ارشيف من :أخبار عالمية

الادارة الاميركية اعجز من ان توجه رسائل لاحد في المرحلة الحالية وجريمتها الجديدة تعكس حجم مأزقها في العراق والمنطقة

الادارة الاميركية اعجز من ان توجه رسائل لاحد في المرحلة الحالية وجريمتها الجديدة تعكس حجم مأزقها في العراق والمنطقة

كتب علي عوباني
 
مرة جديدة يقتل فيها الابرياء بدم بارد على مرأى ومسمع العالم اجمع ولا من يحاسب ولا من يحاكم رغم وجود الدليل القاطع للشك باليقين عن الجهة المرتكبة وفظاعتها ، ومرة جديدة تتضح وتنكشف العنجهية الاميركية اللاخلاقية بحق سيادة ارضنا وقداسة عرضنا ، فالرصاص ذاته الذي قتل الاطفال والمدنيين الابرياء في قانا والمنصوري في لبنان ، وقتل الطفل محمد الدرة في فلسطين ، والفتاة العراقية عبير قاسم الجنابي (15 عاما) مع والدها ووالدتها وشقيقتها الصغرى البالغة من العمر سبعة أعوام ، عاد اليوم ليقتل من جديد على غير ساحة ثمانية مواطنين ابرياء في سوريا هم المواطن داود محمد العبد الله وأولاده الأربعة وأحمد خليفة وعلي عباس الحسن وزوجته وجرح مواطن آخر..
الجريمة الشنيعة التي تعبر عن وحشية الادارة الاميركية جاءت في خضم الانفتاح الاوروبي الكبير تجاه سوريا وتأكيد اكثر من مسؤول اوروبي خلال زيارته لدمشق على اهمية دور سوريا في المنطقة ، بحيث بات جليا وواضحا حجم المراهنة الاوروبية على هذا الدور في ترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة .
وفي هذا السياق وان كان البعض البعض اعتبر ان الجريمة الجديدة تندرج في خانة توجيه الرسائل الى سوريا ، الى اننا نعتقد ان الاميركي بات اعجز من ان يوجه رسائل لاحد في المرحلة الحالية على الاقل ، وهي تعكس حجم المأزق الذي يعانيه الاميركيون في العراق والمنطقة والتي تدفعهم الى الهروب الى الامام عبر اتخاذ خطوات ليست غريبة عن طبيعتهم العدوانية ، قد يكون الهدف منها جذب الانظار عما يجري في الداخل العراقي من رفض للاتفاقية الامنية الاميركية العراقية ومحاولة اثارة فتن وخلافات عربية جديدة بين الدولتين الجارتين سوريا والعراق .  
من جهة اخرى فقد وجهت سوريا اليوم رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بخصوص العمل العدواني السافر الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأميركية داخل الأراضي السورية بتاريخ26 تشرين الأول2008 والذي أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين سوريين أبرياء شرحت فيها وقائع الجريمة ، لافتة الى ان هذا العمل العدواني الذي قامت به القوات الاميركية في العراق ضد المدنيين السوريين الابرياء داخل الاراضي السورية يشير الى اصرار هذه الادارة الاميركية على المضي قدما في سياساتها التي لم تجلب الى المنطقة سوى القتل والدمار ولم تسهم الا في تصعيد التوتر ونشر حالة من عدم الاستقرار والفوضى في المنطقة.
وطالبت سوريا من مجلس الامن ومن الدول الاعضاء في الامم المتحدة تحمل مسوءولياتهم لمنع تكرار هذا الانتهاك الخطير وتحميل المعتدي مسوءولية قتل المواطنين السوريين الابرياء حفاظا على الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.

وفي خطوة وضعت في خانة الرد على الجريمة الاميركية فقد قرر مجلس الوزراء السوري ..إغلاق كل من المدرسة والمركز الثقافي الأميركيين بدمشق وطلب من وزيري التربية والثقافة اتخاذ الاجراءات اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما قرر المجلس تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المزمع انعقاده في بغداد 12 و13تشرين الثاني القادم.
وأدان مجلس الوزراء السوري الاعتداء الأميركي الهمجي والآثم على قرية السكرية في البوكمال ورأى ان هذه الجريمة الوحشية تمثل ذروة إرهاب الدولة الذي تمارسه الإدارة الأميركية منتهكة بذلك ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي والشرعية الدولية.

