخ صحي لبحث الامور كافة بما فيها مسألة السلاح وما يرتبط بها من القرار 1701 والاحتلال الاسرائيلي لشبعا، والموضوع الفلسطيني في لبنان وصولا الى توازن في النظام السياسي.
وفي الاطار ذاته امل رئيس الهيئة الادارية في "تجمع علماء المسلمين" الشيخ حسان عبد الله " ، ان يسهم اللقاء الذي حصل بالامس بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري بشكل كبير في "انهاء اي حالة تشنج كانت قد حصلت في الفترة الماضية". وشدد على ضرورة السعي من اجل تمتين الوحدة الاسلامية، واكد "ضرورة دعم المقاومة في الفترة المقبلة خصوصا مع التهديدات الاسرائيلية المتمادية".
ورأى "تجمع علماء جبل عامل" ان اللقاء بين الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، هو "لقاء مصارحة لتحقيق الشحن الذي ساد مؤخرا على الساحة، ولقاء بين اللبنانيين يوحد قوتهم في وجه كل المخططات التي تريد النيل من المقاومة وانتصاراتها وانجازاتها".
وتمنى الامين القطري لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" الوزير الاسبق فايز شكر بالنسبة الى المصالحات والمصارحات التي تجري بين الافرقاء السياسية، ان تعم كل القوى الوطنية الموجودة على الساحة اللبنانية، وامل شكر ان تكون مصالحات ومصارحات حقيقية نابعة من القلب، مؤمنة بوحدة هذا البلد واستقراره وسلمه .
من جهته نوه رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا في تصريح له اليوم  "بتأكيد البيان الصادر إثر لقاء السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري على اتفاق الطائف"، ولفت الى أن "هذا اللقاء لن ينتج عنه تحوير في التحالفات لدى الطرفين"، مستبعدا "العودة الى الإتفاق الرباعي".
وفي السياق ذاته أجمع زوار رئيس كتلة المستقبل النيابية على اهمية اللقاء الذي جمعه والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مباركين هذه الخطوة ومؤكدين على أهميتها. النائب الحريري استقبل رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الذي قال ان "زيارة النائب الحريري هي للاستفهام منه أكثر عن الاجتماع الذي عقده مع السيد حسن نصرالله". مباركا الاجتماع لأن أي تنفيس للاحتقان يصب في مصلحة البلد. معتبرا أن اي محاولة لتهدئة الوضع وطمأنة الشعب اللبناني هي محاولة مشكورة ونشجعها لاستكمال بقية المصالحات.وعن تعثر المصالحة المسيحية قال شمعون إن المصالحة يجب ان تكون صريحة ومن دون أي قيود او شروط اساسية.
كما استقبل الحريري رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار الذي اعرب بدوره عن سروره بلقاء النائب الحريري مع السيد حسن نصرالله. معتبرا ان هذا اللقاء مهم جدا ويريح البلد، كونه اظهر انه لا توجد خلافات طائفية او مذهبية، بل قد تكون هناك اختلافات في وجهات النظر السياسية وهذا امر مسموح ويجب ان يبقى ويبحث في اطار الحوار الذي من شأنه أن يوصل الى نتيجة.
كذلك التقى النائب الحريري الامين العام للقاء الاسلامي المستقل النائب السابق خالد ضاهر، الذي أمل ان يكون اللقاء مع السيد نصر الله "فاتحة خير ومفتاح الولوج الصحيح الى حوار صادق وتلاق بين اللبنانيين والعمل بجدية من اجل مشروع الحوار والمصالحة والمصارحة بين اللبنانيين لان هذا البلد هو احوج ما يكون الى الحوار والمصالحة التي تجمع اللبنانيين على مشروع الدولة ورفض المليشيات والسلاح غير الشرعي. وعلى حماية لبنان من كل المؤثرات الخارجية الاقليمية والدولية بما يعود بالنفع على اللبنانيين ويؤدي الى ضبط الساحة
بدوره تمنى عضو كتلة "المستقبل" النائب هاشم علم الدين، ان يكون لقاء رئيس كتلة تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "بمثابة اشراقة وطنية جديدة لفتح صفحة جديدة تنقلنا من حوار الشارع الى طاولة الحوار برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الهدف منها مصلحة لبنان اولا". وشدد في تصريح له على "ضرورة تتويج هذا اللقاء التصارحي ميدانيا من خلال ترجمة قريبة على ارض الواقع، مع التأكيد ان ابناء المنية والشمال يعيشون في هذه الفترة حالة من الترقب لما ستؤول اليه الايام المقبلة من الحوار وذلك لفتح صفحة جديدة من الاستقرار والامن الداخلي".





2008-10-28