وفي الاطار ذاته فقد جدد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إدانة سورية للعدوان الأميركي في منطقة البوكمال مؤكداً أنه سيتم اتخاذ عدد من الاجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية للرد على هذا العدوان .وأوضح المقداد أن العدوان الأميركي على سورية يعد عمل قرصنة ويتناقض مع القانون الدولي والدور الذي قامت به سوريا للحفاظ على أمن واستقرار العراق وتعاونها مع الحكومة العراقية لدعم الاستقرار والتنمية والمصالحة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي وإنهاء الاحتلال الأميركي.
وقال نائب وزير الخارجية إن الادارة الأميركية الحالية قتلت عشرات الآلاف من المدنيين وخاصة في العراق وقامت بممارسات غير إنسانية بحق المعتقلين في غوانتامو والسجون الطائرة تثبت عدم احترامها للقانون الدولي مؤكدا أن عدوانها على المدنيين السوريين يعد إرهابا.
تواصلت الادانات المحلية والعربية والدولية للعدوان الذي شنته مروحيات أميركية بحق السيادة السورية في منطقة البوكمال شمال شرقي سوريا وبحق المدنيين الابرياء .
واستنكرت دولة الامارات العربية المتحدة اليوم العدوان الامريكي السافر على الاراضي السورية مؤكدة أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكا صارخا للشرعية الدولية وللسيادة الوطنية السورية.
بدورها جددت فرنسا موقفها من العدوان الامريكي على منطقة البوكمال في سوريا معبرة عن قلقها وانشغالها بسبب العدوان وداعية الى احترام وحدة أراضي وسيادة الدول بما فيها سوريا . وأكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية ايريك شوفاليه أنه لايمكن لبلاده اعتبار العمليات التي تؤدي الى قتل المدنيين والاطفال بالناجحة وقال اعربنا عن اسفنا لمقتل مدنيين بينهم أطفال . ولفت شوفاليه إلى أن سوريا تستطيع لعب دور هام في استقرار المنطقة بما فيها العراق.
من جهة ثانية أعربت فرنسا عن قلقها البالغ واسفها لسقوط مدنيين سوريين مؤكدة تمسكها بالاحترام الكامل لسلامة اراضي الدول وتدعو الى ضبط النفس.
وأكد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية ان فرنسا تأمل كشف كل الحقيقة حول هذه العملية التى اودت بالعديد من الاشخاص وبينهم اطفال. واوضح البيان ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وجه التعازي الحارة إلى عائلات الضحايا واقربائهم.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية اندريه نيستيرنكو أن موسكو تلقت هذا النبأ بقلق كبير مؤكدة رفضها استخدام القوة ضد أراضي دول مستقلة ذات سيادة تحت شعار مكافحة الإرهاب ومعبرة عن إدانتها لهذا العمل.
وأضاف نيستيرنكو أنه من الواضح للعيان أن أعمال القوة هذه أحادية الجانب تنعكس سلباً بصورة حادة على الوضع في المنطقة.
بدوره أكد ميغيل انخيل موراتينوس وزير الخارجية الاسباني قلق المملكة الاسبانية لما وقع على الحدود السورية العراقية معربا عن تعازيه لسقوط الضحايا المدنيين.
وعبر موراتينوس خلال اتصال هاتفي من البيرو مع الدكتور محسن بلال وزير الاعلام عن اهتمام بلاده بهذه التطورات وحرصها على العمل من اجل الاستقرار في المنطقة ووضع حد لمثل هذه الاحداث الخطيرة.
وفي بروكسل أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن قلقه من الغارة الاميركية على منطقة البوكمال.
وقال سولانا في بيان: أشعر بالقلق للهجوم الجوي الذي وقع في سورية وتسبب بسقوط مدنيين . وأضاف ..لقد عدت لتوي من سورية حيث ناقشت مع المسؤولين السوريين آفاق تحسين الاستقرار والامن في المنطقة وآمل في ان يعود الوضع سريعا الى طبيعته.
وفي طهران أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الاعتداء الأمريكي السافر على منطقة البوكمال على الحدود مع العراق والذي أدى الى سقوط ضحايا من الابرياء المدنيين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي خلال مؤتمر صحفي إن إيران تدين أي اعتداء على أي بلد وقتل الأبرياء وترفض هذه الأعمال.
كما أدانت دولة قطر العدوان الأمريكي على منطقة البوكمال وأكدت أن هذا العمل العدواني هو انتهاك لمبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية على ضرورة احترام سيادة الأراضي السورية وسلامتها الإقليمية.

أدان السودان بشدة العدوان الأمريكي الإرهابي على منطقة البوكمال في سورية الذي راح ضحيته ثمانية من المواطنين المدنيين الأبرياء مؤكدا أن هذا العدوان يشكل خرقا للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة. وأعرب بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية عن تضامن السودان ووقوفه وتعاطفه مع سورية وعن تعازيه ومواساته لأسر الشهداء والمصابين.
بدورها أدانت هيئة علماء المسلمين في العراق العدوان الأميركي الذي استهدف أمس منطقة البوكمال وذهب ضحيته ثمانية مدنيين أبرياء.
وقالت الهيئة في بيان لها إن هيئة علماء المسلمين في العراق تدين أي اعتداء أمريكي يطول أي بلد عربي شقيق وبخاصة عندما يتخذ الاراضي العراقية منطلقا له.
وأكد البيان أن إدارة الاحتلال الامريكي في العراق تثبت في سابقة خطيرة بشكل واضح وصريح وبالادلة المادية المحسوسة تلهفها للقيام بما تتيحه لها الاتفاقية الامنية التي تعمل على توقيعها مع الحكومة العراقية بكل السبل الممكنة وهاهي تستهدف أحد جيران العراق وتقوم باختراق سيادة الاجواء والاراضي السورية في عملية عسكرية استخدمت فيها الطائرات وأسفرت عن مقتل عدد من المواطنين وجرح اخرين فى اعتداء مدان وغير مفسر .
إلى ذلك أدان الاتحاد البرلماني العربي العدوان الاميركي الغادر والسافر على منطقة البوكمال السورية واصفا هذا العدوان بانه انتهاك خطير لحدود دولة ذات سيادة وخرق لشرعة الامم المتحدة ولكل الاعراف والمواثيق الدولية.
وأكد الاتحاد البرلماني العربي في بيان له اليوم تضامنه المطلق مع سورية داعيا جميع برلمانات العالم والمنظمات البرلمانية الاقليمية والدولية الى ادانة هذا العدوان واعلان تضامنها مع سورية وتحميل القوات الاميركية مسوءولية عملها هذا وجميع تبعاته.
اما على الصعيد المحلي فقد رأت الجماعة الاسلامية في بيان اصدره مكتبها السياسي "ان الجريمة الارهابية التي ارتكبتها القوات الاميركية في منطقة البوكمال السورية كشفت عن الطبيعة العدوانية للادارة الاميركية التي سارعت الى تبرير الجريمة باعتبارها استهدفت مجموعة ارهابية". 
ودانت الجماعة "الجريمة الارهابية الاميركية في حق المواطنين السوريين الابرياء". واكدت رفضها "المطلق لانتهاك سيادة اي دولة عربية او اسلامية بحجة مقاومة الارهاب" واعلنت " تضامنها مع سوريا في مواجهة هذا العدوان الغاشم".واشارت الى ان "العدوان الاميركي على سوريا يؤكد ان العدو الحقيقي لمصالح العرب والمسلمين هو العدو الاسرائيلي وراعيته اميركا وان هذا العدوان على سوريا يؤكد ضرورة اجراء مصالحة حقيقية بين الانظمة وشعوبها من اجل مواجهة العدو الحقيقي لامتنا العربية والاسلامية".
ودان وزير الشباب والرياضة طلال إرسلان "بشدة" الاعتداء الأميركي على منطقة البوكمال في سوريا، واصفا اياه بـ"الجريمة النكراء في حق أبرياء وانتهاكا فاضحا لسيادة بلد شقيق". واشار ارسلان الى "ان العدوان الأميركي على سوريا , ان دل على شيء فهو يدل على الفشل الذريع والافلاس الشديدين اللذين تواجههما الادارة الأميركية الحالية في سياستها وتحركها في المنطقة والعالم، وهو حلقة من سلسلة النهج العدواني الفاشي الذي تعتمده تلك الادارة".
كما استنكر عضو قيادة "جبهة العمل الاسلامي في لبنان" الشيخ زهير الجعيد في بيان، "الاعتداء الارهابي الحاقد الذي نفذته الطائرات الحربية الاميركية ضد سوريا"، معتبرا انه "وصمة عار في جبين الادارة الاميركية". ودعا "العالم الحر الى التعاطف والتضامن مع الشقيقة سوريا التي لن يثنيها هذا العدوان عن متابعة الخيار الوطني والعروبي والنهج المقاوم".
بدوره استنكر رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" في لبنان النائب أسامه سعد في تصريح اليوم "الإعتداء الإجرامي الذي شنته الطائرات الأميركية على الأراضي السورية"، مشيرا الى "أن اقدام قوات الإحتلال الأمريكي على الإعتداء على سوريا انما يأتي نتيجة ارتباك الإدارة الأميركية وتخبطها بعد الهزائم التي منيت بها قواتها في العراق على يد المقاومة العراقية، كما رأى ان هذا الإعتداء يأتي في سياق سياسة العقوبات والحصار والعدوان التي تنتهجها هذه الإدارة ضد سوريا، في محاولة فاشلة لدفعها الى وقف دعمها للمقاومة في العراق ولبنان وفلسطين". ودعا  سعد  جماهير الأمة العربية وسائر شعوب العالم الى اظهار استنكارها للعدوانية الأميركية واعلان تضامنها مع سوريا الصامدة" .
يذكر ان وسائل الاعلام نشرت اليوم صور للمجزرة الاميركية التي ارتكبت بحق المدنيين الابرياء في منطقة البوكمال بعدما تمكَّن مصور هاوٍ في المنطقة الحدودية السورية مع العراق من التقاط صور للمروحيات الأميركية الأربع بينما كانت في طريقها  الى داخل الأراضي السورية حيث ارتكبت محزرة راح ضحيتها ثمانية مواطنين سوريين .وأظهرت المشاهد الملتقطة أن الطائرات الأربعة تجاوزت المنطقة الحدودية باتجاه أكثر عمقاً داخل الأراضي السورية وأن المكان المستهدف في وضح النهار كان ورشة بناء قيد الانشاء وجميع الضحايا هم من العاملين فيها .


  



2008-10-29